عقدت مؤسسة القدس الدولية في فلسطين يوم الثلاثاء 2020/12/29 مؤتمرها العلمي الرابع عشر تحت عنوان: "التطبيع وأثره على مستقبل القدس"، في مدينة غزة، وبحضور عدد من المهتمين والمشاركين والأكاديميين.
وتحدث في الافتتاحية الدكتور أحمد أبو حلبية رئيس المؤتمر ورئيس مؤسسة القدس الدولية في فلسطين، فقال: ينعقد المؤتمر في ظل الأوقات والظروف الصعبة والمعقدة التي تكتنف مدينة القدس، ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، جراء الهجمة الصهيونية الشرسة المتواصلة عليها، وأن الاحتلال ما زال يستولي على مئات آلاف الدونمات في القدس لضمها لما يسمى "مشروع القدس الكبرى"، ليقيم عليها مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة، حيث بلغ آخرها في عام 2020 حوالي 35000 وحدة استيطانية جديدة، وقام باعتقال 1820 فلسطيني من القدس، وهدم مئات المنازل بحجج واهية، والاستيلاء على عقارات ومنازل في القدس بزعم أنّها مملوكة ليهود قبل عام 1948م في أحياء الشيخ جراح وبطن الهوى وبلدة سلوان، وسحب هويات المقدسيين، والاعتداء على مقابر المسلمين التاريخية وتجريف قبور الصحابة في مقبرة مأمن الله وباب الرحمة الإسلامية واليوسفية، وعين كارم، وإقامة القبور الوهمية في مقبرة الطور، والاعتداء على المقدسات المسيحية.
وقال بشارة مرهج نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية أن القدس والمقدسات بحاجة لخطوات عملية وجهدا دؤوبا وطالب الشعوب العربية والإسلامية بمواجهة الموجة التطبيعية من خلال التمسك بحقيقة أنّ المقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، لا مجال لتقاسمها مع المحتلين، ولا يمكن قبول أي اعتراف بأيّ تغيير "إسرائيليّ" فيها، والتصدي لخطر التطبيع بكلّ الوسائل الممكنة، وإبراز المعارضة الواسعة له، ومقاطعته، وإصدار المواقف السياسية، من مختلف الأحزاب والهيئات العربية، لبيان رفض تطبيع الدول العربية مع الاحتلال.
وتحدث الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك عن سياسات الاحتلال المتبعة منذ زمن طويل في فرض سياساتها في القدس، وطالب بالتركيز على الرواية الاسلامية التي تثبت حقنا في الأقصى، وقال أن الرواية "الإسرائيلية" قد أخذت مفعولها في بعض الدول العربية وقد تأثروا بها، ودعا الشعوب ان تضغط على قادتها لتحريك القضية الفلسطينية والضغط على الاحتلال ومن اجل ان يكون للمسلمين قوة لا يستهان بها.
وفي الجلسة الأولى للمؤتمر التي ترأسها الأستاذ الدكتور جهاد البطش وتناولت صفقة القرن وأثرها على القدس، وعرض خلالها الباحثان الدكتور ياسر لوز والأستاذة نايفة ديبة بحثهما الذي تناول "أثر صفقة القرن الأمريكية والتهويد الصهيوني على مدينة القدس خلال الفترة (2010-2020م)" ولفت إلى سعي إدارة ترامب لتصفية وإنهاء ملف القدس وفق خطة السلام في الشرق الأوسط. واستعرض الدكتور خالد العيلة في بحثه "صفقة القرن وأثرها على مستقبل مدينة القدس"، وأن الدراسة تكشف المخططات الأمريكية و"الإسرائيلية" بمشاريعها التهويدية والوقوف على المعيقات التي تعيق أي تقدم في أي مجال يصبوا إلى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وتناول الأستاذ علاء أبو زيد في بحثه "دور الولايات المتحدة الأمريكية في التطبيع العربي- "الإسرائيلي", وأثره على مدينة القدس (2017-2021م)" وهدف الوقوف على أثر دور الولايات المتحدة الأمريكية في عملية التطبيع العربي "الإسرائيلي" على مستقبل مدينة القدس بشكل خاص، واستعرض الباحث سعيد تمراز "تداعيات صفقة القرن على مستقبل مدينة القدس" وألقى الضوء على الخلفيات التي تحكم موقف الولايات المتحدة من قضية القدس.
في الجلسة الثانية للمؤتمر التي ترأستها الأستاذ الدكتورة رياض العيلة التي تناولت "تطبيع الدول العربيةً وأثره على المسجد الأقصى"، تحدث الأستاذ إياد أبو مصطفى عن "التطبيع العربي – "الإسرائيلي" بين المفهوم والممارسة وأثره على مدينة القدس"، وهدفت لإبراز الجهود على المستوى الشعبي والمجتمعي لمقاومة التطبيع العربي- "الإسرائيلي"، وتحدث الباحثان الدكتور أحمد فايق دلول والأستاذة رزان السعافين في بحثهما حول "التطبيع الخليجي "الإسرائيلي" وتأثيره على مستقبل الوصاية الأردنية في القدس" ولفت لانعكاسات التطبيع الخليجي-"الإسرائيلي" على مستقبل الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، وأشار الأستاذ محمد أبو مصطفى إلى "تطبيع دول الخليج العربي مع "إسرائيل" وأثره على مستقبل مدينة القدس 2010-2020م"، وسلط الضوء على ما يحدث من تطبيع للدول الخليج العربي مع "إسرائيل"، واكد الأستاذ حسام محمد يونس على "تداعيات التطبيع الإماراتي مع دولة الاحتلال "الإسرائيلي" على واقع ومستقبل مدينة القدس"، وطالب الباحثان الأستاذ عدنان الهندي والأستاذة هند أبو نجيلة خلال بحثهما "مستقبل تطبيع العلاقات الخليجية مع الكيان "الإسرائيلي" وأثره علي المسجد الأقصى (2015-2020)" باستنهاض قدرات الشعب الفلسطيني، وإطلاق طاقاته حتى يستطيع مواجهة المخاطر المحدقة والمحيطة بالمسجد الأقصى لمواجهة نتيجة التطبيع، وهدفت دراسة الدكتورة إلهام جبر شمالي "التطبيع بين دول المغرب العربي و"إٍسرائيل" 1952- 2020م" إلى دراسة الدوافع "الإٍسرائيلية" للتطبيع مع دول المغرب العربي ومعرفة المدى الذي وصل إليه التطبيع "الإٍسرائيلي" مع دول المغرب العربي الثلاث.
في الجلسة الثالثة للمؤتمر التي ترأسها الدكتور أحمد حماد والتي تناولت "دور الإعلام في عملية التطبيع"، وتحدث خلالها الدكتور محمود القدرة حول "دور الدعاية "الإسرائيلية" في التوجه الخليجي نحو عملية التطبيع (2017-2020)م"، وأوضح أبعاد التقارب "الإسرائيلي" الخليجي وتأثير الدعاية "الإسرائيلية" في توجه صانعي القرار الخليجي تجاه التطبيع، وكانت ورقة الأستاذة آمنة الحشاش حول " التطبيع الإعلامي في الوطن العربي وسبل مواجهته"، وكيف روج الإعلام العربي للتطبيع مع الاحتلال "الإسرائيلي"؟، وتطرق الباحثان الدكتور أمين وافي والأستاذ عمر البلعاوي لـ"معالجة المواقع الإخبارية الإلكترونية الفلسطينية لقضايا التطبيع"، وأوصى الباحثان بالتركيز على القضايا الثقافية والفنية وإبراز دور المثقفين والأدباء والكتاب والفنانين في محاربة التطبيع مع الاحتلال.
وفي الجلسة الأخيرة للمؤتمر والتي ترأسها الدكتور فؤاد حمادة وتناولت "السياسة الفلسطينية في مواجهة التطبيع" وتحدث خلالها الأستاذ عدنان الهندي حول "آليات مواجهة التطبيع العربي "الإسرائيلي" فلسطينياً للدفاع عن القدس".
وتخلل جلسات المؤتمر العديد من النقاشات أثيرت خلالها التساؤلات وبينت المطلوب سياسياً سواء محلياً أو دولياً في ظل ما تتعرض له القدس.
وفي نهاية المؤتمر ألقت المهندسة هالة الزبدة التوصيات التي توصل إليها الباحثون والمؤتمرون والتي تمخضت عن المؤتمر وكانت كالتالي:
1-التأكيد على إسلامية وعروبة وفلسطينية القدس، وأنها العاصمة الأبدية والموحدة لفلسطين ولشعبها.
2-تقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني ومدينة القدس لتعزيز صمود أهلها في مواجهة الاحتلال "الإسرائيلي".
3-إنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني ووقف التوتر بين حركتي فتح وحماس وتوحيد الجهود الشعبية والفصائلية للتصدي لسلطات الاحتلال ومواجهة مخططاته العدوانية الاستيطانية في القدس وفلسطين.
4-رفض سياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي تعمل على فرض حلولاً هدفها تصفية القضية الفلسطينية والغاء حق الشعب الفلسطيني بالتحرر والعودة، وتثبيت دولة الاحتلال ودعم سياستها الاستيطانية التوسعية وفرضها كجسم طبيعي مقبول في المنطقة.
5-التواصل مع القوى الحية والحرة التي ترفض التطبيع في دول تحكمها أنظمة مطبعة، من أجل التشاور والتنسيق ومنع الاختراق وتزيف الوعي من قبل أدوات هذه الأنظمة وأجهزة الكيان "الإسرائيلي" ".
6-التحذير من المخاطر السياسية والاقتصادية والثقافية والأخلاقية للتطبيع مع الكيان "الإسرائيلي" المحتل والذي يعاكس حركة التاريخ والفطرة الانسانية التي تنصر المظلوم والمعتَدَى عليه وتنفض من حول الظالم المعتدِي وتقاومه بكافة السبل.
7-تعزيز مقاطعة الكيان "الإسرائيلي" اقتصادياً وسياسياً وإعلامياً، ووضع قائمة سوداء بأسماء الشركات والمؤسسات والأفراد التي تتعامل مع كيان الاحتلال وتدعمه، باعتبارهم شركاء للمحتل في جرائمه وفي تكريس معاناة الشعب الفلسطيني.
8-استخدام المنصات والملتقيات الإعلامية لإبراز مخاطر وأضرار التطبيع على القضية الفلسطينية العادلة وفي ضياع القدس.
9-تفعيل دور الإعلام الجديد والقيام بحملات ومبادرات توعوية عن خطر التطبيع الإعلامي وأثره على الأجيال الحالية والقادمة وفي ضياع القدس.
10-التحذير من المنابر التي تطبع مع الكيان "الإسرائيلي" وفضح أصحاب الأقلام والأبواق المأجورة التي تمجد التطبيع وتعادي المقاومة، ومواجهة ما بات يعرف بظاهرة "الذباب الإلكتروني".
11- انشاء أجسام ومنصات للتواصل بين أهل القدس وأهلهم بالخارج وخاصة محيطهم العربي وبعدهم الإسلامي وأحرار العالم عبر منتديات وملتقيات في الشبكة العنكبوتية ووصائل التواصل الاجتماعي، واستثمار كل الوسائل في العالم الافتراضي للتعرف على أوضاعهم ومعاناتهم وأخبار مدينتهم.
12-الحفاظ على الروح المعنوية العالية، واليقين بأن احتلال فلسطين والقدس هو احتلال عابر وسيزول حتماً، والتأكيد على ضرورة قيام القوى والتكتلات الشعبية والنقابية والثقافية والفكرية والسياسية بدور فاعل في التصدي للتطبيع ومقاومته.