- كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
سنترك لكم الكلام ، وسنتولى نحن الأفعال ، فخذوا راحتكم بالتغني بالشعارات والخطب والوعودات ، فما عاد الناس يصدقون كل هذه الثرثرات ، فالجماهير أصبحت أوعي مما تتخيلون وما عادت تنخدع بأحاديثكم وبياناتكم وتصريحاتكم ، فكفوا عن الثرثرة ، فالميدان والعمل هو ما يًقنع الناس وليس الكلام والوعود ،
ما عادت تنفع سياسة شيطنة الأخر والتخوين والتشكيك بالغير ، ولم تحصدوا أي أصوات تحت حجة انتقاد الأخر وتضخيم وتهويل سلبياته ، واصطياد الأخطاء لغيركم ،
فالناس تري بعيونها أفعالكم ، وتعيش معكم وتملك القدرة والوعي علي التمييز والمقارنة ، فوفروا كل شعاراتكم وخطبكم لأنفسكم ، فالجماهير ما عادت تسمعكم ، وما عاد ينفعكم اللعب علي دغدغة عواطف الناس بالدين والوطنية
فلستم أنتم أهلاُ لا للدين ولا للوطنية ،
فقد فقدت الجماهير ثقتها بكم ، وبكل أقوالكم ووعوداتكم وبرامجكم الانتخابية المخادعة ، فأفعالكم أثبتت كذبكم ودجلكم وخداعكم للناس ،
هذه المرة تختلف ، وغزة ستنتقم وتعاقبكم بصندوق الاقتراع بعدما أرهقتموها بصندوق الذخيرة والحكم البوليسي الديكتاتوري ، أنهكتموها بصندوق العقوبات والقرارات الجائرة ،
فمن الغريب والعجيب أنكم مازلتم تتعاملون مع الناس كأنهم بلا وعي وأن ذاكرتهم ضعيفة ،
فآلام الناس ومعاناتهم وقهرهم علي مدار سنوات لن تمحيها خطبة وشعار ووعود ،
خرج علينا وسيخرج الكثير ممن صمتوا سنوات علي عذابنا وآلامنا بل وتساوقوا معها إما بالتأييد أو بصمتهم الجبان المرتبط بمصالحهم ، ليثرثروا بعد صمت متوهمين أن يخدعوا الناس من جديد ، ليجدوا لهم مكاناً فشلوا سنوات أن يوفوا بوعودهم للناس ، واستغلوا منصبهم بالجحود وإرهاق وخداع من وثقوا بهم من الناس ، وتخلوا عن الناس وتاجروا بهم وأرهقوهم ألماً وقهراً وجوعاً وفقراً ،
فكيف لهذه الوجوه أن تعود من جديد ، أي وهم يعيش هؤلاء الفاسدون ،
الصندوق سيًسقط كل أوهامهم ، ولا ولن يصدقهم الناس بأي وجه أو مسمي عادوا ، فالأقنعة سقطت مهما ارتدوا من أقنعة جديدة ،
الناس لن تنخدع بشعاراتكم مهما غلفتموها بالدين أو الوطنية ، الناس لن تنخدع بكل مسمياتكم وشخوصكم وتكتلاتكم وتحالفاتكم ، الناس أصبحت أشد وعياً ورغبة بالتغيير ، فوجع السنين تحول إلي إصرار ورغبة بالتغيير وإزاحة كل وجوه الشؤم والفساد ، فصوركم منقوشة بذاكرة الغلابة والفقراء ، صورة سوداوية تقطر فساداً وجحود وتكبر وإثم وطغيان ،
غزة لن تغفر ولن تسامح من ظلمها وقمعها وحولها لمجرد سلعة لتنتفخ كروشهم ، غزة لن تغفر لمن عاقب أهلها ومارس ضدهم التمييز ، غزة لن تنسي من تسبب بوجعها وصراخ آلام أطفالها ، غزة أسقطت كل الأقنعة السوداء عن وجوه جلاديها وكشفت أكاذيبهم ، غزة لن ترحم من أقصي كوادرها وجوع أطفالها ، غزة لن تنسي من تحكم بها وتلذذ علي معاناتها وتاجر بآلام أهلها ، غزة ستلفظكم جميعاً وتعاقبكم لتسترد كرامتها التي أضعتموها في تسلطكم عليها واستغلالها لملء كروشكم العفنة ، وزيادة عقاراتكم وأرصدتكم البنكية ، غزة ستنتقم ، غزة ستنتقم ،
فثرثروا كيفما شئتم واغرقوا أكثر بأوهامكم ، نحن الشعب ، نحن المقهورين والمظلومين ، نحن من دفعنا ثمناً غالياً من آلامنا ودمنا ومعاناتنا بسبب فسادكم وتجبركم وتسلطكم وانقلابكم علي كل المفاهيم الوطنية والدينية ، سنترك لكم الكلام ، وسنتولى نحن الأفعال ،
" وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون "
20-2-2021
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت