(سدرية) مدارس الأونروا

بقلم: علي بدوان

  • بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب

كانت (سدرية) مدارس الأونروا في اليرموك وعموم مدارس الوكالة في سوريا، تتماهى في (موديل) موحد، ولون (خاكي)، لتتشابة مع (سدرية) المدارس الحكومية. لكن الأمر هنا ينطبق على كل مدارس الأونروا في عموم مناطق عمليتها الخمس التي كان تلاميذها يرتدون (السدرية) ذاتها.

(السدرية) كانت عملية، وتتحمل (الدعك) اليومي من قبل التلاميذ في المرحلتين الإبتدائية والإعدادية. وكانت أمهاتنا تحسن في حياكتها، حتى لو اضطرت الى استخدام جزء من قطع خام أكياس الطحين التي كانت توزعها الأونروا بشكلٍ شهري على كل العائلات. فضلاَ عن استخدام بعض تلك القطع القماشية (الخاكي) لحياكة (حقيبة) للتلميذ من قبل العائلات التي كانت تعاني من (عسرٍ) شديد، ولاتستطيع شراء حقائب جلدية لأطفالها عندما تكون العائلة كبيرة العدد.

  في مدارس الوكالة، وعند الإنصراف، ترى شوارع اليرموك، وباقي تجمعات ومخيمات شعبنا على أرض سوريا تموج، وعلى امتداد النظر، بالأعداد الكبيرة من التلاميذ، في مجتمعٍ يتسم بالخصوبة العالية، حيث متوسط أعداد انفار كل عائلة تصل الى عشرة انفار في تلك السنوات التي تلت النكبة وحتى التسعينيات من القرن الماضي. وبعدها بدأت معظم العائلات بتحديد أعداد انفارها، مع ارتفاع تكلفة الحياة المعيشية ومتطلباتها، ودخول المرأة سوق العمل، وبالتالي غيابها عن البيت يومياً لعدة ساعات.

وبالطبع، فإن تحولات هامة طرأت على مجتمع لاجىء فلسطين في الداخل والشتات، وهذه التحولات بحاجة لدراسة موضوعية، والحصول على استنتاجات هامة بشأن اللجوء الفلسطيني وتحولاته في بلدات الطوق، وحتى في مخيمات الضفة الغربية والقدس والقطاع.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت