- بقلم :- نداء عزالدين عويضة .
في هذا البلد البعيد الناس كأحجار الشطرنج المبعثرة على تلك الرقعة المرقطة يخضعون لقوى خفية خارجة عن إرادتهم تُحركهم وتنقلهم بين مربعات ملونة ليست كالتي عهدناها ، لايدرون كيف؟ أو لماذا؟ او حتى الى اين ؟..فقط سعيدون بتنقلاتهم لايفقهون مايدور ولا على أي لون يقفون ، ويعتبرون الامر في كل مرةٍ يُنقلون فيها انجاز لهم وهم في الحقيقة مكانك سر ولا يعلمون ، ينظرون ويفكرون بالغد وكانه بعيدٌ دهرٌ عنهم، امورهم معلقة لا حلول، ولا يعتقدون بوجود عُقدٍ اساساً لحلها ، مستمتعين باللون الرمادي الذي يرونه وأعتقد أنهم أدمنوا رؤيته، ..وكأنهم البهائم رُبطت بتلك الساقية تدور وتدور في حلقة مفرغة ، في كل دورة تبدأ من حيث تنتهي ،تأكل وتشرب وعيونها مغمضة دون وعي ،..كيف يقبل الآدمي على نفسه ان يعيش هكذا كل هذا الوقت ؟؟؟!@! دون انجاز دون طموح دون وعي وكأنه دون عقل، يعتبر انجازات غيره انجازات له ، واحلام غيره احلام له ، ووجوده مرتبط بوجود تلك القُوى العُليا الخفية ،..يُلغي فكره وعقله وحقه بانسانيته وقد كرمه الله مذ خلقه!!
في هذا البلد البعيد سلسلة تناقضات لا يعلمها إلا الرحمن ، اذا ناقشت بمنطق يتهموك بانك هجومي، واذا ناقشت بتعقل يتهموك بان كلامك ملغوم، واذا تحدثت بعصبية المستَفز يقولون تريد السيطرة ديكتاتوري، اذا اثبت لهم ان مايدور خطأ فادح يقولون متخلف همجي قادم من الادغال ، أو يتحولون لكائنات لاتريد ان تسمع ولا تريد ان ترى ولاأن تفقه متشبثين بحالتهم وضياعهم يعمهون ، فالأمر لايروقهم ، والمضي في الخطأ هنا يعتبرونه رقيّ وفضيلة، وأحيانا يسمونه نوعا من العطاء .
في هذا البلد البعيد ، ترى وتعيش بمجتمع به أُناساً سمعنا عنهم وقرأنا ان الله لعن أقواما سبقتهم تشبههم في مستوى الإباحية التي يعيشون فيها في الارض ترى الرجال ماهم برجال ، يلبسون ملابس وألوان النساء متباهين ومتحولين وزارعين للاعضاء النسائية متبخترين (بكعب الغزال يامتولي) ذات اليمين وذات الشمال بفساتين تلتصق بالجسم، هل يعقل أن يكون هذا في يوم قد كان سنداً لأمٍ أو أختٍ أو زوجة ؟ وقبل أن أنسى الأدهى أنهم يقولون ويعتقدون بذلك أنهم خُلقوا بجسد ذكر لكنهم بقلب وعقل إمرأة ، ويتزوج من ذكر آخر .
وهنا أتساءل أيضا كيف لأم عاشت مايزيد عن ثلاثين عاما مع زوجها وأبنائهم شبوا بينهم ، كيف تتحول وتتزوج أنثى أخرى وتترك حياة العائلة والدفء؟؟!!
هنا ترى الموازين المقلوبة بأم عينك ،ولايمكن أن تخبر رأيك وإلا فأنت عنصري ، مجرم وتتدخل بحرية وحياة الاخرين الشخصية ، اللا أخلاق احيانا هنا هي أخلاق .
وعجبي على ناس مش ناس، لابسين وشوش ناس ويقولوا عليهم ناس ، وهم ياعيني مفهمش ريحة الناس.
نداء عزالدين عويضة .
ساوباولو_ البرازيل ٢٩يناير ٢٠٢١
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت