- بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
أول أمس، الجمعة الواقع في الأول من كانون الثاني/يناير 2021، أقامت حركة فتح مهرجان الذكرة الـــ 56 للإنطلاقة في مخيم اليرموك، في النادي العربي الفلسطيني.
وعندما نطلق جملة النادي العربي الفلسطيني، فالجميع يعرف عندها هذا العنوان في مخيم اليرموك، فهو عنوان لأول نادي فلسطيني مستقل ومتكامل فوق الأرض السورية، وهو أيضاً أول نادي يقام فوق تجمعٍ أو مخيمٍ فلسطيني. فقد سبقه نادٍ فلسطيني أخر قرب محطة الحجاز وعلى التخوم الأخيرة من شارع خالد بن الوليد وسط مدينة دمشق، لكن هذا النادي كان هو الأول في تجمع فلسطبيني كبير هو مخيم اليرموك.
النادي العربي الفلسطيني في مخيم اليرموك، أقيم بمبادرة من شخصيات وطنية فلسطينية كان على رأسها الأستاذ القدير محمد موعد (أبو أحمد) أطال الله في عمره، عندما تقدم بطلب ترخيص لإقامة هذا النادي في اليرموك عام 1961 كنادي ثقافي إجتماعي وفني في شارع صفورية بمخيم اليرموك، وتحديداً في المنزل الذي بات يعود لعائلة المرحوم الأستاذ عوض سعدية الذي كان نائباً لمدير إعدادية المالكية التابع لوكالة الغوث في حينها.
ومع توسع انشطة النادي، تم نقله لمكانه الحالي عام 1967 بعد أن نال قطعة أرضٍ مستملكة تم التبرع بها الدولة عبر الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في موقع إستراتيجي وهام وسط مخيم اليرموك وعلى شارع فلسطين بالقرب من البلدية، وبشكل ملاصق من جهته الغربية لكتلة مدارس وكالة الأونروا في المنطقة إياها.
تناوب على إدارة النادي العديد من الشخصيات المعروفة في اليرموك، كان أولها رئيسه المؤسس محمد موعد (أبو احمد) من صفورية قضاء الناصرة، الأستاذ نايف حجو من لوبية قضاء طبريا، الأخ أبو صالح السلال من مدينة يافا، الأخ فضل عودة من لوبية قضاء طبريا، وأخيراً المرحوم عماد السبع من ترشيحا قضاء عكا وموجه مادة التربية الرياضية في وكالة الأونروا والذي أستشهد بعد محنة اليرموك نهاية العام 2012.
شَهِدَ النادي العربي الفلسطيني في مخيم اليرموك، نشاطات متنوعة منذ قيامه، وخرّجَ من بين منتسبيه العشرات من الرياضيين الفلسطينيين الذين شاركوا بألعاب دولية في مختلف فنون الرياضية باسم وفود فلسطينية وسورية على أعلى المستويات. كما خرّجَ من بين منتسبيه ونشطائه العشرات من الفنانين والمبدعين الفلسطينيين.
كانت الإحتفالات والمهرجانات الوطنية تقام على مدرج صالة سينما الكرمل (صالة + بلكون) والواقعة أخر شارع فلسطين وقد أغلقت منذ أعوام طويلة، أو قاعة سينما النجوم، لكن أكثرها كان يتم على أرض ملعب النادي العربي الفلسطيني.
فالنادي العربي الفلسطيني في اليرموك، كان المساحة الأولى الجغرافية التي قامت على أرضها أولى المهرجانات الوطنية الفلسطينية منذ الإنطلاقة المعاصرة للثورة الفلسطينية، فيه كانت لوحة عرض سينمائي مكشوفة كنّا نطلق عليها مسمى (سينما اليرموك) التي كانت تعرض من حين لأخر بعض الأفلام لعموم الناس، فضلاً عن المهرجانات الوطنية، وقام أول مهرجان وطني على أرض النادي لتأبين الشهيد خالد الأمين (أبو الأمين) في الذكرى الأربعين لإستشهاده عام 1966.
وأذكر شخصياً حضوري لبعضٍ من تلك المهرجانات عندما كان عمري لايتجاوز العشر سنوات، ومنها مهرجان وطني كبير حضرته قيادات فلسطينية وسورية وعربية عام 1968 بعد معركة الكرامة، وعلى ما اذكره فإن كلمة سوريا ألقاها عضو القيادة القطرية للحزب ووزير الداخلية في حينها على ما أعتقد (محمد رباح الطويل ــ أبو رباح) بينما كانت كلمة الفصائل الفدائية للشهيد صلاح خلف (أبو إياد) وأستطيع الجزم بأن هذا المهرجان كان الأول من نوعه الذي يلقي فيه أبو إياد كلمة سياسية ويطل من خلالها على الناس بشكلٍ علني.
النادي العربي الفلسطيني في مخيم اليرموك، عنوان وطني بإمتياز قبل أن يكون نادياً إجتماعياً وثقافياً، ومن بعده قامت العشرات من النوادي في اليرموك وكلها تتبع للإتحاد الرياضي الفلسطيني العام. ومن بين تلك النوادي التي قامت في اليرموك خلال السنوات الأخيرة : نادي جنين وهو من أكبر الأندية في اليرموك من حيث الإمكانية بعد النادي العربي الفلسطيني، ونادي القسام، ونادي المطلة، ونادي الخالصة، ونادي فتيات فلسطين وهو الأقدم من بينها إذ يأتي بتاريخ تأسيسه بعد النادي العربي الفلسطيني مباشرة، وقد لعب دوراً هاماً في مسار العمل الوطني والمجتمعي في اليرموك خصوصاً في الجانب المتعلق بالمرآة والأخت .....إلخ. عدا عن النوادي المهنية والإجتماعية وعلى رأسها نادي فتيات فلسطين التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي بات عنواناً من عناوين العمل المؤسساتي والإجتماعي في مخيم اليرموك.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت