2021 انتخابات فلسطينية وانتخابات إسرائيلية

بقلم: فايز أبو شمالة

فايز أبو شمالة
  • د. فايز أبو شمالة

بعد شهرين من ظهور نتائج الانتخابات للكنيست الإسرائيلي، ستبدأ الانتخابات الفلسطينية التشريعية، وشتان بين انتخابات حرة ديمقراطية تمثل أطماع شعب ومصالحه، وبين انتخابات فرضتها الضائقة الاقتصادية والتدخلات الخارجية، وشتان بين استحقاق انتخابات حرة لا يمكن تجاوز موعدها ونتائجها، وبين استحقاق انتخابات فرضتها جملة من المعطيات والضغوطات التي ستؤثر على نتائجها، وشتان بين نتائج انتخاب برلمان متمكن من قراره، يمتلك القوة والسيطرة والنفوذ، وبين نتائج انتخابات برلمان له تجربته المريرة في الشطب والتغييب، ولا يمتلك مقومات البقاء على قيد الحياة إلا بقرار الرئيس ورضاه، والتغذية الخارجية الاصطناعية، والتنفس من خلال أنبوبة اوكسجين المساعدات الدولية.

المقارنة بين الانتخابات الإسرائيلية والفلسطينية لسنة 2021 ليست ترفاً، ولا هي تسلية ومسخرة، ولا هي تهرباً من انتقاد جملة التعديلات القانونية التي صدرت قبل المرسوم الرئاسي،  المقارنة تفرض على الفلسطينيين ان يفتحوا كتاب مستقبلهم السياسي، وأن يقرأ تفاصيله من خلال طريقة صدور المرسوم الرئاسي، وزمنه، وآليته، وتعقيدات تطبيقه، ونتائجه على الأرض، ولهذا سأورد بعض المفارقات بين انتخاباتهم وانتخاباتنا.

أولاً: الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية تجرى للمرة الرابعة في غضون سنتين، وفي ذلك تعبير عن إرادة مجتمع لا يخشى على مستقبله، واثق من استقراره، له أطماعه التوسعية التي يعبر عنها من خلال ممثليه في البرلمان.

بينما الانتخابات التشريعية الفلسطينية تجرى للمرة الثالثة في غضون  25 عاماً، وهي مرتبكة وجله، وعرضه للانتكاسة والانهيار جراء قرار متسلط داخلي أو خارجي.

 ثانياً: الانتخابات الإسرائيلية إرادة شعب استقل بقراره، شعب يتنافس في الانتخابات على من هو الأنفع لدولتهم، ومن هو الأكثر نفعاً، وهذه الانتخابات رقم 24 للكنسيت شأن إسرائيلي محض، لا تمتلك قوة على وجه الأرض في التأثير عليها.

بينما الانتخابات الفلسطينية جاءت للمرة الثالثة فقط، وإثر ضغوط وتدخلات خارجية، ونتائجها مرهونة لجملة من الاعتبارات، وتقاطع المصالح لأكثر من دولة.

ثالثاُ: نتائج الانتخابات الإسرائيلية ستقرر مصير المنطقة لأربع سنوات قادمة، بينما نتائج الانتخابات الفلسطينية ستقرر مصير بعض الشخصيات والأسماء والتنظيمات مدى العمر.

 رابعاً: الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية تجرى داخل دولة لها سيادة، وستطبق على نسبة 60% من أراضي الضفة الغربية، بينما الانتخابات الفلسطينية تجرى على أرض بلا سيادة، وعلى نسبة 40% فقط من أرض الضفة الغربية.

خامساً: الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية جاءت بقرار من الكنيست الذي حل نفسه لأكثر من مرة، وتوافق على موعد الانتخابات، وقرر إعادة اختيار ممثليه، بينما الانتخابات الفلسطينية جاءت بقرار شخص الرئيس، وجراء مطالبة دولية بتجديد الشرعيات، وللانتخابات أهداف لما تزل مخبأة في رأس مطلقها، وهي بحاجة إلى حوارات ونقاشات ولقاءات مطولة في القاهرة.

سادساً: الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية تمثل دولة، لها سيادة، ومحكومة بقوانين تشريعيه لا يمكن التلاعب بها، أو تعديلها، ببنما الانتخابات التشريعية الفلسطينية تمثل سلطة بلا سلطة، ومحكومة بقرارات استثنائية قد يصدرها الرئيس، أو يلغي بعضها.

سابعاً: لا أحد يجرؤ على التدخل في آلية إجراء الانتخابات الإسرائيلية، وطريقه فرز الاصوات، وضبط العملية الانتخابية التي يحكمها الزمن والقانون، ولا قوة على الأرض تؤثر بنتائجها، بينما الانتخابات الفلسطينية عرضه لتدخلات خارجية وداخلية، ونتائجها محكومة بكمية الأموال التي ستتدفق على هذا التنظيم أو ذاك، وحجم الوعود والعطايا المقدمة لهذا التنظيم أو ذاك.

ثامناً: الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية ستفرز مجموعة من الكتل البرلمانية، وستقرر تركيبة الحكومة القادمة، ولا تستطيع قوة على وجه الأرض أن تحل الكنيست، أو أن تفرض حكومة لا تحظى بالأغلبية، بينما نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية قد تلغى بقرار رئيس.

تاسعاً: الانتخابات الإسرائيلية ستفرز قادة إسرائيليين يتسابقون على ضم الضفة الغربية، ويشترطون للفوز عدم الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، بينما الانتخابات الفلسطينية مشروطة بالاعتراف بإسرائيل، والموافقة على ما وافقت عليه منظمة التحرير في أوسلو.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت