- بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
أبو رضا عودة، الفلسطيني المكافح حتى مع تقدمة بالعمر، من بلدة (فرعم) التابعة لقضاء مدينة صفد، والى الشمال قليلاً منها. هو المعروف الذي لايُعرّف في مخيم اليرموك.
هو من بسطاء اليرموك، الذين كدحوا سنوات حياتهم الطويلة في العمل في مدارس منطقة القدم المجاورة لمخيم اليرموك كـــ "كمستخدم" وتقاعد، لكنه تابع حياته الاجتماعية، ولم يركن للجلوس دون حراكٍ، أو عملٍ، أو جهدٍ، في خدمة المجتمع المحلي وأهالي اليرموك من كل القرى والبلدات الفلسطينية والسورية.
هو من بسطاء اليرموك، الذين لهم حضور دائم في الأتراح، حيث لايترك عزاء لفقيد أو راحل من أبناء اليرموك من سوريين وفلسطينيين، ليكون في مقدمة الناس، وفي قراءة دعوات الرحمة وآيات الذكر الحكيم.
أبو رضا عودة، سلامته، تعني سلامة اليرموك، وعودته الى داره في المخيم، والتي بناها لبنة لبنة، على آمل العودة اللاحقة لوطنه وبلدته في فلسطين، تعني عودة اليرموك واهاليه بعد المحنة غير المسبوقة على الإطلاق في تاريخ الشتات الفلسطيني بعد النكبة الكبرى الأولى عام 1948.
أبو رضا عودة، وسحنة الوطن، ومعها السحنة المتآتية من مشوار الكد والكدح الطويل في عراك الحياة، هو الفلسطيني، الذي سيبقى، ومعه، ومن بعده، تلك الأجيال التي تفتحت على نور الحياة، تتابع المسيرة، وتحفظ السيرة، وتخط التاريخ، تاريخ النكبة الأولى والثانية، وتاريخ النكبة الثانية غير المسبوقة في محنة الشتات الفلسطيني.
عاد أبو رضاـ عاد اليرموك.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت