بين الواقع والمواقع وحلم الشعب . المجلس الوطني ومنظمة التحرير الفلسطينية ..

بقلم: نائل ابو مروان

نائل ابو مروان
  •  نائل ابو مروان كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

المجلس الوطني الفلسطيني هو الهيئة التمثيلية التشريعية العليا للشعب الفلسطيني بأسره داخل فلسطين وخارجها، أي الفلسطينيون سكان المناطق المحتلة عام 1967، والفلسطينيون سكان المناطق المحتلة عام 1948، اللاجئون الفلسطينيون في مختلف مناطق لجؤهم، وفلسطينيو المنفى، وهو السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو الذي يضع سياسة المنظمة ومخططاتها. نجحت منظمة التحرير الفلسطينية، وهي في أوجها، في إبقاء الكفاح الفلسطيني حيًا وحاضرًا على الصعيد العالمي. وفي 1974، اعترفت الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بالمنظمة باعتبارها "الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني." حدث تطور كبير جدا في السياسة الفلسطينية والاقليمية خلال اتفاق اوسلو . مما أوجد وضع جديد على الحركة الوطنية الفلسطينية في تحقيق أهدافها وكان اتفاق اوسلو الذي أوجد مرحلة جديدة لم تكن موجودة في أدبيات الشعب الفلسطيني وميثاقه من الاعتراف في اسرائيل . بل الاعتراف أن تحرير فلسطين فقط يكمن في الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 67 وكذلك القدس الشرقية مما خلق أمر جديد .
اليوم بعد أكثر من 27 عاما على اتفاق اوسلو أصبح الوضع أكثرَ وضوحًا وجلاءً أن الشعب الفلسطيني وقع في فخ محكم له أصبح اتفاق اوسلو يعني محاربة الشعب والقضية الفلسطينية باسم السلام وتحولت القضية الاهم في العالم من قضية سياسية الى قضية مساعدات مالية وتنسيق أمني فقط . لهذا إن لم يتم تدارك الأمر بالمصالحة الإستراتيجية على قاعدة إعادة بناء وتفعيل المجلس الوطني و المنظمة لينضوي فيها كل الأحزاب والحركات السياسية والمستقلين من الشعب الفلسطيني بالانتخاب الديمقراطي الذي أصبح متوفر بسبب التقدم التكنولوجي ، سيتجه النظام السياسي الفلسطيني نحو مزيد من التفكك .إعادة بناء المجلس الوطني يعني التعامل مع شعب قوامه أكثر من ثلاث عشر مليون فلسطيني في الداخل وفي الشتات، تتطور الاحداث ووجود أحزاب وفصائل أصبح لها وجود قوي على الساحة الفلسطينية غير موجوده ضمن المجلس وما وصل له اتفاق اوسلو من كارثة وطنية . هذه الامور تتطلب تفعيل دور المجلس الوطني الذي رُكن على الرف منذ توقيع اتفاقات أوسلو . الأمر الذي يتطلب أن يكون المجلس الوطني جامع الجميع ويكون على سلم اهتماماته رفع الحصار عن قطاع غزة ومواجهة الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس . وتحديد موقفها من المشروع الامريكي الصهيوني بالنسبة للقدس وصفقة القرن واتفاق اوسلو .
 لن ينجح أي مجلس وطني أو منظمة التحرير بوضعها الموجود في اتخاذ قرارات مصيرية لحماية المشروع الوطني إن بقي أي فصيل فلسطيني خارج إطار المجلس الوطني ومنظمة التحرير الفلسطينية، المجلس الوطني ومنظمة التحرير ليست حزباً أو فصيلاً بل الكيانية السياسية التي يعترف بها العالم أجمع .
 المجلس الوطني الجديد إذا وجد ويجب أن يوجد مجلس وطني جامع للجميع عليه أن يعيد الاعتبار للأبعاد القومية والإسلامية والمسيحية والدولية للقضية الفلسطينية على أسس جديدة . تحدد من خلاله المشروع الوطني ومجمل القضية الفلسطينية .  للوصول إلى مجلس قوي وفاعل يجب العمل على اختيار مجلس وطني فاعل ويمثل جيدا ً الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات ، وأن يتم اختيارهم ديموقراطياً ويجمع الجميع توافقيا.. .. طرح موضوع المجلس الوطني للنقاش مبرر ومشروع والدعوة لتفعيله وإعادة بنائه أمر مشروع ومهم .
 الحديث عن قيادة جديدة للمجلس أيضا أمر مشروع ومبرر وفعل وطني للمحافظة على فلسطين وقضيتها العادلة لكن ضمن الجميع دون استثناء أو اقصاء لأحد ،المجلس الوطني في بنوده يتحدث عن انتخابات في الاماكن التي يمكن بها اجراء هذه الانتخابات وهي اليوم موجودة أكثر من أي وقت أخر بسبب التطور التكنولوجي ونجاح سياسات الانتخابات عن بعد الكترونياً ضمن نظام ثبت نجاحه عالمياً .. لا يمكن حل القطيعة والانشقاق والكارثة الوطنية الذي حدث بسبب اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير مع إسرائيل عام 1993 وما نشأ عنه من انشقاقا كبيراً بين الفلسطينيين وزاد من تأزم العلاقة عدم نجاح أو التقدم في هذا الاتفاق .
وما نجده من عدم وضوح مشروع اوسلو في ظل رفض اسرائيلي لحقوق الشعب الفلسطيني وانحياز أمريكي وانهاء اتفاق اوسلو من خلال طرح الحلول وتفعيلها وتقديم القدس عاصمه لإسرائيل, ضاربين بعرض الحائط جميع الالتزامات . كذلك الاعداد لصفقة القرن التي ستدمر ما تبقى من أمل للفلسطينيين .
 وما يحدث من هرولة عربية في توقيع اتفاقيات سلام مع الكيان الاسرائيلي دون الالتفات الى قرارات الجامعة العربية في لبنان عام 1982 والتي تنص لا سلام مع اسرائيل دون الانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة بما فيها الجولان والقدس . جميع تلك الامور تدفع وبقوة لإشراك الجميع في المجلس الوطني ومنظمة التحرير وتفعيل جميع الانتخابات للخروج بقيادة قوية تتحمل المسؤولية أمام شعبها .
 اسرائيل تنظر الى الفلسطينيين أنهم كتلة بشرية تواجدت في مناطق دولتهم . التعامل مع تلك الكتلة البشرية من وجهة نظر اسرائيلية لا يخرج في أحسن الاحوال عن تقديم مساعدات انسانية فقط لاغية حقوقهم السياسية مستغلة اتفاق اوسلو في تدمير الشعب الفلسطيني ووجوده تحت مبدأ متعارف عليه في فكرهم واستراتيجيتهم وخرافاتهم التاريخية أرض اسرائيل .. الحرب على الشعب الفلسطيني باسم السلام ... إذا لم يتم اشراك الجميع في المجلس الوطني ومنظمة التحرير سيكون في نظر الاخرين من الاحزاب والفصائل التي لها وجود واضح على الساحة الفلسطينية والشعب الفلسطيني أن ذلك المجلس ليس له وجود ولا يمثلهم بل سيتم النظر اليه رهين في يد من لهم مصلحة لبقاء القضية والشعب الفلسطيني في دوامة من الضياع من أجل مصالهم الشخصية على حساب قضية شعب ووطن وتكريس الخروج عن الهدف الذي نشأ من أجله المجلس الوطني ومنظمة التحرير . وسيكون السبب في تقسيم الشعب على عكس ما تم التخطيط والهدف لوجوده تحرير كامل فلسطين والمحافظة على حقوق الشعب الفلسطيني .
تعود نشأة المجلس الوطني الفلسطيني إلى عام 1948، حين قام الحاج أمين الحسيني" بالعمل على عقد مجلس وطني فلسطيني في غزة، مثل أول سلطة تشريعية فلسطينية تقام على أرض الدولة العربية الفلسطينية التي نص عليها قرار الأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947، حيث قام المجلس حينذاك بتشكيل حكومة عموم فلسطين برئاسة " أحمد حلمي عبد الباقي" الذي مثل فلسطين في جامعة الدول العربية.
وقد أعيد تجديد المجلس الوطني الفلسطيني عام 1964، وذلك بعد أن قرر الملوك والرؤساء العرب في مؤتمر القمة العربي الأول تكليف أحمد الشقيري الذي أسس منظمة التحرير الفلسطينية ممثل فلسطين لدى جامعة الدول العربية آنذاك بالاتصال بالشعب الفلسطيني والدول العربية، حيث قام الشقيري بجولات زار خلالها الدول العربية واتصل بأبناء الشعب العربي الفلسطيني في مختلف أماكن تجمعهم،
نائل ابو مروان كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت