تقرير: أبومازن سيمنع أي مظاهر تمرد ..وسطاء لتسوية الأمر قبل الانتخابات

كشف تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط"عن تدخل وسطاء لتسوية الخلافات داخل حركة "فتح "قبل الوصول إلى الانتخابات العامة الفلسطينية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله "إن وسطاء يحاولون تسوية الأمر قبل الوصول إلى الانتخابات، لأنهم يريدون "فتح"قوية وموحدة، لكن موقف الرئيس محمود عباس (أبومازن) أن "فتح"قوية دائماً، وأن الذين سيكونون خارجها هم الضعفاء."

واستخدم أبومازن، بحسب المصدر، لغة قوية أثناء اجتماع "ثوري فتح"، وقال إنه "سيمنع أي مظاهر تمرد على الحركة". وقرر أبومازن أيضاً عدم ترشح أي منتخبين في أطر الحركة، مثل "الثوري"و"المركزية"، لانتخابات التشريعي، إلا باستثناءات محددة، وذلك لإعطاء المجال لمرشحين آخرين في الحركة.

وتواجه حركة "فتح" مهمة داخلية صعبة في ظل تلميحات حول إمكانية ترشح القيادي البارز الأسير مروان البرغوثي لانتخابات الرئاسة المقبلة في مواجهة مرشح الحركة، وفي ظل وجود تيار فتحاوي تابع للقيادي المفصول محمد دحلان، كان قد هدد بأنه سينافس بقائمة أخرى إذا لم يسمح له بالمشاركة داخل "فتح".

وإذا كان يمكن للحركة تحييد دحلان نفسه، بسبب وجود حكم قضائي عليه، كما قال مسؤولون في الحركة، فإنه لا يمكن تحييد مناصريه. وعادة تبحث الفصائل عن أي أصوات مساندة لها ولا تريد خسارة أصوات يفترض أنها لصالحها.

ويستعد الفلسطينيون لأول انتخابات عامة منذ 16 عاماً، ستجرى في مايو (أيار) المقبل، للمجلس التشريعي الفلسطيني، ثم بعد ذلك للرئاسة، ثم للمجلس الوطني التابع لمنظمة التحرير. ويأمل الفلسطينيون أن تكون هذه بداية نهاية الانقسام وتوحيد المؤسسات الفلسطينية في الضفة وغزة، بعدما تعهدت حركتا "فتح"و"حماس"بالمشاركة في التشريعي والحكومة ومنظمة التحرير، وهي وعود ستختبر جديتها على الأرض بإجراء الانتخابات والالتزام بنتائجها.

وقال أبومازن في كلمة له باجتماع للمجلس الثوري، إن الانتخابات الفلسطينية ستعقد في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، في إشارة، كما يبدو، إلى تلقيه تطمينات حول موافقة إسرائيل على مشاركة المقدسيين في هذه الانتخابات.

وتحدث أبومازن، عن التصميم على إنجاز الانتخابات، وقال "إذا كان معنا الجميع فأهلاً وسهلاً، وإذا كان معنا البعض فأهلاً وسهلاً. حريصون كل الحرص على أن يكون الكل في الساحة، والانتخابات ستجري في غزة وفي القدس الشرقية وفي الضفة الغربية".

وقال الريس الفلسطيني في الاجتماع إنه لا يجوز في دولة متحضرة وفي دولة متقدمة، "ونعتبر أنفسنا دولة متقدمة؛ أن نبقى دون انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني، كل هذا الوقت"، مشدداً على أنه "من جهتنا؛ سنبدأ الاستعداد لهذه الانتخابات".

وقال أبومازن إنه جرى في السابق بذل كل جهد ممكن ولم يتم التوصل إلى نتيجة؛ "إنما الآن بفضل جهودكم وعملكم الدؤوب مع الفصائل كافة، أمكن أن نصل إلى هذه النتيجة، التي نتمنى لها النجاح". ونوه بأنه بعد أقل من أسبوع، سيكون هناك حوار معمق بين الفصائل حول الانتخابات، لافتاً إلى أن القاهرة هي التي تولت مسؤولية المصالحة منذ عام 2007، ولذلك أجمع الكل على أن تكون هي المكان للحوار، منوهاً: "ولا ننسى دور غيرها من الدول، مثل الأردن، وقطر، وسوريا، وتركيا، وحتى روسيا؛ لأن هذه الدول كلها شاركت ودعمت موضوع المصالحة والانتخابات".

وأكد أنه سيتم الذهاب إلى القاهرة والقلوب مفتوحة لكل الاقتراحات، على أن يكون الجميع في صف واحد، بالشكل الذي يتوافق عليه؛ "لأننا نريد أن يكون الجميع في الداخل وليس في الخارج". وأضاف أن ما يتم التوافق عليه سيكون ملزماً، وأن هناك أسساً لهذا الاتفاق وهذه اللقاءات، وهي مخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل، ومخرجات اتفاق إسطنبول، اللذين عقدا في سبتمبر (أيلول) الماضي، "وتم فيها الاتفاق على الأسس التي نجتمع عليها بشكلها العام وليس بالتفصيل، ولذلك فسنتحاور ونضع أمامنا هذه الأسس ونستمع لكل اقتراح من أجل أن ندخل وحدة وطنية... من أجل أن ندخل الانتخابات بقائمة وطنية".

ويعني كلام أبومازن أن حركة "فتح"منفتحة على قائمة قد تجمع فصائل منظمة التحرير، أو تجمعها مع حركة "حماس"، أو تجمع كل الفصائل. لكن أغلب الظن أن اجتماع "فتح"و"حماس"في قائمة واحدة مشتركة سيكون صعباً، بسبب تباين البرامج، ومسألة التزامات منظمة التحرير التي ستكون أحد شروط "فتح"لضم أي فصيل إلى قائمة مشتركة.

وحتى الآن لم يحسم أي شيء داخل الفصائل، بانتظار لقاءات القاهرة، التي يفترض أن ينطلق بعدها العمل على اختيار المرشحين في كل فصيل.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله