- بقلم : سري القدوة
السبت 16 كانون الثاني / يناير 2021.
صعدت سلطات الحكم العسكري في القدس المحتلة من اجراءاتها التي تستهدف المسجد الاقصى والساعية الي تهويده حيث تقوم بممارسة سلسلة من المخططات الاجرامية بحق الحرم القدسي الشريف، في أعقاب اقتحام المسجد الأقصى من قبل مساحين احتلاليين والقيام بأعمال المساحة وأخذ القياسات داخل باحات الحرم وفي محيط مسجد قبة الصخرة المشرفة حيث تقوم آليات الاحتلال الإسرائيلي بأعمال حفر في ساحة البراق وقرب باب المغاربة، مما يؤدي إلى إضعاف أساسات المسجد الأقصى المبارك وهدمه وإن هذه الحفريات مستمرة ولم تتوقف، لكنها زادت في الفترة الأخيرة لتشمل أماكن متعددة في آن واحد وتأتي ضمن مساعي سلطات الاحتلال لاستكمال تهويد جنوب غرب المسجد الأقصى .
ان مثل هذه الإجراءات المركزة والمدروسة مسبقا تنذر بالخطر الذي تحيكه مؤسسات دولة الاحتلال ضد المسجد الأقصى المبارك، وتعد مخالفة لكل القوانين التي تعتبر القدس اراضي محتلة وتأتي هذه الاجراءات الغير عادية في الوقت الذي يمارس فيه اليمين المتطرف بقيادة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو سلسلة من اعمال الارهاب المنظم الهادف الي تهويد القدس والسيطرة الكاملة على الحرم القدسي الشريف في محاولة لتغير الوقائع القائمة على الارض وفرض ادارات جديدة تتناقض مع ادارة الأوقاف الإسلامية، حيث تسعى سلطات الاحتلال لفرض تغيرات على واقع المسجد الاقصى وفرض حضورها الدائم وسيطرتها الكلية وتعزيز سلطات الحكم العسكري وبالتالي يكون مقدمة لتهويد المسجد الاقصى وفرض شعارات ومواد دعائية يهودية داخل اروقة وساحات المسجد الاقصى بما يتناقض من الوقائع الموجدة منذ احتلال القدس عام 1967 من خلال التدخل في إدارته ومحاولة فرض أمر واقع جديد على المكان سواء بحجة جائحة كورونا أو من خلال ما جرى من اقتحام طواقم المساحة الاحتلالية لباحات الحرم، ومحاولات اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وأدائهم لطقوس دينية في باحاته بحماية سلطات الاحتلال، في مقابل منع المصلين المسلمين من الدخول إليه .
اننا نشاهد تلك الجرائم والتي تستدعى اليقظة والحرص والدفاع وحماية المسجد الاقصى من قبل المواطنين وحراس المسجد الأقصى المبارك وسدنته والمرابطين لأخذ الحيطة والحذر والتصدي لمحاولات المس بالمسجد الأقصى المبارك، كون استمرار سلطات الاحتلال العسكري في ممارسة الاعتداء على المسجد الاقصى وقيام اليمين الاسرائيلي المتطرف بالتحريض الدائم والمستمر عبر وسائل الاعلام الاسرائيلي ومواقع التواصل الاجتماعي لاستهداف المسجد الاقصى والعمل على تهويده والنيل من عروبته وإسلاميته ضمن مخطط قائم منذ عشرات السنيين لتهويد المدينة المقدسة ومصادرة البيوت وهدمها، وتغير الواقع العربي والإسلامي بداخل المدينة المقدسه حيث يستدعي ذلك التحرك العاجل من قبل المنظمات والمؤسسات الدولية والمحلية والجهات المؤثرة بوقف هذه الاعتداءات قبل فوات الأوان .
وفي ظل تلك المحاولات والسياسة المتطرفة الاسرائيلية لا بد من التحرك العاجل لوقف اي سيطرة اسرائيلية على المسجد الاقصى والتصدي لمؤامرات تهويده، وإدانة هذا التحرك من قبل المنظمات والبعثات الدولية المتواجدة في القدس المحتلة، وان شعبنا الفلسطيني والمرابطين في القدس لقادرين على افشال تلك المخططات وان هذه المحاولات الرامية للسيطرة على الحرم القدسي الشريف ستبوء بالفشل الذريع أمام صمود وثبات أبناء شعبنا المرابطين في المسجد الأقصى المبارك والذين يقفون الى جانب الاوقاف الإسلامية في القدس ولا بد من الجميع وفي هذه الاوقات التواجد الدائم وبشكل مكثف داخل الحرم القدسي الشريف وباحات المسجد والرباط فيه دفاعاً عن الحرم القدسي الشريف وحمايته.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت