- حزب الشعب قرر المشاركة في الانتخابات القادمة رغم الملاحظات السياسية عليها
- قوى اليسار ستحسم في الساعات القادمة موقفها الرسمي بالمشاركة في الانتخابات القادمة من عدمها
- الاتصالات بدأت لتشكيل القائمة الموحدة لقوى اليسار
كشف عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، وليد العوض، أن الحزب قرر خلال اجتماع عقده يوم السبت، المشاركة في الانتخابات القادمة رغم الملاحظات السياسية عليها، وأكد على خيار الذهاب للانتخابات بقائمة موحدة تضم قوى اليسار والنساء والعمال، إضافة إلى أن الحزب منفتح على أي خيارات أخرى قد تطرأ لاحقاً.
وأوضح العوض في حديث صحفي ، يوم الأحد، بأن قوى اليسار ستحسم في الساعات القادمة موقفها الرسمي بالمشاركة في الانتخابات القادمة من عدمها، مؤكداً أن الاتصالات بدأت لتشكيل القائمة الموحدة لقوى اليسار.
ولفت العوض إلى أنه في ظل غياب الأفق السياسي لهذه الانتخابات، يصبح الجانب الاقتصادي هو الملح، ولا خيار لقوى اليسار إلا أن تحافظ على القاعدة الاجتماعية وتكون وفية لها، تصون الحقوق الديمقراطية والدستورية للمواطنين، وتدافع عن القاعدة الاجتماعية الواسعة المتمثلة بالعمال والمرأة والفلاحين والمزارعين.
وعن العقبات التي قد تطرأ أمام إجراء الانتخابات، أقرّ العوض بوجود عقبات متوقعة أمام إجراء الانتخابات، وأول هذه العقبات تكمن في الاحتلال الإسرائيلي، واحتمال تدخله في اللحظات الحاسمة في تعطيل انتخابات مدينة القدس، الأمر الذي سيشكل حرجاً لكل القوى الفلسطينية، التي تؤكد على ضرورة مشاركة القدس في هذه الانتخابات بالترشح والدعاية الانتخابية.
وشدد على أهمية قيام الاتحاد الأوروبي والقوى الدولية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي، لإجراء الانتخابات في القدس دون عراقيل.
وتابع، أن هناك عقبات، لأن “الشياطين تكمن في التفاصيل”، على حد تعبيره دون أن يفصح عنها، مؤكداً أن الجميع يبذل جهوداً كاملة لإفشال أي عقبة أمام إجراء الانتخابات، معرباً عن أمله في إزالة العقبات ومعالجة كل الملفات التي يمكن أن تتحول إلى كتلة من الصخر أمام هذه الانتخابات، وخاصة قضايا قطاع غزة (المساواة بين الموظفين، البطالة الدائمة، التقاعد المالي القسري، تطمينات لموظفي حماس في غزة – ملف شهداء 2008-2014، …إلخ).
وشدد على أنه “كلما تم حل هذه الملفات قبل الانتخابات كلما أصبحت العقبات أقل خطورة من تجاهل هذه الملفات”.
وقال:” إن هذه الملفات حقيقية وواقعية تمس الشعب، ولابد من تكاثف كل الجهود، لمعالجتها قبل الانتخابات”، مشدداً على أن معالجتها يحول دون تحويل هذه الملفات إلى عبء إضافي على الحكومة القادمة، التي ستشكل بعد الانتخابات.
- ميثاق الشرف ضرورة
وعن وجود ضمانات دولية للقبول بنتائج الانتخابات القادمة، أكد العوض أن الضمانة الأساسية هي ضرورة أن يتم التوقيع على ميثاق شرف فلسطيني بين كل القوى، باحترام نتائج الانتخابات والتعامل معها بعد الانتخابات، لافتاً إلى وجود تطمينات داخلية فلسطينية، وأننا ذاهبون لحكومة وحدة وطنية، بالإضافة إلى وجود حديث عن ضمانات إقليمية ودولية باحترام النتائج.
وحيال شرط الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جوزيف بايدن، بأن أي حكومة فلسطينية قادمة يجب أن تعترف بشروط الرباعية ونبذ العنف، قال العوض: “إن حركة حماس ذاهبة للانتخابات وتعرف تماما السقف السياسي الذي تجري تحته الانتخابات، إضافة إلى أن هناك تفريق لدى الاتحاد الأوروبي اليوم بين الحكومة كحكومة، وبين مواقف الأحزاب السياسية الخاصة”.
- حوار القاهرة وإزالة العقبات
وعن الجديد في حوار فبراير في القاهرة عن الحوارات السابقة التي منيت بالفشل، قال العوض: “الجولة الأخيرة من الحوار الفلسطيني في القاهرة جاءت مبنية على سلسلة من الاجتماعات والحوارات التي تمت سواء عبر الهاتف أو بين الأمناء العامين للفصائل في رام الله وبيروت أو لقاء إسطنبول وغيرها”، موضحاً أن كل تركيز الجولة الأخيرة وبشكل أساسي كان لإزالة كل العقبات التي تعرقل طريق الانتخابات”.
وأعرب عن اعتقاده أن ما جرى في القاهرة يمضي على ذات الطريق نحو الوصول لإجراء الانتخابات في موعدها باعتبارها طريقا لاستعادة الحقوق الديمقراطية والدستورية للشعب الفلسطيني.
وأوضح أن الجديد في جولة الحوار، هو التوافق الفلسطيني الكامل على إجراء الانتخابات، مع قوة دفع من قبل مصر باعتبارها تشرف على الملف الفلسطيني، إضافة للمناخ الاقليمي والدولي الذي يدفع باتجاه إجراء الانتخابات الفلسطينية وتجديد المؤسسات الفلسطينية كافة.
وأضاف، أن حوار القاهرة لم ينجح مئة بالمئة لكنه لم يصل للفشل، خاصة أن العديد من القضايا جرى ترحيلها بانتظار مراسيم رئاسية بشأنها، واليوم صدر مرسوم رئاسي خاص بإطلاق الحريات في الضفة والقطاع والقدس.
وشدد على أن المطلوب لنجاح الانتخابات هو المزيد من التحصين القانوني والعمل المشترك، لتذليل أي عقبة للانتخابات، رغم أن السقف السياسي لهذه الانتخابات لم يخرج عن الانتخابات السابقة.
وبشأن حركة الجهاد الإسلامي التي رفضت المشاركة في الانتخابات، أكد العوض أن إجماع الفصائل كان على إجراء الانتخابات وليس المشاركة فيها، بما فيه رأي حركة الجهاد، أما قرارهم عدم المشاركة في الانتخابات فهذا موقف متصل بمواقف السابقة في انتخابات 1996 و2006 فيما يتعلق بالتشريعي، أما في انتخابات المجلس الوطني فلهم رأي آخر.
- الانتخابات والضغط الخارجي
وأوضح العوض أن كل قوة الدفع الخارجية لإجراء الانتخابات الفلسطينية إقليميا ودوليا كانت الحاضر الأبرز، رغم أن هناك حاجة فلسطينية على المستوى الشعبي والجماهيري لإجراء هذه الانتخابات.
وعزا العوض سبب حضور قوة الدفع الاقليمي والدولي لإجراء الانتخابات الفلسطينية، لأنه من الواضح تماماً أن هناك مسار سياسي جديد تجاه عملية التسوية، واستعدادات إقليمية ودولية للتعاطي مع المرحلة القادمة بعد أن تتفرغ إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جوزيف بايدن لهذا الملف، ولذا فقوة الدفع تجهز لطرح موضوع التسوية من جديد مرة أخرى.