- بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بعد سنين طويلة من غياب الممارسة الديمقراطية في المؤسسات السيادية الفلسطينية الناتجة عن إتفاق أوسلو , تم التوافق مؤخراً إثر حوار وطني فصائلي مطول , على إجراء الإنتخابات الحرة والنزيهة في كافة مؤسسات السلطة الوطنية السيادية ومنظمة التحرير الفلسطينية ,بدءاً بإنتخابات المجلس التشريعي ومروراً بالإنتخابات الرئاسية ومن ثم المجلس الوطني الفلسطيني , وكذلك جرى التأكيد على الإنتخابات المحلية والبلديات في موعدها المقرر , مما يفتح الباب واسعاً أمام تجدد الاّمال الشعبية بمرحلة جديدة عنوانها ترسيخ مبادئ الديمقراطية وإطلاق الحريات ومحاربة الفساد والإستحواذ , وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص, وتجديد الشرعيات بما يضمن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وخصوصاً في ظل تلك الظروف الحرجة والمخاطر الجمة التي تمر بها القضية الفلسطينية , حيث تكالب الأعداء والمشاريع المشبوهة وسباق التطبيع العربي الهادفة في مجملها تصفية قضية الشعب العربي الفلسطيني العادلة وإفراغها من مضمونها الوطني القومي التحرري وإحالتها الى قضايا معيشية وإنسانية بحتة.
ولا شك في هذا الإطار وخصوصا ونحن نتحدث عن تجربة الثورة الفلسطينية التي إعتمدت نهج التعددية السياسية والممارسة الديمقراطية الثورية المعمدة بدماء الشهداء الأبرار الذين قضوا في ساحات النضال والجهاد توقاً للحرية والديمقراطية المقرونة أصلاً بالنضال التحرري الوحدوي الفلسطيني تعزيزاً لوحدة الشعب وصموده في مسيرة النضال الوطني التحرري الهادفة الى كنس الإحتلال والإستيطان وإستعادة كامل الحقوق الوطنية والقومية للشعب العربي الفلسطيني وفي المقدمة منها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقله على كامل التراب الوطني القومي الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف , وكذلك ملاحقة مجرمي الحرب من جنرالات جيش الإحتلال الصهيوني عن كافة جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي العنصري التي مورست جلها بحق الشعب العربي الفلسطيني عبر سني الإحتلال الممتدة لأكثر من سبعين عاماً تسببت في كل تلك الويلات والمعاناة والشتات للشعب الفلسطيني .
ومما لا شك فيه أيضاً أن تأصيل الديمقراطية وتجذيرها قولاً وفعلاً ونهجاً وثقافةً وممارسة في الحالة الفلسطينية في ظل مسيرة كفاحه ونضاله التحرري , إنما تحفز نحو تصعيد المقاومة بكافة أشكالها ضد الإحتلال وسياساته العنصرية البغيضة , وتدفع نحو المزيد من الإبداع النضالي الإسطوري الفلسطيني على مستوى العالم, وتعزز من صمود شعبنا على طريق ترصين وحدته الوطنية وصيانتها من التصدع في ظل ما تشهده الساحة والموقف من تحديات جسام ..
وكذلك فهي بكل تأكيد تؤسس لمرحلة التحرير والإنعتاق من نير الإحتلال والإستيطان والتهويد, وبناء الدولة العربية الديمقراطية المستقلة ,وتضمن الإنتصار الساحق والمبين على قوى الإحتلال والإمبريالية والرجعية.
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
كانون الثاني – 2021م
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت