أصدرت المؤسسة العربية للدراسات والنشر، كتاب "تحرير الشرق .. نحو إمبراطورية شرقية ثقافية" للكاتب الدكتور إياد البرغوثي. والذي يؤكد فيه بأن الكتاب ليس دعوة للتغيير بقدر ما هو دعوة لفهم التغيير، والعمل على إيجاد وضع تستطيع فيه الشعوب في الشرق إحداث التغيير فيما لو تغيرت الظروف وتخلخلت الأوضاع والموازين. فهو حديث عن حالة وعي أكثر منها حالة فعل.
يقدم الكتاب تعريفا لشعوب المنطقة الممتدة من المغرب حتى أفغانستان، والتي تمر بمتتالية أزمات تعصف بها، وتعترض سبل نهوضها، أزمات يعتبرها وصفة ممنهجة للتدمير الذاتي، خصوصا وأن حالات الشرذمة التشظي والإنقسامات التي تعيشها شعوب الشرق لا تؤدي فقط إلي فقدان الاستقلال والسيادة والنهضة، بل وتفقدها أيضاً فرصة الإستفادة من أية فرصة مستقبلية قد يتيحها التاريخ لتحقيق كل ذلك، وأن تحرير المجتمعات في الشرق مما تعانيه من التبعية والتخلف والتهميش، تنطلق من فكرة أن المصالح الإستراتيجية العليا لشعوب الشرق واحدة، يقررها أساساً ثبات الجيواستراتيجيا التي لا فكاك منها، وتقترح في هذا الإطار مشروعا ثقافيا يشمل شعوب الشرق، ويهدف إلى خلق حالة من الوعي الإستراتيجي بهذه المصالح وطرق تحقيقها، وأن الخلاص الحقيقي لشعوب الشرق لا يمكن إلا أن يكون جماعيا، نظرا لنظام الهيمنة الإمبريالي الذي يسعى إلى التحكم والسيطرة على المنطقة وشعوبها.
ويؤكد الكتاب على أن المشروع الإمبراطواري الواعي والإنساني يحيل الدولة من القابلية للاستعمار عندما تفكر بشكل انعزالي إلى جزء من مشروع تحرري للمنطقة بأكملها. وهو المشروع الذي سيصنع وزنا للأمة وسيدفع المنطقة لتكون جسرا للسلام والتوازن في أي نظام عالمي قادم بعد أن وصلت إلى أن تكون مجرد (كوريدوراً) لمرور الأمم سواء في سلامها أو نزاعاتها.