تعتقد اليمنية بدور لطف، "أن عليها أن تفعل شيئا لمساعدة أسرتها" للهروب من شبح الفقر، في هذا البلد العربي الذي مزقته الحرب.
فزوج لطف يعمل سائق لدراجة نارية ينقل الركاب حول صنعاء مقابل القليل من المال، وبالعودة إلى شقتهم الصغيرة المستأجرة، هناك ثلاثة أطفال ينتظرون الطعام والملابس.
ومع استمرار الحرب في هذا البلد، أدركت لطف أن حياتهم لن تتطور بل ستذهب من سيء إلى أسوأ إذا لم تتصرف.
ومنذ عامين، بدأت المرأة في صنع إكسسوارات وزخارف نسائية في المنزل وحاولت بيعها في معرض أسبوعي.
ويقام المعرض برعاية مجموعة خيرية مقرها السعودية، كل يوم خميس في ساحة التحرير الشهيرة وسط صنعاء، ويهدف إلى مساعدة العائلات اليمنية في العثور على دخل إضافي، حيث فقد مئات الآلاف من اليمنيين وظائفهم والعديد من الموظفين الذين اعتادوا أن يكونوا على قوائم المرتبات العامة يعيشون الآن في وظائف بأجر يومي.
الصورة الملتقطة يوم 21 يناير 2021 تظهر إمرأة يمنية تبيع إكسسوارات وزخارف نسائية في معرض أسبوعي في ساحة التحرير الشهيرة بوسط العاصمة اليمنية صنعاء. (شينخوا)
وتقول لطف لوكالة أنباء (شينخوا) : "منذ بداية الحرب ، تأثرت حياتنا بشكل كبير؛ والأمور تزداد سوءًا".
وتضيف "بالنسبة لعائلتنا، حتى 100 ريال (حوالي 0.4 دولار أمريكي) تعني الكثير، لذلك نحن نحاول عمل كل شيء للبقاء على قيد الحياة."
وتأخذ أكثر من 50 عائلة يمنية منتجاتها المنزلية إلى المعرض: الحلوى، والكعك، والملابس التقليدية، والإكسسوارات، والبخور، والعطور ، والفخار ، والمزيد. ويبدو كل كشك مليئًا بالبضائع.
وعلى وجه الخصوص، فإن منتجات لطف من الإكسسوارات محلية الصنع هي مشهد يستحق المشاهدة؛ فهي مصنوعة بشكل رائع وأنيق.
وتقول لطف إنها تعمل باستمرار على تحسين أشكال وتصميمات الإكسسوارات لجذب المزيد من العملاء، مضيفة أنه يتعين عليها بذل جهد إضافي لأن الأعمال تزداد سوءًا مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
الصورة الملتقطة يوم 21 يناير 2021 تظهر معرضا أسبوعيا لإكسسوارات وزخارف نسائية في ساحة التحرير الشهيرة بوسط العاصمة اليمنية صنعاء. (شينخوا)
وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها لطف، إلا أن الدخل من بيع الإكسسوارات ليس عالياً، وبالكاد يكفيها لشراء الطعام للأسرة.. لكنها راضية عما تحصل عليه لأنه كما قالت :"كل قرش مهم في مثل هذا الوقت العصيب".
وواصلت لطف قائلة: "الحرب وجهت ضربة لآلاف الأشخاص في اليمن.. وأنا واحد منهم فقط. تمكن البعض من إيجاد طريقة لإعالة أسرهم، بينما لا يزال البعض الآخر يكافح بشكل مؤلم".
وتسببت الحرب المستمرة منذ ست سنوات في اليمن الفقير في مقتل أكثر من 230 ألف شخص وتشريد أكثر من ثلاثة ملايين أخرين، ودفعت الصراعات الدموية المتواصلة، ملايين اليمنيين إلى حافة المجاعة.
وتقول لطف إنها تخلت منذ وقت طويل عن الأمل في انتهاء الحرب. لقد علمتها سنوات من المشقة أن تكون واقعية وأن تركز على ما هو أكثر إلحاحًا، وهو البقاء على قيد الحياة والهروب من الفقر.
وتعتقد لطف، وهي أم لثلاثة أطفال أنه يجب عليها الاعتماد على نفسها لتحسين الحياة.
وفي ختام حديثها، تقول لطف: "في رأيي ، يجب على الجميع بدلاً من التحسر على مصيره في المنزل، إيجاد طريقة للتعامل مع الأوقات الصعبة. كل شخص لديه موهبة .. ويمكنه الدفاع عن نفسه".