مشروع "ورشة لوبان" يساعد في البناء على ما تحقق من تعاون مثمر في التعليم المهني بين الصين والعالم

"نتطلع إلى استقبال شباب مصريين للدراسة في ورشة لوبان الصينية المصرية في عام 2021، لرفع مستوى التعليم المهني ودفع تطور صناعات حديثة مثل السيارات والطاقة الجديدة وغيرها، من خلال التدريب المهني على المعدات بشكل مباشر"، هكذا قالت وانغ جيوان نائبة مدير مكتب التبادل والتعاون الدولي بكلية تيانجين الفنية والمهنية للصناعات الخفيفة في الصين.   

ففي نوفمبر الماضي، أقيم حفل افتتاح ورشتي لوبان في مصر عبر رابط فيديو بمشاركة مسؤولين ووزراء وسفراء وخبراء من الصين ومصر.   

وأكدت وانغ، المسؤولة عن مشروع "ورشة لوبان" الصيني المصري، أن المشروع سيلعب دورا فعالا في تنشئة أفراد أكفاء في مجال المهن التطبيقية بمصر، ويقدم تدريبا أفضل على المهارات المهنية للشباب المصريين.   

يذكر أن ورشة جامعة عين شمس (بمساحة 1200 متر مربع) تضم ثلاثة تخصصات وهي: تطبيق معدات (سي أن سي) وصيانتها، وتكنولوجيا تطبيقات الطاقة الجديدة، وتكنولوجيا تطبيقات السيارات وصيانتها، كما تضم المدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الصيانة بمدينة نصر (بمساحة 620 مترا مربعا) تخصصين وهما: تكنولوجيا التصنيع باستخدام الحاسب الآلي وتكنولوجيا صيانة السيارات، والتي تم تحقيقها لأول مرة من أجل الربط الفعال بين التعليم الفني المتوسط والعالي في الورشة.   

ولفتت وانغ إلى أن عددا من الشركات الصينية الكبيرة العاملة الآن في مصر شاركت في وضع خطة برامج التدريب لورشتي لوبان ووافقت على توفير فرص تدريب عملي على المعدات في مصانعها ومقراتها.   

يذكر أن ورشتي لوبان في مصر تمثلان معيارا ونموذجا لورش لوبان في إفريقيا، وهما أكبر ورش لوبان التي قامت الصين ببنائها في الخارج. ويشار إلى أن كلية تيانجين الفنية والمهنية للصناعات الخفيفة وكلية تيانجين المهنية للنقل، قدمتا معدات قيمتها 16 مليون يوان لمرحلتي بناء الورشتين، وبفضل الجهود المشتركة لكل من الصين ومصر، تم تدريب المعلمين المصريين وتحديد معايير التخصصات وتأليف المناهج والكتب المدرسية باللغتين للتخصصات الخمسة، بالإضافة إلى صياغة برنامج التدريب لمراحل التعليم التمهيدي والمتوسط والعالي.   

وفي مصر، قال د. محمد مجاهد نائب وزير التربية والتعليم لشؤون التعليم الفني إن "افتتاح ورشة لوبان يأتي في وقت بدأت فيه مصر مهمة طموحة لإصلاح التعليم الفني والتكنولوجي، ولا شك أن ممارسات التعليم المهني وطرق التعلم التي لمسناها في ورش لوبان كانت ملهمة لنا في إصلاح التعليم الفني المصري على ركائز أساسية من بينها ضمان الجودة والاعتماد على منهجية الجدارات والشراكة مع القطاع الخاص والتشجيع على الابتكار وريادة الأعمال".   

يهدف مشروع "ورشة لوبان" في مختلف الدول إلى تعزيز التعاون في مجالات التعليم والتكنولوجيا حيث يضم الروبوتات الصناعية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والتحكم الرقمي، والطاقة الجديدة، والحوسبة السحابية وغيرها من بين حوالي 30 فرعا في أكثر من 10 قطاعات.   

ومنذ أول انطلاقة لمشروع "ورشة لوبان" والتي تحققت في تايلاند عام 2016، نجحت الصين في افتتاح أكثر من 10 ورش في دول مثل بريطانيا والهند والبرتغال وجنوب إفريقيا وباكستان. وفي عام 2018، اتفقت الصين وإفريقيا على إنشاء 10 من ورش لوبان في القارة الإفريقية وتعزيز التدريبات المهنية للشباب الأفارقة. وفي مارس 2019، افتتحت ورشة لوبان في جيبوتي وبعد ذلك تم إنشاء ورش في كينيا وأوغندا ونيجيريا ومالي ومصر.   

وفي هذا الصدد، قال مسؤول بلجنة التعليم في تيانجين "على أساس الاعتراف المتبادل، نتقاسم أفضل إنجازات التعليم المهني عالية الجودة في الصين مع شركائنا الذين تربطنا بهم علاقات صداقة لتحقيق تعاون يقوم على الفوز المشترك".   

ويتفق الخبراء في أن ورش لوبان توفر منصة لتبادل مفهوم التعليم المهني بين الصين ودول العالم من خلال تدريب المعلمين المحليين الذين سيقومون بدورهم بتعليم الطلاب المحليين، ومن ثم تنشئة أكفاء في المجال الفني والتقني بما يلبي احتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية للدول الشريكة.   

وقد أبدى الطلاب حماسة شديدة للدراسة عبر هذه المنصة. ففي عام 2018، جاء الطالب الباكستاني هايد من بلاده إلى الصين للتدريب في إطار مشروع ورشة لوبان وتخصص في تقنية الأتمتة الكهربائية بكلية تيانجين للتعليم التقني والمهني الحديث، حيث قال "إن دراستنا كانت ممتعة للغاية"، مضيفا أن معدات التدريب في تيانجين كانت شيئا لم يره في باكستان من قبل وقد أكتسب بعد أكثر من عام من الدراسة خبرة عملية وافرة.   

واستنادا إلى نموذج تعاون "الحكومة - المدرسة - المؤسسة"، قامت الجهتان المتعاقدتان في ورشة لوبان بباكستان أيضا بإنشاء تحالف تعليمي تعاوني للتعليم الصناعي مع 8 شركات صينية وأجنبية لتوفير منصة من الشركات الدولية يمكنها إتاحة فرص عمل لطلاب ورشة عمل لوبان.   

أما في جيبوتي، فقد انطلقت في مارس 2019 الدراسة في "ورشة لوبان" التي تتضمن أربعة تخصصات وهي تكنولوجيا هندسة السكك الحديدية، وتشغيل وإدارة حركة السكك الحديدية، والتجارة، والخدمات اللوجستية. وقد شيدت "ورشة لوبان" 7 مناطق تعليمية داخلية، ومنطقتين للتدريب في الهواء الطلق، كما توجد قاعدة تدريب خارج الورشة في محطة السكك الحديدية.   

وقال مسؤولون من وزارة النقل المحلية إن هذا أدى إلى تنشئة أفراد أكفاء في صناعة السكك الحديدية في جيبوتي، لافتين إلى أن مشروع "ورشة لوبان" يهدف إلى توفير ضمان قوي من الموارد البشرية الفنية والمهنية لتحقيق البناء الاقتصادي والتنمية الصناعية لمختلف البلدان.   

وفي نفس السياق، ذكر تسو شياو دونغ، مدير مكتب التبادلات الدولية بكلية تيانجين الفنية والمهنية  للسكك الحديدية، في مقال نشر مؤخرا أن الكثير من الدول الإفريقية تواجه تحديات في رفع مستوى التعليم المهني وتوفير فرص عمل للشباب، مشيرا أن الصين بذلت جهود كبيرة في دفع التعليم المهني حيث بلغ عدد الكليات والمعاهد المهنية لديها حوالي 12 ألفا.   

وأكد أن مشروع "ورشة لوبان" استطاع أن يبني جسرا لتقاسم المعارف بين الصين والدول الأخرى وتوسيع التبادلات وأوجه التعاون في التعليم المهني، وهذا قد يؤسس قاعدة مهمة لتطور القوى العاملة وتحقيق التنمية الاقتصادية والصناعية.

 

 

بكين

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - بكين (شينخوا)