الشباب الفلسطيني ومجالات التقنية العصرية

بقلم: براء حامد الجدع

  • بقلم : براء حامد الجدع

تمتد التجارب البشرية العالمية على مدى السنوات العشر الأخيرة مركزة جل بحثها في مجال براءات الاختراعات وصناعة الهوية التكنولوجية التي باتت مل سباق محموم بين الدول الكبرى لا سيما الدول الصناعية التي تبني رؤاها الاستراتيجية على مدى عشرات السنين المستقبلية وفق دراسات وإحصائيات علمية تعتمد عليها في ترسيم خطواتها لبناء مستقبلها ومستقبل شعوبها حتى لا تبقى على رصيف الانتظار ، وتصبح شعوبها مستعبدة لمن يملك التكنولوجيا وبراءة الاختراع حقيقة وحكماً .

سنوات الدراسة التي قضيتها خارج فلسطين، والمؤتمرات الدولية والتجارب التشاركية التي خضناها على المستوى الفردي والمؤسسي خلال السنوات العشر الماضية، تفيد كلها بأن المستقبل رهن بمن يمتلك التكنولوجيا الرقمية والتكنولوجيا الصناعية ، وإذا أضفنا عنصر الطاقة البديلة والمتجددة ، وإقصاء الوقود الأحفوري المكلف جداً ممن ميدان التصنيع والتقدم ، فنحن نتحدث عن ثورة حقيقية سنشهدها في مجالات التصنيع التكنولوجي والاحتراف في صناعة التكنولوجيا العصرية المصغرة والمعرفة باسم النانو تكنولوجي .

ومن خلال سنوات دراستي في الخارج ومشاركاتي في المعارض والمؤتمرات الدولية ، وبما أضفته من تجربة ذاتية في الشركة الخاصة بوالدي والتي تعتبر حاضنة أعمال متكاملة وبنية تحتية مميزة في الهيدروليك والكهرباء والطاقة والآلات الصناعية ، تمكنت من إنجاز الروبوت الأول لي قبل سنوات ، وشاركت به في العديد من المعارض الوطنية، وهو ما دفعني للكتابة في هذا الأمر اليوم، لأشجع الشباب الفلسطيني وخصوصاً خريجي الجامعات من أهل التخصصات ذات العلاقة للاهتمام بهذا الجانب المهم والحيوي والمستقبلي .

إن ثقتي بالشباب الفلسطيني الذين خالطتهم في فلسطين وخارجها على مدار سنوات ، تؤكد لي مدى التميز والإبداع الذي يمتلكه الشباب الفلسطيني ، بالطيع إذا امتلك دعماً حقيقياً من الدولة ومؤسساتها ومن القطاع الخاص الذي سيكون المستفيد الأول من هذه الإنجازات التي ستفرزها العقول الشبابية المبدعة ، وهي رسالة أتوجه بها لكل المسؤولين في القطاع العام والخاص بتبني واحتضان الكفاءات العقلية وتطوير قدراتها لتقدم لمجتمعها خلاصة فكرها وحصاد تخصصها .

إن سعادة صناعة الإنجاز الحقيقي في هذا المجال الحيوي والمهم والمستقبلي لا تعادلها سعادة ، فهي ابتكار بحد ذاته ، وإنجاز يمكن اعتماده رصيداً للمستقبل ، وبوجهة نظري ، فإن كل جامعة ومعهد ومؤسسة تقنية وحاضنة أعمال على مستوى الوطن لا بد أن توجه اهتمامها بشكل كبير وحقيقي لدعم هذا المجال بصورة تقدم للمجتمع حلولاً عملية بناءة لكثير من قضاياه التي تتصل بالواقع المجتمعي والمؤسسي والتطور للأفراد على مستوى الأداء والإنتاجية ، لا سيما بعد الأزمات التي عاشتها كل الدول العربية – بما فيها فلسطين – بعد الأزمات الكبيرة وجائحة كورونا ، وهو ما يلزمنا بتغيير نمط التفكير ومجال الاهتمام لصناعة الإنجاز برغم كل العقبات والتحديات .

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت