- بقلم : المستشار جبريل عوده
قطاع غزة وما يمثله من قلعة حصينة للمقاومة الفلسطينية والتي رأينا ركنها الشديد , بقوة وحدتها في المناورات الأخيرة تحت راية غرفة العمليات المشتركة للمقاومة الفلسطينية , قد تتعرض إلى موجات من الحرب النفسية والإشاعات المغرضة أو الهزات الداخلية التي قد يستغلها العدو, لناحية التأثير على معنويات شعبنا الصامد في قطاعنا الحبيب.
إنتشر مؤخراً على مواقع التواصل الإجتماعي فيديو يحذر من حرب على قطاع غزة وقد عُرف بفيديو " الطيار ", سأتحدث في نقاط موجزة تخص ما جاء حول حتمية وقوع الحرب على غزة حيث تم تحديد تاريخ وأسبوع ويوم لوقوعها خلال الشهر يناير الحالي .
أولاً : في المنظور القريب لن يكون هناك حرب على قطاع غزة مؤشرات تعززها التقارير الصهيونية , بأن لا مصلحة لكيان الإحتلال في شن حرب على قطاع غزة في هذه المرحلة , وتقارير جهاز أمان الإستخباراتي الصهيوني , يحذر من تفجر الأوضاع في غزة, نظراً للظروف المعيشية في قطاع غزة , بمعنى أنهم يخافون تفجر الأوضاع وتصاعدها من طرف المقاومة , رداً على إستمرار الحصار الخانق ,وتقديرات الكيان الصهيوني أن المواجهة لو وقعت مع غزة ستكون مواجهة مفتوحة , فماذا عن اليوم التالي لإجتياح غزة ,وهذا سؤال يؤرق القادة الصهاينة سياسيين وعسكريين .
ثانياً : حالة الردع التي حققتها مقاومة غزة حقيقية ويخشى الإحتلال الكلفة الباهضة في حال أقدم على عملية واسعة في قطاع غزة , كم من قوافل لتوابيت الجنود التي ستعود للكيان , وكم هو عدد الجنود الذين سيقعون في الأسر , وكيفية التعامل في لحظات الإنقاذ لقواتهم المتوغلة في عمق الكتلة البشرية في قطاع غزة الأمر صعب جدا ومعقد للغاية ولا يستطيع أي مجنون أو عاقل في كيان الإحتلال أن يتخذ هذا القرار الإنتحاري .
ثالثا : الخطر الإيراني وتحديات المشروع النووي الإيراني بعد إعادة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 % في المفاعلات الإيرانية وتصريح نتانياهو قبل أيام, بأنه لن يسمح بإستمرار المشروع النووي الإيراني , مع تواصل الإستهداف الصهيوني لمواقع إيرانية في سوريا , وبالتالي هذا الملف وتعقيداته وتأثيراتها على المستوى الإقليمي والعالمي , ما يشغل بال القيادة الصهيونية وهو وفقاً للتقارير الإستخباراتية ضمن أولوية العمل لذا الكيان الصهيوني.
رابعاً : حالة الهرولة العربية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني تمنع نتانياهو من أن يغامر بمنجزه التطبيعي , في حال أقدم على إرتكاب حماقة في قطاع غزة وبالتالي سيغوص في وحل قطاع غزة وسيكون أمام العالم الإسلامي مشهد المجزرة والصمود والمقاومة وهذا وحده كفيل بتحريك العالم وإنقلاب المشهد التطبيعي رأس على عقب وهذا ما يخشاه نتانياهو.
أخيراً : كل سيناريوهات الحرب التي طرحت ضد غزة غير واقعية وفاشلة من الناحية العملية لا يعقل أن يقيم الإحتلال شرقا جدار حصين , وجنوبا يستكمل الجيش المصري جداره المتين وبعد ذلك يتوغل الجيش الصهيوني إلى السجن الكبير , حتما سيكون كارثة وإنتحار لأي جيش يفكر بالتوغل في غزة , وما تركه شارون هارباَ في عام 2005 لن يفكر أحد من قادة الصهاينة بالعودة إليه لا بإنزال جوي او بحري أو أنفاق , فكلها سيناريوهات فاشلة ونجاحها يلازم النقطة الصفرية ,في ظل الكتلة البشرية المتراصة في قطاع غزة, مع مقاومة قوية وعنيدة تستند إلى قاعدة جماهيرية حامية وضاربة لن تقف مكتوفة الأيدي وستشارك في كل مواجهة بما تملك من الروح المعنوية العالية والإنتماء الوطني الصادق فقطاع غزة كله برجاله ونسائه وأطفاله بشجره وحجره سيقاوم ولن يستسلم , ولن يكتب للهزيمة حرفا واحد في صفحات مجده.
كاتب وباحث فلسطيني 7-1-2020
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت