الجبهة العربية الفلسطينية تصدر بيانا صحفيا بمناسبة ذكرى انطلاقة الثورة الـ (56)

الجبهة العربية الفلسطينية

أصدرت الجبهة العربية الفلسطينية بيانا صحفيا بمناسبة ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية الـ (56) جاء فيه : تطل علينا الذكرى السادسة والخمسون لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة التي شكلت منعطفاً مفصليا في تاريخ شعبنا لتنقله من حالة التشرد والشتات إلى حالة الاشتباك المباشر مع العدو دفاعاً عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وشكلت حالة نقل نوعي في نضال شعبنا الوطني وكشفت حجم التآمر العالمي والصهيوني على شعبنا وحقوقه وقضيته العادلة، لتتعاظم الثورة بكل مستوياتها الجماهيرية والتنظيمية والعسكرية ويخوضها شعبنا ليصنع ملحمة تاريخية من الصمود والإصرار أذهلت العالم، ووقف شعبنا خلالها سداً منيعاً في وجه المشروع الاستعماري الصهيو- امبريالي متسلحاً بإيمانه بحقوقه الوطنية وبإصراره على تحقيق النصر مهما بلغت التضحيات."

وأضافت في البيان : إن هذه الثورة المجيدة والعظيمة بكل ما فيها من دروس وعبر جاءت لتؤكد أنها في الخندق الأول وليس بمنأى عن بعدها العربي والقومي في الدفاع عن القضية الفلسطينية وقضايا الأمة جامعة، و لتعطي للقضية الفلسطينية الصدارة في تغيير موازين القوى مع الاحتلال بعد حالة الظلم والهزيمة وخيبة الأمل التي طبقت على شعبنا والأمة، وتعود هذه الثورة لتغير مجرى التاريخ الذي سجل فيه الفدائي الفلسطيني عبر الملحمة الثورية التاريخية بوحدته وصلابته انتصارا عظيما، وأعاد للأمة العربية بأكملها الأمل في تحقيق النصر و العزيمة في نيل حقوقها الوطنية مهما بلغت قوة العدو وترسانته العسكرية، وسلبت منه الأمن والاستقرار ما لم ينعم بهما شعبنا."

وتابعت :تأتي ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية لنتوقف أمام ما يواجهه شعبنا من مخاطر وتحديات، وفي ظل التغييرات الكبيرة في منطقتنا العربية التي برزت مع اشتداد المؤامرة على شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية ومخططات ومشاريع تسعى إلى تصفيتها متجاوزة حقوقه الثابتة والمشروعة، وحالة من التردي والدنو وصلت له أنظمة الأمة العربية عبر هرولتها الغير مسبوقة في تطبيع العلاقات مع الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا الوطنية والثابتة، وطعنة خيانية في ظهر نضال شعبنا وصموده الذي ثبت خلال العقود الماضية في الخندق الدفاعي الأول من معركة الأمة دفاعا عن حقوقه وكرامة أمته، مما يستدعي ويتطلب من شعوب الأمة رفض كل محاولات أنظمتهم للتطبيع مع الاحتلال بكافة أشكاله، ويجعلنا كفلسطينيين ندرك أن النضال أمام شعبنا طويل ويحتاج منا التكاثف والتوحد خلف برنامج وطني موحد يصون ثوابتنا ويحافظ على حقوقنا التي ناضل من أجلها شعبنا وإفشال كل المحاولات والمؤامرات والمخططات التي تنتقص من حقوقنا الوطنية والثابتة، وذلك من خلال تصويب مسارنا الوطني بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وتنفيذ مخرجات اجتماع الأمناء العامون، والمجلسين المركزي والوطني للخروج ببرنامج وطني قادر على مواجهة التحديات الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية.

تأتي ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية ولازال الاحتلال يمارس أبشع الجرائم بحقنا، وتهويد لمقدساتنا المسيحية والاسلامية، بدءً بالاعتقال والاقتحام والحصار ومروراً بسياسة الاعدام الممنهج وصولاً إلى مواصلة بناء العديد من الوحدات الاستيطانية بالضفة الغربية والقدس، و يطلق العنان لقطعان مستوطنيه في تدنيس وارتكاب الجرائم بالمساجد والكنائس، ضارباً عرض الحائط كل القوانين والقواعد الانسانية المتعلقة بحرية الأديان بالمدينة المقدسة، فبسالة شعبنا بالقدس وصموده أمام تغول وهجمة الاحتلال الممنهجة باتت تفشل وتكشف زيفه في تزوير الحقائق التاريخية ومحاولات التهويد المستمرة لفرض أمر واقع يمحو الهوية العربية الفلسطينية للمدينة، مما يتطلب من شعبنا في كافة أماكن تواجده مواصلة الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال في اطار تشكيل قوة ردع لإفشال محاولاته في ممارسة سياساته العنصرية وكل المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد حقوقه الثابتة والمشروعة.

ختاماً وبهذه المناسبة التي تتزامن مع بدء العام الجديد واحتفال الطوائف المسيحية في فلسطين وفي بلدان المشرق العربي بحلول أعياد الميلاد المجيد، نبرق تهانينا للطوائف المسيحية، ونؤكد على رسالة السلام والعدل التي نادي بها كل أحرار العالم الذين سقطوا الذين سقطوا على مدار تاريخ نضال شعبنا وشعوب العالم، لنجدد لهم العهد بالبقاء على ذات الدرب الذي قضوا من أجله، وسقطوا شهداء دفاعاً عنه، وإلى أسرانا البواسل رمز صمودنا وعنوان نضالنا، والى جرحانا البواسل الذين يحملون على أجسادهم أوسمة العز والفخار كل التمنيات بالشفاء العاجل، وإلى الأخوة في حركة فتح نبرق تهانينا بانطلاقتهم السادسة والخمسين، معاهدين أن تبقى دماء وعذابات شعبنا رسالة للتسامح والمحبة والاخاء والتوحد في سبيل الحرية والكرامة والوطن وتحقيق النصر العظيم."
 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة