مناضل آخر شتته الغربة.. فرحل بعيداً عن الأهل الوطن

بقلم: كمال توفيق البقاعي

  • كمال توفيق البقاعي (أبوحسام)

عن عمر يناهز الثمانين عاماً، توفي أخي الحبيب رضا البقاعي في كندا.

غادرنا أبو توفيق الذي عايش النكبة الفلسطينية من بدايتها، طفلاً في بلدة الدامون – عكا، كما عايش عذابات التشرد والهجرة إلى لبنان ثم إلى كندا، وكان حالة مناضلة في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية ومن الأوائل الذين

انخرطوا  في صفوف الحركة القومية والتيار الناصري، ثم انحاز إلى التيار الديمقراطي في صفوف الحركة، وكان من المساهمين الأساسيين في تأسيس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان.

في توليه إحدى الوظائف في وكالة غوث اللاجئين (الأونروا)، كرس جل أوقاته في خدمة أبناء المخيمات، في مساعدتهم على مقاومة شظف الحياة، ورأى في ذلك واجباً وطنياً، يشكل حجر الزاوية في دعم ثبات اللاجئ الفلسطيني على التمسك بحقه في العودة إلى قريته أو مدينته التي هجر منها في فلسطين.

أسس عائلة انخرط أعضاؤها هم أيضاً في العمل الوطني، ناشطين في صفوف الشباب، وفي صفوف النساء.

وعند غزو إسرائيل للبنان، استغل توفره له وظيفته في وكالة الغوث من حماية، وأسهم في واجبات وطنية من أجل إعادة بناء كيانات المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان، بعد أن عمدت سلطات الغزو الإسرائيلي إلى شن أوسع حملة اعتقال للرجال والشبان لإفراغ المخيمات من العناصر النشيطة، وتقويض عناصر صمودها في مواجهة الغزو والاحتلال، وعصابات جيش حداد ولحد.

غريباً يترجّل رضا، وهو الذي قضى معظم حياته مناضلاً في سبيل تحقيق العودة إلى الوطن، وكما هو حال الملايين من الفلسطينيين الذين يواصلون النضال ضد العدو الصهيوني.

غرباء كلنا في عالم يتغول ويصب غضبه وجنونه وعدوانيته وجرائمه على الشعوب كافة، خاصة على الشعب الفلسطيني، الذي سيواصل نضاله في كافة الميادين لتأكيد هويته وتحقيق أهدافه الوطنية.

كم أفتقدك يامن كنت لي الأخ والأب والصديق والرفيق، وستبقى حياً بيننا في كل ما مثلت من قيم في حياتك، ومن دور نضالي، وسيرة غنية بالمثل العليا والأخلاق الحميدة.

وداعاً أخي ولروحك الرحمة والمغفرة.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت