- بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب االعرب
المهم، أن تصعد الدماء الجديدة، وأن يُرفَد القديم بالجديد الشاب، وأن يتم تبادل المواقع. فالتجربة الواقعية المعاشة، تُقرر "أن القديم لن يبقى على قدمه"، وأن "طريق النجاح يَعبُرُ من مسالك التجديد". هكذا يبقى قَدَرُ الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة كي تتمكن من استمرار شعلتها، بل وفي رفع منسوب شراراتها...
الجديد، يتكاتف مع القديم، ولايمحوه، بل يتكامل معه. فليس المطلوب نسف القديم، و "لعنه" عند هذا الطرف او ذاك من القوى والفصائل الفلسطينية، بل المطلوب بناء سلسلة مترابطة، سلسلة تُجمّع ولاتُفرّق بين مكونات الحركة الوطنية منذ انطلاقتها المعاصرة وصولاً الى الآن.
الخميرة التي راكمها، وشكَّلَها مطلقي المبادرات الأولى، بغناها، وشجاعتها، تحتاج لإعادة تكوين. بل وتحتاجُ لإعادة "غربلة"، بين من "يبقى ومن يجب أن يُحالُ على التقاعد". ليتم الإتيان بالجيل الشاب، المختزن بالموهبة، والمتخم بالخامة، والقابل للتطوير، وصولاً لتشكيل أطر قيادية تنبع مواهبها القيادية، وحذاقتها، التي تستطيع أن تُعيد بناء الحركة الوطنية الفلسطينية، بقياديين، وبرجالٍ، بعيدين عن الترهل، وعن التكلس، وعن البقاء المستديم لسنواتٍ طويلة في سدة القرار، وقد تجاوزوا في العمر عتياً.
إن الحركة الوطنية الفلسطينية، والشعب العربي الفلسطيني، خاصة في الشتات، والذي واجه كل أصناف التنكيل من النظام الرسمي العربي من الماء الى الماء، وقيل "من لاظهر له، من السهل ضربه على بطنه"... هذا الشعب مازال ينبض بالحياة، وقلبه حاراً، حرارة الوطن الفلسطيني. فالتنكيل، وبلا رحمة، سيرتد في نهاية المطاف على الفاعل.
(الصورة في القاهرة 1998 : المرحوم الطيب عبد الرحيم + المرحوم هاني الحسن + الدكتور نبيل شعث + علي بدوان).
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت