وقع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، يوم الثلاثاء، على "بيان العُلا" خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال اجتماع الدورة 41 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي عُقدت في محافظة العُلا بمنطقة المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.
وترأس القمة وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحضور أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ونائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد البحرين رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ونائب رئيس الوزراء العُماني لشؤون مجلس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد نيابةً عن السلطان هيثم بن طارق.
وشارك في القمة أيضاً وزير الخارجية المصري سامح شكري، ومستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب صهره جاريد كوشنر، الذي كثفت إدارته جهودها لحلّ الأزمة من أجل "تعزيز الوحدة لمواجهة إيران".
وكان حاضراً أيضاً الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين.
ورحب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في الكلمة الافتتاحية، بالمشاركين، وشكر دولة الكويت على "جهودها في رأب الصدع، كما أشاد بمساعي واشنطن وكل الأطراف التي ساهمت في المصالحة".
وقال: "يسرني باسم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أن أرحب بكم أجمل ترحيب في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، سائلين العلي القدير أن يوفقنا جميعاً لمواصلة مسيرة الخير والتعاون، وتحقيق مصالحنا المشتركة لخدمة شعوبنا، وبما يعزز أمن منطقتنا واستقرارها".
وأضاف ولي العهد السعودي مخاطباً المشاركين: "نفتقد هذا العام قائدين كبيرين كان لهما دور كبير في دعم العمل الخليجي المشترك وهذه المسيرة المباركة، جلالة السلطان قابوس بن سعيد وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، وعرفاناً لما قدماه من أعمال جليلة عبر عقود من الزمن في دعم مسيرة المجلس المباركة؛ فقد وجه سيدي خادم الحرمين الشريفين بتسمية هذه القمة بمسمى (قمة السلطان قابوس والشيخ صباح)، سائلين المولى -عز وجل- لهما الرحمة والمغفرة، ولصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، وصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الصباح التوفيق والسداد لمواصلة مسيرة الخير والنمو والازدهار في بلديهما الشقيقين، ودعم عملنا الخليجي المشترك".
وتابع الأمير محمد بن سلمان قائلاً: "إننا لننظر ببالغ الشكر والتقدير لجهود رأب الصدع التي سبق أن قادها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد (رحمه الله)، واستمر بمتابعتها صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد. كما نشيد في هذا الشأن بمساعي الولايات المتحدة الأميركية الصديقة، وجميع الأطراف التي أسهمت بهذا الشأن، حيث أدت هذه الجهود -بحمد الله- ثم بتعاون الجميع، للوصول إلى اتفاق بيان العلا الذي سيتم توقيعه في هذه القمة المباركة، والذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها".
وزاد: "نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، وخاصة التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ الباليستية ومشاريعه التخريبية الهدامة، التي يتبناها ووكلاؤه من أنشطة إرهابية وطائفية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، ما يضعنا أمام مسؤولية دعوة المجتمع الدولي للعمل بشكل جدي لوقف تلك البرامج والمشاريع المهددة للسلم والأمن الإقليمي والدولي".
وقال ولي العهد السعودي: "لقد تم تأسيس هذا الكيان استناداً إلى ما يربط بين دولنا من علاقة خاصة وقواسم مشتركة، متمثلة بأواصر العقيدة والقربى والمصير المشترك بين شعوبنا، ومن هذا المنطلق علينا جميعاً أن نستدرك الأهداف السامية والمقومات التي يقوم عليها المجلس؛ لاستكمال المسيرة، وتحقيق التكامل في جميع المجالات، وفي هذا الخصوص نشير إلى رؤية سيدي خادم الحرمين الشريفين بشأن تعزيز التكامل بين دول المجلس، التي وافق عليها المجلس الأعلى في الدورة السادسة والثلاثين، وما شهدته من تقدم مُحرَز في تنفيذ مضامينها خلال الأعوام الماضية، ونؤكد على أهمية مضاعفة الجهود لاستكمال ما تبقى من خطوات في سبيل تحقيق تلك الرؤية".
وتابع مخاطباً المشاركين: "إن سياسة أشقائكم في المملكة العربية السعودية الثابتة والمستمرة، وخططها المستقبلية ورؤيتها التنموية الطموحة (رؤية 2030) تضع في مقدمة أولوياتها مجلس تعاون خليجي موحد وقوي، إضافة إلى تعزيز التعاون العربي والإسلامي بما يخدم أمن واستقرار وازدهار دولنا والمنطقة.
وهنأ أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، دول مجلس التعاون الخليجي على "ما تحقق من إنجاز تاريخي بالإعلان عن التوصل للتوقيع على بيان العلا".
وأضاف: "نستذكر الدور المخلص الذي بذله المغفور له سمو الشيخ صباح الأحمد الذي ساهم بشكل كبير في نجاح هذا الاتفاق".
وتابع: "إن تسمية إعلاننا باتفاق التضامن تجسد حرصنا عليه وقناعتنا بأهميته كما تعكس في جانب آخر يقيننا بأن حفاظنا عليه يعد استكمالاً واستمراراً لحرصنا على تماسك ووحدة أمتنا العربية".
كما ثمن الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح "حرص قادة دول مجلس التعاون ومصر، على بذل المزيد من الجهود لتحقيق كل ما فيه الخير لشعوبنا".
وأعرب أمير الكويت عن "بالغ الثناء والتقدير للمملكة العربية السعودية وقيادتها على مبادرتها بإطلاق قمة السلطان قابوس والشيخ صباح على القمة الحالية تقديراً لمسيرة الراحلين العطرة وسنوات عطائهما في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والقضايا الدولية والإنسانية".