ماجدات فلسطين خلف قضبان السجون شموخ وعزيمة لا تلين رغم الألم الأسيرة نسرين أبو كميل"أم فراس" (1975م -2021م)

بقلم: سامي إبراهيم فودة

سامي إبراهيم فودة
  • بقلم :- سامي إبراهيم فودة

في حضرة القامات الباسقة عزيزات النفس والشموخ والكبرياء الأسيرات الفلسطينيات الماجدات جنرالات الصبر والصمود القابعات في عرين الأسود تنحني الهامات وتطأطأ الرؤوس لهن إجلالاً وإكباراً لصمودهن الاسطوري وهن يسطرون أروع الملاحم البطولية في الصمود والتضحية والفداء والإقدام في مواجهة قوى البغي والشر والعدوان في ساحات المواجهة بقلاع الأسر,
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء في إطار الحملة الإعلامية المتواصلة في إبراز ملف معاناة الأسيرات الفلسطينيات الماجدات المعذبات والمنسيات في غياهب سجون الاحتلال واللواتي يتجرعن المرار والألم وقسوة السجن وجبروت السجان ورطوبة الزنازين وبرودتها المظلمة التي تنخر عظامهن وقضبان الحديد التي تأكل من أجسادهن الضعيفة وسنوات العمر التي تفنى زهرة شبابهن وتذوب أعمارهن وآمالهن وأحلامهن خلف قضبان السجون والمعتقلات الإسرائيلية فمنهن الأُم والأخت والجريحة ومَن هي في عمر الزهور من سن الطفولة, وا أسفاه على الإعلام المرئي" التلفزيون" الإعلام المسموع " الاذاعة" الإعلام المقروء الذي لا يفرد لهن مساحة واسعة من التغطية الإعلامية ولا يتذكرهن إلا عند اعتقالهن أو الإفراج عنهن، وقد يكون اعتقالهن عند البعض مجرد خبر عابر لا يحرّك فيه ضميره النائم ونخوة رجولته ما يتعرضن لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل والإهانة والعزل والابتزاز والتهديد والإعتداء الوحشي والتحرش الجنسي والتفتيش المذل تحت وقع سياط الجلادين, دون مراعاة لأنوثتهن واحتياجاتهن الخاصة, حيث لا يزال الاحتلال يختطف 41 أسيرة ما يزلن يقبعن في سجون الاحتلال في ظل ظروف قاسية, منهنّ 12 أماً بينهن 23 أسيرة يقضين أحكاماً متفاوتة اعلاهن حُكما صدر بحق الاسيرتين شروق دويات، وشاتيلا أبو عياد المحكومتين بالسّجن لمدة 16 عاما، معاً وسوياً أصحاب الإعلام والأقلام الحرة في إعلاء صوت الأسيرات الفلسطينيات الماجدات ورفع أسمائهن في كل مكان من أجل نصرتهن ومساندتهن والوقوف إلى جانبهن في مواجهة الاحتلال "إدارة مصلحة السجون النازية" ومن أجل إزالة اللثام عن وجوههم القبيحة وفضح ممارسات إدارة السجون بحقهن.
والأسيرة نسرين أبو كميل أبنة السادسة والأربعون ربيعاً هي أحد الأسيرات الفلسطينيات الماجدات اللواتي يتجرعن الألم في غياهب سجون الاحتلال ويعيشن واقع مرير جداً ما بين مطرقة المرض الذي يهدد حياتهن وسندان تجاهل الاحتلال لمعاناتهن اليومية والقابعة حالياً في سجن "الدامون" والتي أنهت عامها الخامس ودخلت عامها السادس والأخير في سجون الاحتلال متنقلة بين سجون الاحتلال منها ,الرملة وعسقلان والشارون وصولاً للدامون ..
الأسيرة المريضة:- نسرين حسن عبد الله أبو كميل تاريخ الميلاد:- 5/7/1975م مواليد مدينة حيفا، وتحمل الهوية "الإسرائيلية "
 مكان الإقامة :- مدينة غزة تقطن في حي تل الهوى - شارع الصناعة بالقر ب من مستشفى الاردني
الحالة الاجتماعية:- الاسيرة نسرين متزوجة من المواطن حازم أبو كميل في مدينة غزة عام 1999 وتنتمي لعائلة من مدينة حيفا المحتلة عام1948م ولها من الأبناء سبعة منهم أربعة بنات وثلاثة أولاد أكبرهم هو فراس وفارس وأميرة وملك وداليا ونديم وأحمد الذي كان يبلغ من العمر ستة أشهر حين اعتقال والدته بعد اعتقال الأسيرة نسرين بعامين تزوج زوجها امرأة أخرى بعد أن طلبت من زوجها ذلك عدة مرات، من أجل رعاية أبنائها بعد فقدان أمهم وقد انجبت له طفل اسمه طاهر وبنت اسمها نسرين.
 تاريخ الاعتقال: 18/10/2015م
مكان الاعتقال: الدامون
 الحكم :- ستة أعوام
 التهمة الموجه إليها:- تصوير وزارة الداخلية وسكة القطار ومركز شرطة حيفا وميناء حيفا وجمع معلومات عن مواقع وأهداف صهيونية لصالح فصائل المقاومة الفلسطينية
إجراء تعسفي وظالم:- يمعن الاحتلال الصهيوني في مواصلة إجرامه بحق الأسيرة أبو كميل بحرمانها من زيارة أفراد أسرتها كونها لا تملك حق الزيارة فعائلتها من غزة كما ولا يمكن إدخال ملابس لها، ومن الصعب كذلك الحصول على كانتينا، وحتى إن حصل ذلك فقد كانت إدارة السجن ترفض في كثيرٍ من الأحيان أن تعطيها هذا الحق المتواضع, لم يستطع زوجها ولا أبناءها بطبيعة الحال أن يزوروها بتاتًا، ولا حتى مهاتفتها كما جرى في أولى أيام اعتقالها، بل إن التواصل بينهم يكون من خلال رسائل وبعض المشغولات اليدوية استطاعت أبو كميل إخراجها من سجون الاحتلال مع الأسيرة المحررة سناء الحافي عام 2016م،تخص ذكرى يوم زواجها،وأسماء أطفالها, أما بالنسبة للاتصالات فهي ممنوعه, علما أن محكمة الاحتلال الإسرائيلي سمحت لها بالمكالمات ولكن الإدارة في السجن رفضت, وقد مرت سنوات وكل ما يربط الأطفال بأمهم مكالمة وحيدة جرت في السادس والعشرون من يوليو/ تموز 2018م
 الحالة الصحية للأسيرة المريضة:- نسرين أبو كميل تعاني الأسيرة أبو كميل من مرض سرطان الغدد قبل عملية الأسر, لكن الورم الذي كان بسيطًا زاد كثيرًا بعد اعتقالها، ومعاناتها من المياه في ركبتها، ومرض الضغط والسكر وارتفاع الكولسترول في الدم تعاني من ضعف في عضلة القلب، وتشتكي من رعشة في الأطراف ووجود مياه على الرئتين، وهي بحاجة لعملية في عصب اليد،.
وبعد عرضها على الأطباء تبين وجود كتل وأورام في الصدر تخشى ان تكون خبيثة، وتسبب لها ألام شديدة، وبعد مطالبات من الأسيرات وافقت الإدارة على السماح لها بإجراء عملية جراحية لاستئصال أحد الأورام وقد نقلتها مباشرة بعد العملية الى سجن "الدامون "وتخضع لجلسات العلاج الكيماوي وأن وضعها الصحي آخذٌ في التردي والسوء، نتيجة إصابة أصابع أقدامها بالسواد تحت الأظافر بسبب تأخر العلاج والإهمال الطبي المتعمد
واما بخصوص يدها التي كسرت في حادثة سقوط في الزنزانة وعندها تم اجراء عملية تجبير خاطئة لها وبعد أيام من العملية قاموا بإعادة كسرها بحجة الخطأ في التجبير مما أضر بالعصب الأساسي في يدها وبعد التجبير للمرة الثانية قرروا اعطائها 12 جلسة علاج طبيعي ونقلت لسجن (هشارون) وتم اجراء عملية عصب في أيديها وحاليا هي تتلقي جلسات العلاج الطبيعي
 كيفية اعتقال الأسيرة البطلة: نسرين أبو كميل غادرت الأسيرة نسرين أبو كميل صوب حاجز بيت حانون- ايرز بتاريخ 18/10/2015م عند الساعة الحادية عشرة صباحًا لمقابلة مندوب عن وزارة الداخلية الاسرائيلية بعد تلقيها اتصالًا هاتفيًّا من مخابرات الاحتلال، للحضور واستلام تصريح زوجها للدخول للأراضي المحتلة عام 1948م بتاريخ 17/10/2015م (كانت قدمت التصريح لزوجها لكونها من سكان حيفا) وتحمل الهوية " الإسرائيلية "وهي متزوجة بغزة وخاصة وان ذويها من سكان الأراضي المحتلة عام 1948 وما إن دخلت إلى النقطة الاسرائيليّة تفاجأت بإدخالها إلى غرفة التحقيق، والإدعاء بأنها تنتمي لحركة المجاهدين، وأنه تم تجنيدها من أجل جمع معلومات عن أهداف في الداخل، بحكم حصولها على الهوية الزرقاء "الإسرائيلية" وبدورها أنكرت تلك التهم وتعرضت لتحقيق قاسٍ استمر 31 يوما في عسقلان على ايدي ضباط المخابرات الاسرائيلية وقد آذتها ضربة بأعقاب البندقية في إحدى المرات, لأنها كانت مباشرة على القلب ولا تزال تعاني من ضعف في عضلة القلب ثم نقلها إلى سجن الشارون، وبقيت هناك حوالي شهر ونصف، ومن ثم تم نقلها لسجن الدامون وأصدرت بحقها محاكم الاحتلال حكماً قاسياً يقضي بالسجن مدة ست سنوات،بعد عدة جلسات للمحاكمة استمرت ما يقارب ثلاثة في تاريخ 20-2-2018م, علما أصدرت المحكمة أكثر من مرة قراراً بالإفراج عن الأسيرة نسرين، لكن النيابة ترفض ذلك بشكلٍ متكرر الحرية كل الحرية لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات- والشفاء العاجل للمرضى المصابين بأمراض مختلفة.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت