معيار النجاح الثاني في انتخابات التشريعي الخطة الذكية(2_2)

بقلم: طلال الشريف

طلال الشريف
  • د. طلال الشريف

أذكر بحقيقة للجميع، كل قائمة مرشحة هي قائمة منافسة للأخرى، ، لا توجد قائمة صديقة في الحملة الإنتخابية، ولو كانت صديقة لإئتلفت مع قائمتك.

أساس الخطة الذكية ليس كيف تقوم الطواقم والمرشحين بالدعاية لكسب أصوات الناخبين فتلك أصبحت قواعد شبه معروفة للجميع.

وليس الخطة الذكية أيضا في معرفة أعداد المسجلين وتقدير نسب تصويتهم لقائمتك، وليس في حجم الصور والبوسترات واليافطات والميكروفونات والندوات، فالشبكة العنكبوتية وفرت وستوفر للجميع أكثر من 80% عن معلومات وبرامج وشخصيات القوائم وكلام الأحزاب وادعاءتها ونقدها واتهامها للسلطات والاحزاب المعارضة والعكس صحيح  أي بمعنى أن الجميع أصبح يعرف الجميع، سقطاته وفشله وضعفه وقوته وماله، وتقدير نسب مقربة للحقيقة عن التوقعات.

في انتخابات التشريعي القادم بنظام القوائم وحسب التمثيل النسبي الكامل يصبح الوطن دائرة واحدة، فتصبح أسس الخطة الذكية منصبة على نقطتين أساسيتين هما، الأولى التحالفات، والثانية إلتقاط أصوات الناخبين من المناطق النائية ذات التجمعات الكبيرة والوسطية، حيث الجميع في المدن يركزون على أصوات مركز وأحياء المدن الأكثر سهولة في الوصول إلى سكانها بالدعاية الانتخابية، وعقد ندوات متعددة في اليوم الواحد، ولكن هنا يكمن  تحدي أكبر، وهو كثرة القوائم المتصارعة في نظام التمثيل النسبي الكامل في هذه الدورة الانتخابية،  لذلك لا يمكن الحصول على كثير من أصوات زائدة أي عائمة، فيما لو لم تذهب وتوزع الدعاية والصورة،  أما ترامي اطراف، المدن والريف وتعدد المساحات والمسافات، فكما قلنا في مقال رقم ١، هذا الوطن الدائرة الواحدة  يحتاج عدد كبير من طواقم العمل. ولذلك حددنا مسبقا أن أهم عاملين في اكتساب الاصوات والفوز، هما الأول (القوى البشرية وطواقم العمل والمرشحين) والثاني هي (الخطة الذكية).

الآن نتحدث في العنصر الآخر في الخطة الذكية، وهو التخالفات، بعد أن نوهنا لأهمية إلتقاط أصوات المناطق النائية والفائدة من ضرورة الوصول إليها.

التحالفات والوصول للمناطق النائية، ليسا الخطة كلها، بل، هما عنصران أصبحا مهمين جداً يجب التركيز عليهما، وهما يميزان الخطة الذكية عن عناصر الخطة العادية المعروفة للجميع، والتي تتبعها كل الأحزاب، مثل إدارة المال، واللوجستيات، وعدة الشغل، والذهاب لألقاء الخطابات والندوات الحوارية مع الجمهور وتوزيع المساعدات، وبعض المال في الخفاء.

إن لزوم التحالفات وعملية إدارتها هي النقطة الأكثر تمييزا للخطة الذكية، وهي محددات التحالف إما مع  شخص مستقل أو حزب أو جماعة سياسية أو قائمة لقطاع مهني أو جهوي أو نقابي أو مجموعات اجتماعية وقد تكون جماعات مناطقية، أو أصحاب مصالح تجارية أو مجموعة تدافع عن قضية واحدة اجتماعية أو مطلبية أو حقوقية أو جندرية.

في حالة الحزب القادم للتحالف أو أي جماعة أخرى يتم تقدير "عدد" هذه الجماعة أو الحزب والمؤيدين الأساسيين نسبياً، كالتالي:
 لو أن الحزب عدد عضوياته 1000عضو فهذا يضرب في الرقم 5 وهو متوسط عدد أفراد أسرة العضو  الصغيرة ومن يسانده من خارج الاسرة فيصبح لدينا ما مجموعه 5000  صوت انتخابي تقريبا يمكن الحصول عليها عن طريق هذا الحزب أو الجماعة القادمة للتحالف، ونضيف لهذا العدد مثله 5000 صوت افتراضي من القائمة، فإن كان مجموع عدد الأصوات بعد الاضافة  تحرز مقعدا في التشريعي حيث ثمن المقعد سيكون  بين 17000 إلى 20000  تقريبا، فإن هذا الحزب بعد المعادلة الافتراضية أصبح 15000 وهذا أقل من ثمن المقعد، ولن يحرز مقعدا، وفي هذه الحالة يمكن التحالف معه  لكن لا يمنح ترتيبا متقدما في القائمة، ويمكن أن يكون ترتيبه بعد منتصف الترتيب على القائمة، وهكذا كلما ارتفع عدد الاصوات الافتراضي واقترب من الثمن الحقيقي للمقعد،  يرتفع ترتيبه على القائمة فإن وصل لثمن  2 مقعد، يحوز على 2 مكان على القائمة ، وإن ارتفع لثمن  3 مقاعد يحوز على 3 مكان على القائمة، وتتقدم أماكنه على القائمة.

أما في حالة الشخص المستقل الواحد القادم للتحالف، يمكن تقدير شعبيته نسبياً، فإن كانت مثلا 1000  صوت، فهنا يضاف له افتراضيا ضعف العدد ليصبح 3000  تضرب في 5 متوسط أفراد عائلته ومؤيديه فتصبح 15000، وهنا الإضافة الإفتراضية للضعف بسبب أن أي شخص له عدد مشجعين بهذا العدد المرتفع لشعبيته المساوية لحزب كامل كما افترضنا والذي له نفس عدد المؤيدين ال 1000، وهكذا تطبق عليه قاعدة التقدم في الترتيب على القائمة، كلما كان له تأييد أكبر،  لأنه يفيد القائمة أكثر بشخصه من الحزب كما في المثال الأول.
 
تكبر فائدة الأشخاص من ذوي الشعبية المرتفعة للقائمة أكثر من حزب كامل أحيانا ولهذا تسعى الاحزاب لجذب الشخصيات ذات الشعبية الأكثر. وهذا ما قصدته في أن قوة الضغط في العمل  السياسي التحالفي في بعد النظر باستباق خطوات الخصم في تشكيل القائمة ووضع التدابير المضادة لمنع استقطابها لقوائم أخرى  وتكمن قوة الفعل،  في مفاجأة الآخرين باختيار تحالفاتك، وعدم مفاجأتهم لك بتحالفات أفضل،  ولهذا يخطط الفائز مستبقا منافسيه دائما بخطوة، ويلعب ورقته الرابحة، مباشرة بعد أن يلعبوا ورقتهم ....

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت