بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
لانقول برحيله سوى بضع كلمات ... كان رجلاً، صاحب قيم، ومبادئ، ومواقف، وقد رحل من دنيا الوجود على عهده الذي اشتقه لنفسه واستمر عليه. عهد فلسطين، التي آمن بها، وبحق شعبها على أرضها، وفي الحياة تحت نور الشمس.
الأكاديمي، الفلسطيني، المُشبع بفلسطينية، البروفسور في جامعة النجاح في نابلس جبل النار، عبد الستار قاسم، الحاد في فلسطينية، والتي لايقبل الجدل بشانها، علامة راسخة، وواضحة، في مسار الخطا في الدرب الطويل الى فلسطين.
رحل وقضية فلسطين وشعبها، تَمُرُ بأصعب المراحل، حيث الترهل العربي في أحسن الأحوال، ترهل النكوص للخلف، والهرولة وراء التطبيع المرفوض على مستوى الشارع العربي، وفي زمنٍ عَزَّ فيه وجود القامات الكبرى في "بلاد العرب اوطاني إلاّ ماندر"، لكن شعبنا يواصل طريقه في متابعة حمل الراية من جيلٍ الى جيل.
البروفسور عبد الستار قاسم، المواطن الفلسطيني، ابن الداخل، الفلاح، البسيط، الذي انغرس بين الناس في حياتهم اليومية، بالرغم من موقعه الأكاديمي، يستحق التبجيل والتقدير بعد رحيله، ولا "يُفسد خلاف الرأي" بين مواقفه والأخرين في الصف الوطني. فالمشروع الوطني محمولاً على أكتاف الجميع، بثوابته الوطنية. ثوابت فلسطين من نهرها الى بحرها.
رحل البروفسور عبد الستار قاسم، ورحل صائب عريقات، ورحل قبلهما الألوف المؤلفة من الشهداء عبر درب الجلجلة الفلسطينية، واصوات الله أكبر تصدح من على منابر المأذن، وأجراس كنيسة القيامة مازالت تهز الأسماع في القدس. ومازال شعبنا مُرابطاً في الداخل 1948 يَدُقُ بأقدامه شوارع حيفا ويافا وعكا واللد وام الفحم ...
رحم الله البروفسور عبد الستار قاسم ....
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت