- د. خالد معالي
تعقيدات الوضع الفلسطيني دفعت باتجاه اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة بعد أيام، لحلحلة موضوع الانتخابات وأمور أخرى، اوضاع معقدة أوجدت زمنا جعلت فيه الحليم حيرانا لشدة التعقيدات والتداخلات وعدم وضوح الصورة في الكثير من الأحيان، ومع هذا لا يصح ترك الميدان، والانضمام للجمهور المشجع أو المثبط.
قد تلتبس الأمور والأحداث أحيانا حتى على ذوي الألباب والحكمة وأولي البصيرة، لا لسبب ما، بل لان الاحتمالات والبدائل تكون معقدة تفضي لنتائج مركبة هي أيضا غاية في التعقيد والالتباس، وهو يتجلى بصورة واضحة في الوضع الفلسطيني، ومن يظن أن من يسمك بخيوط اللعبة يسمح بانفلاتها عن حب ورضا، فهو واهم.
الأشخاص العاديين والعوام بشكل عام لا يرسمون خطط محكمة ولا سياسات عامة، بل في الغالب هم يتلقون تلك السياسات ونتائجها تضربهم على كل المستويات، فشتان بين من يخطط ويملك المعلومات، وهو واعرف وأدرى بالامكانيات، وبين من لا يرسم سياسات أو لديه القدرة على اتخاذ القرارات.
أولي الألباب يدركون أحيانا أن هناك قضايا ذات خاصية بخطٌّ دقيق وحساس لشدة تشابكها، ومن الصعب معرفة خصائص الخيط، الا لمن دقق وأبصر وأمعن النظر مرة تلو أخرى وبهدوء أعصاب وأفكار، ومع كل ذلك عند اتخاذ القرار تكون يدهم على قلوبهم.
لا يصح عند رسم السياسات اغفال جانب التضحية، فتضحيات مجانية وغير مدروسة ولا تعطي نتائج وثمار، هنا يكون من اتخذ القرار وقع في المحظور، حتى وان بدا للوهلة الأولى أن قراره الذي اتخذه كان صائبا وقتها، فقد تكون معطيات خفيت عليه.
قصر النظر وقرارات متعجلة وسريعة، لا يكون في الأمور الإستراتيجية المتعلقة بشان الشعب، فكيف بشعب يرزخ تحت احتلال؟!
يشكل اليوم التالي لظهور نتائج الانتخابات معضلة وخوف لشريحة معينة من عدم قبول نتائجها أو تعطيل من يفوز بحكم أن ادوات الحكم قد تكون ليست بيده، وهذه الهواجس والمخاوف، تبقى قائمة قياسا على تم من خطوات وأمور وأحداث بعد انتخابات 2006، ولذلك ولتخطي معضلة كهذه تكون روح التوافق والمشاركة والأخوة والضمانات القوية المعززة بادوات ضغط حقيقي، حاضرة في اجتماع القاهرة لتجنب وتفكيك الغام خطط لها الاعداء ووضعوها بالطريق، وإلا ما البديل إذن؟!
كل فرد او فصيل او دولة او مؤسسة لها نقاط ضعف وقوة، ولا يصح ان تترك الاحداث للمزيد من الامور السيئة، ولا بد من الذهاب نحو تحسين الوضع الفلسطيني، واهم امر يرنوا اليه الشعب الفلسطيني من خلال الانتخابات للملمة اشلاء البيت الفلسطيني وترتيب البيت، والاتفاق على برنامج موحد.
الانكفاء والانعزال، أو التهجم والتشويه والتصيد، لا يفيد ولا يساهم بتقدم الحالة الفلسطينية، فالحياة اصلا لمن يتحرك فيها، والحركة بركة، لكن على ان تكون حركة موزونة ومدروسة وليست سائبة دون تخطيط وتوجيه.
في كل الأحوال قطار الانتخابات انطلق نحو التغيير للأفضل وليس للأسوأ، والكل يعرف أن هناك اطراف لا تريد للشعب الفلسطيني أي خير او أن يتوحد، فالاعداء كثر واصحاب المصالح والاجندات لا يروق لهم أن تجري عملية انتخاب سلسلة وصحيحة، ومتوقع اشهار أسلحتهم للحد منها وبشكل مباغت، لكن أيضا على كل الشرفاء والمخلصين وخاصة من حركتي فتح وحماس، أن تكون لهم الجاهزية الكاملة والمتوقدة، وعدم السماح للاحتلال او لغيره بتخريب الوضع الفلسطيني، والرجوع به للخلف؟!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت