الإنتخابات مزورة دون مشاركة دحلان والتيار الإصلاحي

بقلم: طلال الشريف

د. طلال الشريف
  • د. طلال الشريف

مازالت قصة الانتخابات في علم الغيب، رغم تحديد مواعيد إجرائها، ووجهة نظري أن الانتخابات ستكون مزورة إن جرت دون مشاركة دحلان والتيار الإصلاحي.

 تأجيل المصالحة وإجراءات إنهاء الإنقسام، هي ألغام كبيرة، سيضاف إليها لغم آخر، إذا غاب حل منصف لمشاركة التيار ودحلان، فهم يشكلون قطاع واسع من الجمهور ، وهي قضية عامة، وليست قضية خاصة، أو، حزبية داخلية، كما يدعي البعض، فتلك ازدواجية في المعايير، ومادمتم في اجتماع الأمناء العامين بالقاهرة بعد أيام  ستناقشون قضايا التغول على القضاء، وقضايا الحرية،  والسلم الأهلي، للمرحلة الانتخابية، وما بعدها، وستدافعون عن حصصكم التي يتجاوزها القانون والقضاء الذي فرضه الرئيس قبل العملية الانتخابية، فلا تتركوا تجاوزات تستأصل مواطنين آخرين، وجماعات، وأجسام سياسية، وقضيتهم أصبحت قضية عامة، وليست خاصة، فالتجاوز حتى على الخاص، هو، تجاوز على العام في العمل السياسي.

لماذا؟
 لأن "قضية هامة" بمنع الرئيس من يراه مناويئا لسياساته أو بسبب خلافات شخصية  من المشاركة، هذا يعني تزويرا مبكرا للإنتخابات تشاركون فيه الرئيس.

 هذه القضية، هي قضية التيار الإصلاحي وقائده محمد دحلان ، تعرفونها جميعا بأنها القضية الأهم، وتتحركون، وكأنها غير موجودة، وهي موجودة وحاضرة،  وهي لب حراك المحرك الأساسي للأنتخابات،  وكل ما يفعله الرئيس عباس من تجاوزات وتغولات على القضاء وتعديلات قانون الانتخابات، ومنع  الفتحاويين من تشكيل قوائم خارج قائمة الرئيس، ومنع أي مرشح من حركة فتح للرئاسة، بما فيهم، مروان البرغوثي، الحاصل دائما على أعلى نسبة فوز في استطلاعات الرأي، تبقى قضية التيار الإصلاحي، ودحلان، هي الغائب الحاضر، الذي لن تكون انتخابات صحيحة دون مشاركتهم فيها بالفرص العادلة السارية على الجميع، من ترشيح قائمة للتيار، دون منغصات، ودون منع، ويجب منح الفرصة لكل المتنافسين على الرئاسة بمن فيهم محمد دحلان، ومنح الفرصة له، وهو حقه، كما الآخرين،  وما يقوم به الرئيس هو مناف للديمقراطية وقاعدة المشاركة للجميع، وإلا تصبح  الإنتخابات مسروقة، ومزورة سلفا، وتآمرا، وكأنها لم تجر .. لماذا؟

١- لأن التهم التي حوكم عليها صوريا وغيابياً محمد دحلان، هي تهم كيدية، وسياسية، ومزورة، ومحددة الهدف،  لمنعه من التنافس، من قبل الرئيس، وليس نزاهة في الرئيس، ومن حوله، كما يوحون بذلك ويبررون بقضايا هم زوروها ودون وجه حق ، وأنتم تسمعون وتعرفون، وتسكتون، و لأن فيها خصام سياسي واضح، ولكون القرارات فيها تحتاج، التدقيق، والمراجعة، والانصاف، وهذا ما طالبكم به دحلان لتشكيل لجنة تحقيق  منكم في حينها، ولم تتقدموا لإنصاف الحق،  وهذه الكيدية السياسية قد حضر لها مبكرا، وأمام العالم كله لمنع محمد دحلان بعد سنوات، وعند إجراء الإنتخابات سيبرزون  ذلك التزوير لمنعه من المنافسة على منصب الرئيس، وأنتم تفهمون هذا كله كما يفهمها شعبنا  والعالم أجمع من حينها.

٢- المتداخلين خارجيا  لصالح الرئيس وحماس، المنافسين الرئيسيين لدحلان،  يسعون في هذا الوقت لتوجيه ضربة لدحلان ولمتداخلين خارجيين آخرين مؤيدين لدحلان في لعبة الإقليم، ولن يقدر الرئيس وحماس على تحمل تبعات هذه الضربة، التي لم توجه حتى الآن، وجاري التحضير لها، وهم جميعا، أي،  عباس وحماس، ومحتضنيهم الخارجيين،  ودحلان ومحتضنيه الخارجيين، وكل الفصائل، وجموع الشعب، يعرفون ذلك، ولا تدلون برأيكم، ولا تتصرفون لمنع هذه الضربة، التي لن تعود على شعبنا بالخير، لأن البناء عليها خطر سيدركه الجميع لاحقا، وعليكم تدارك هذا الخطر مبكرا، ولكي لا نصل لدولة الفراغ أو الفشل التي وصلتها دول مثل لبنان والصومال، فالحذر مطلوب، ومراجعة هذه القضية بالشكل الموضوعي قد يمنع ذلك،  وفي الحقيقة، لا يحتاج شعبنا  ومجتمعنا ألغاما أخرى،  فما ينتظرنا من خطوات ما بعد انتخابات التشريعي، إن أجريت، هي مليئة بالألغام، والرئيس يخطيء كثيرا في سيره نحو الانتخابات بمنع الآخرين واقصائهم، أو، محاولة استئصالهم، بحجج كيدية، وهو الخطر الكبير على المستقبل القريب ومع دول الجوار وحركة شعبنا عبر منافذها.

الرئيس عباس تصرف وسيتصرف دون وجه حق مع:
١- فصل دحلان، ودون إجراءات حزببة حقيقة، ودون قضية حقيقية، إلا قضية اليوم، وهي، منع دحلان من المنافسة، والكل الفتحاوي يعرف ذلك بالتفصيل.

٢- عرقلة منافسة القائمة المرشحة للتيار الاصلاحي وعرقلة ومنع دحلان من الترشح والمنافسة  وهو باطل وكيد سياسي ..  

وبهاتين الخطوتين العنيفتين والاستئصاليتين، وحرمان حقوق هؤلاء في المشاركة السياسية، المبني على التزوير، والاستخدام السياسي، والكيدي، ماذا تتوقع من نتائج أيها الرئيس؟

و بهذا الظلم، ومن سكت على ظلم الرئيس لهم، وكأنه لا يسمع، ولا يرى، من الفصائل، ومن السياسيين، والناصحين، والمستشارين،  فماذا تتوقعون من نتائج لاحقا؟

وماذا يتوقع الرئيس من دول كما قلنا أصبحت متداخلة وهو من أدخلها جميعا إلى حلبتنا السياسية؟
راجعوا ما تفعلون، فهو خطأ، سيترتب عليه مضاعفات خطرة على الجميع .. هذه نصيحة للسادرين.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت