كلفت الآلية المشتركة للوقاية من مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) والسيطرة عليه التابعة لمجلس الدولة الصيني ، الجهات المعنية بفحص صارم لجودة اللقاح وسلامته والنقل السلس لسلسلة التبريد، فضلا عن تسليم اللقاحات في الوقت المناسب وبدقة، في الوقت الذي حصل فيه أول لقاح تم تطويره ذاتيا في البلاد على موافقة السوق مع بداية حملة التطعيم التي ستنفذ على مستوى البلاد بشكل تدريجي.
ولفتت الآلية إلى أن الصين تولي دائما أهمية كبيرة لسلامة وفعالية لقاحات كوفيد-19، مؤكدة أهمية تقديم الدعم الطبي والخدمات الطبية، الأمر الذي ينطبق بشكل خاص على العلاج في الوقت المناسب والإبلاغ عن الأعراض الجانبية السلبية في أثناء حملة التطعيم.
كما أنشأت الإدارة الوطنية للمنتجات الطبية نظام معلومات تتبعي من أجل إدارة اللقاحات المعتمدة.
ووافقت الصين على الاستخدام الطارئ للقاحات كوفيد-19 في يونيو، لاستهداف المجموعات ذات المخاطر العالية للإصابة. وبحلول نهاية نوفمبر، تم توزيع أكثر من 1.5 مليون جرعة من اللقاحات الصينية المضادة لكوفيد-19 للاستخدام في حالات الطوارئ، وسافر 60 ألف شخص ممن تلقوا التطعيم إلى الخارج إلى مناطق عالية الخطورة، دون الإبلاغ عن ردود فعل سلبية شديدة.
وفي 15 ديسمبر، أطلقت الصين رسميا برنامج تطعيم لفترة الشتاء والربيع لهذا العام، يستهدف عددا من المجموعات الرئيسية، من بينها المجموعات الخاصة بالمتعاملين مع منتجات سلسلة التبريد المستوردة وموظفي الجمارك والعاملين في المجال الطبي والعاملين في وسائل النقل العام وأسواق الأطعمة الطازجة، وسيتم توفير اللقاحات مجانا لجميع الصينيين.
وتجاوز عدد جرعات التطعيم بين المجموعات الرئيسية، 3 ملايين. وقال تسنغ يي شين، نائب رئيس لجنة الصحة الوطنية، إن "الـ3 ملايين جرعة، بالإضافة إلى 1.5 مليون جرعة سابقة، تثبت تماما أن اللقاحات الصينية آمنة".
وكانت الأعراض الجانبية الأكثر شيوعا في التلقيح، هو الإحساس بألم في موضع الحقن، مع أقل من 0.1 بالمئة من حالات ظهرت عليها حمى خفيفة. وواجهت حوالي حالتين من كل مليون أعراض جانبية خطيرة بعض الشيء مثل الحساسية المفرطة. ويمكن التحكم في جميع هذه الأعراض وتم التعامل معها بشكل جيد في الوقت المناسب.
ومنحت الصين موافقة تسويق مشروطة لأول لقاح لكوفيد-19 في ديسمبر. وأظهر اللقاح المعطل الذي طورته مجموعة (بيوتك) الوطنية الصينية، التابعة لشركة (سينوفارم)، فعالية بنسبة 79.34 بالمئة ضد المرض، وفقا للنتائج المؤقتة للتجارب السريرية للمرحلة الثالثة.
وباستخدام الكائنات الدقيقة الممرضة المقتولة لتعزيز المناعة، فإن اللقاحات المعطلة لها مزايا عملية الإنتاج الناضجة ومعايير الجودة التي يمكن التحكم فيها ونطاق حماية واسع، وفقا لما قاله وانغ جون تشي، عضو الأكاديمية الصينية للهندسة.
لقد وضعت الصين أساسا متينا للبحث في اللقاحات المعطلة في السنوات الأخيرة. واستخدمت اللقاحات المعطلة على نطاق واسع لمكافحة الالتهاب الكبدي إيه والإنفلونزا ومرض اليد والقدم والفم وشلل الأطفال.
وتظهر الدراسات الرسمية أن اللقاحات المعطلة صينية الصنع يمكن تخزينها بسهولة أكبر وتسليمها عبر نظام سلسلة التبريد الحالي، ما يشير إلى إمكانية وصول أكبر دون تكلفة توصيل إضافية، وفقا للمتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو لي جيان.
وبعض اللقاحات الأخرى المعتمدة حول العالم لها متطلبات سلسلة تبريد أكثر صرامة. وعلى سبيل المثال، يجب تخزين لقاح (فايزر-بيونتك)، في درجة حرارة 70 تحت الصفر.
وتبنت الصين خمسة مناهج تكنولوجية في تطوير لقاحات كوفيد-19، وتخضع خمسة لقاحات لتجارب سريرية في المرحلة الثالثة.
وتشمل اللقاحات الخمسة، لقاحين معطلين طورتهما شركة (بيوتك) الوطنية الصينية ولقاحا معطلا طورته (سينوفاك بيوتك)، ولقاح نواقل الفيروسات الغدانية طورته أكاديمية العلوم العسكرية وشركة (كانسينو بيولوجيكس)، ولقاح وحدة فرعية مؤتلف تم تطويره بشكل مشترك من جانب شركة (آنهوي تشيفي لونغكوم للمستحضرات الصيدلانية البيولوجية) المحدودة ومعهد علم الأحياء الدقيقة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم.
ووافقت بعض الدول، بما في ذلك الإمارات والبحرين، على تسجيل اللقاح الصيني المعطل وفقا للمعايير الفنية لمنظمة الصحة العالمية. ورخصت مصر يوم السبت اللقاح الصيني للاستخدام في حالات الطوارئ. وطلبت دول، من بينها البرازيل وإندونيسيا وتركيا وتشيلي وماليزيا، لقاحات طورتها شركة (سينوفاك بيوتك).
وقال تسنغ "ستنفذ الصين عملية تطعيم السكان المؤهلين على أوسع نطاق ممكن، وستبني تدريجيا حاجزا مناعيا لدى جميع السكان للسيطرة على المرض"، مضيفا أن 60 بالمئة أو حتى 70 بالمئة من معدل التطعيم ضروري لتأسيس الحماية الشاملة.