- بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
تراث اليرموك، وبكل جوانبه الحياتية واليومية، ليس تراثاً خالصاً، يَخُصَهُ لوحده، او تم اختراعه، او حياكته في ظل ظروف ومعطيات النكبة، التي أرخَت بذيولها على الناس بكل تأكيد. لكن تراث مخيم اليرموك، كما غيره من مخيمات وتجمعات شعبنا في دياسبورا المنافي والشتات، يستمد روحه، ونسغه، وامداده الحيوي، من تراث الوطن، تراث فلسطين الراسخ بين الجميع، حتى عند الأجيال التي تتالت في ولادتها في الحياة الدنيا، مابعد النكبة، ومهما طالت سنوات اللجوء والتشرد، خاصة عند الكتلة الفلسطينية اللاجئة، الأكبر عدداً، والموجودة في دول الطوق العربي (الأردن + لبنان + سوريا).
في تراث اليرموك، الجميع من أجيالنا، والأجيال التي سبقتنا، تعرف تماماً، العديد من الأماكن، ومراكز البيع والتسوق التي نشأت، وكان منها محل (سليم عيد) المختص ببيع الفلافل، ذات النكهة المختلفة عن كل أماكن بيع هذا المنتوج حتى بعموم دمشق. (سليم عيد) ومحله على امتداد الشارع الفاصل بين ساحة اليرموك وشارع لوبية والمشهور بــ (الأسوداني)، كان محله متميزاً بنكهة المنتوج إياه "(خلطة الكزبرة الجافة) معها، وسر تلك العجنة الخاصة بالفلافل"، وحركته المعتادة أثناء (قلي) الفلافل المتمثلة بالحركة الإهتزازية. ويعود (سليم عيد) بأصوله الى بلدٍ افريقي مُسلم، عاش في فلسطين بعد أداء والديه زيارة القدس والأقصى، وعاشوا في فلسطين، واندمجوا في حياة الناس، وخرج معنا كمواطن فلسطيني، من فلسطين لاجئاً مع عائلته.
أما فلافل (الكلسلي)، فتعود شهرتها الى فلسطين قبل النكبة، حين اختص بها اشقاء ثلاثة من عائلة (كلسلي) ومن مدينة عكا، حيث زاولوا تلك المهنة في عكا بفلسطين، ثم باليرموك ودمشق عموماً، ومنهم من افتتح محلاً خاص بها في احدى دول الخليج. فباتت شهرة (فلافل الكلسلي) تحظى بحضور مُميّز. أما باقي رجالات العائلة فاتجهوا للعمل بتصليح وتجارة الآلات الثقيلة التي تخص مهن مختلفة.
أخيراً، لاننسى في هذا الشأن عشرات المحلات التي عملت في الصنعة إياها. لكن تحدثنا عن اقدمها واشهرها.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت