- لا نعد شعبنا بصناديق زيت و"سردين" أو غيره، انما نقول لهم نريد أن نقف يدا بيد لوضع حد لهذا "التغول السلطوي"
قال القيادي في الجبهة الشعبية عمر شحادة، إن الجبهة تسعى لتشكيل قطب شعبي ديمقراطي أو تحالف واسع، لا يقوم على أساس "الرقص على حبال السلطة وأوسلو والنضال السلمي".
وقال شحادة ان "الجبهة لا تقبل ان يتستر البعض بالنضال السلمي للتنسيق الأمني، ولذلك نقول أن التحالفات يجب ان تستند لبرنامج سياسي يصيغة قادة شعبنا الحقيقيون داخل الاسر، بما يخدم البرنامج الوطني، ليكون جسرا نحو التحرر لا جسرا نحو إحياء أوسلو."
وحول الأطراف الذين تسعى الجبهة لتشكيل تحالفات معهم، قال شحادة: رغم الترحيب بكل الدعوات ولكن الموضوع ليس مجرد عناوين، الموضوع جوهره برنامج وطني ديمقراطي تحرري، فنحن نرحب بأي برنامج يقوم على مواجهة أوسلو ويؤسس على أنقاضها، ويبنى على مواجهة مفاوضات حل الدولتين، وعلى أساس تصعيد المقاومة والنضال ووحدة الشعب والقضية.
وكانت الجبهة الشعبية أعلنت في بيان لها صدر قبل أيام، نيتها المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة، وحول هذا القرار، أوضح شحادة خلال برنامج "شد حيلك يا وطن"، الذي تقدمه ريم العمري على شبكة "وطن" الاعلامية أن الجبهة الشعبية استندت في قرار مشاركتها على موقفها التاريخي المعلن وحرصها على التواصل والتفاعل الدائم مع جماهير شعبنا، وخوض هذه المعركة دون اوهام، مشيرا أن هذه معركة جماهيرية فاصلة بين اتجاهين مفصليين في الانتخابات، اتجاه يريد ان يحول الانتخابات إلى جسر للعبور من جديد الى المفاوضات وأوسلو وحل الدولتين، وأن يحيي العظام وهي رميم ويراهن على اتفاقات خاسرة على كل المستويات مثل اتفاق اوسلو، واتجاه آخر يقوم على أساس برنامج وطني يعتبر الشعب الفلسطيني لا يزال في مرحلة التحرر، والمقاومة جزء اساسي في ذلك البرنامج ، والشعبية ضمن هذا الاتجاه وعنوان مشاركتها في الانتخابات المقاومة مستمرة، مقاومة الاحتلال ومقاومة الاستبداد السياسي و التفرد بالسلطات.
وأكد أن هناك أصوات في الشعبية كانت رافضة لمشاركتها في هذه الانتخابات، وفي المقابل هناك أصوات مع الانتخابات، وهذا يعكس طبيعة الجبهة الشعبية لأنه حزب الكادحين وحزب المثقفين الثوريين وحزب الفقراء والعمال، وابناء المخيمات وغيرهم، ولديه تنوع واسع بالاراء، والشعبية تقوم في عملها على أساس النقاش الحر قبل اتخاذ القرار وفي النهاية يتخذ القرار برأي الاغلبية، والجميع يلتزم بهذا القرار ويحترمه.
وأشار إلى أن الشعبية بدأت هذا الحوار من قياداتها داخل السجون التي تقف على رأس حياتنا الديمقراطية، ثم انتقل الحوار الى القدس وغزة وابنائنا في الشتات ولهذا تأخرت الشعبية في اتخاذ القرار، ولكن في النهاية هو قرار الأغلبية.
وحول قدرة الشعبية على تغيير نهج أوسلو، قال شحادة: لم تفارقنا الثقة للحظة واحدة أننا قادرين على تغيير نهج أوسلو منذ لحظة توقيعه على يد الحزب الديمقراطي الامريكي عام 1993 وحتى اليوم.
وتابع: كنا دائما نؤمن أن بذور فناء اتفاق أوسلو وجدت منذ ولادته، لأنه يتناقض مع الحقيقة ومع العدالة ومع التمسك بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على كامل الأرض الفلسطينية اليوم او غدا او بعده، وأوسلو تناقض صارخ مع حقوق الشعب الفلسطيني، لذلك نحن كجبهة شعبية حزب الجماهير وأبناء الشهداء والأسرى بالتالي هذه الطليعة السياسية الموجودة بالجبهة طليعة سياسية تعبر عن نفسها، فهذا حزب سامر العربيد وأحمد سعدات وخالدة جرار وختام سعافين وكل المناضلات بالتالي وهو قادر على المواجهة والتغيير ليس اعتباطا ولكن انطلاقا من الحقيقة الموضوعية التي أثبتتها 30 عاما من المفاوضات البائسة.
وأكد أن الجبهة لا تتطلع فقط لبرنامج تحرر وطني وإنما برنامج يواجه عنف السلطة واستبدادها، الذي ينتهي بعناقيد غضب المعلمين والقضاة والأطباء وغيرهم من قطاعات المجتمع، مشيرا أننا حاليا امام ازمات كثيرة منها أزمة حراس العدالة الذين يقفون في الشارع منذ أسابيع احتجاجا على تعديل قانون السلطة القضائية، أزمة الأطباء المضربون عن العمل، والمعلمين وغيرهم من القطاعات، وكل ذلك لأننا أمام سلطة كانت تتمسك بأوسلو خلافا وعنادا لقرارات الوطني والمركزي.كما قال
وقال: نريد ان نغتنم الفرصة بالتوجه لابناء شعبنا ونقول لهم نحن ندخل الانتخابات لنقف يدا بيد من اجل الدفاع عن الحقوق السياسية والاجتماعية والديمقراطية، ونتوجه للعاملات اللواتي من العار والجريمة ان يعملن بـ 500 شيكل في مشاغل الخياطة وغيرها، وللعمال الذين يدفعون مبالغ كبيرة للحصول على تصاريح تمكنهم من العمل في الداخل وجني رزق أطفالهم.
وتابع: هذا العنف لا يمكن مواجهته الا يدا بيد، ونحن لا نعد أبناء شعبنا بصناديق زيت و"سردين" أو غيره، انما نقول لهم نريد أن نقف يدا بيد لوضع حد لهذا التغول السلطوي، لنشكل جسرا نحو أبناء شعبنا خارج الوطن، ونقول لهم استعدوا لخوض معركتنا الديمقراطية الثانية لعقد مجلس وطني جديد، ولتكون الانتخابات محطة عبور نحو قيادة وطنية جديدة تؤسس لمرحلة جديدة، ومجلس وطني جديد يؤسس لواقع سياسي جديد، يقوم على انتهاء مرحلة القطب الأوحد في القيادة والتمثيل النسبي الكامل لكافة الاتجاهات والعناوين.
وبين أن الشعب الفلسطيني امام ازمة وطنية كبرى، وهو بحاجة الى تحالف إنقاذ وطني واسع، وهذا يجب ان يستند الى برنامج وطني جوهره المقاومة الدائمة والمستمرة حتى دحر الاحتلال، والجانب الآخر برنامج ديمقراطي سياسي.
وأكد شحادة أن اليسار لم يغب عن الساحة في كل ميادين النضال خلال السنوات الماضية، وقوائم الشهداء والاسرى، والنضال السياسي والجماهيري والنضال داخل الوطن في كل فلسطين التاريخية يشهد له على ذلك، فاليسار موجود ولكن لا يجب ان ننظر له بالمفاهيم القديمة، مشيرا أن البرنامج السياسي الذي يحدد موقف اليسار هو مجابهة سلطة أوسلو ومحاربة الاستبداد والتفرد بالسلطة.
وقال: نحن نتطلع لبرنامج وطني وتحرري، يشكل قطبا ثالثا برنامج انقاذ للشعب الفلسطيني، لذلك نحن نرحب بأي تحالف ونقول ان هناك تحالفات بعيدة المدى قبل الانتخابات وخلالها وبعدها وهناك تحالفات داخل البرلمان مع قوى محددة.
وحول توقعاته لنتائج الجبهة في الانتخابات، أوضح شحادة أن الجبهة في المرة الماضية حصلت على 3 مقاعد بالتمثيل النسبي، وطالما أن التمثيل النسبي هذه المرة سيعم الوطن بمجمله، فهو يعتقد ان الجبهة مرشحة لمضاعفة نسبة وجودها.
وتابع: ولكن نحن لا نرى في النضال البرلماني حل لمشاكل الاستيطان والفساد وجرائم الاحتلال وغيرها، وإنما هو طابع تكتيكي يشكل جزءا من معاركنا، بما يفتح الطريق لمجلس وطني جديد وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير باعتبارها ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.