كشف المندوب الدائم لدولة فلسطين المراقبة لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، عن أن المجموعة العربية في المنظمة الدولية، بدأت مشاورات مكثفة مع ممثلي الدول الفاعلة، من أجل عقد اجتماع جديد لـ"الرباعية الدولية"، تكون مهمته تيسير مؤتمر السلام الدولي، الذي يطالب به الرئيس محمود عباس بدعم من جامعة الدول العربية؛ بغية العودة إلى حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل، على أساس حدود 4 يونيو (حزيران) 1967.
واستهلت المجموعة، المشاورات، بلقاء مع المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، ويرتقب أن تتوج يوم الجمعة المقبل، باجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مروراً بممثلي الدول الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن، ورئيس الجمعية العامة، طبقاً لما أوضحه منصور في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط".
وأشار منصور في الوقت ذاته، إلى انتظار مجيء المندوبة الأميركية الجديدة ليندا توماس - غرينفيلد، إلى نيويورك، للتشاور معها في هذا الملف.
وأشاد منصور أيضاً بالملاحظات التي أدلى بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال اتصاله الهاتفي الأخير مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، وعرضه "نهج" الولايات المتحدة في اتجاه "مستقبل أكثر سلاماً وأماناً وازدهاراً للإسرائيليين والفلسطينيين، والشرق الأوسط الكبير".
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول كبير في إدارة الرئيس بايدن، عن نهجها لمستقبل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في سياق تعبير "الشرق الأوسط الكبير".
وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركي، نيد برايس، بأن الوزير بلينكن شدد على أن إدارة الرئيس جو بايدن "تعتقد أن حل الدولتين هي الطريقة الفضلى لضمان مستقبل إسرائيل، كدولة يهودية وديمقراطية تعيش بسلام إلى جانب دولة فلسطينية ديمقراطية قابلة للحياة". وأشار بلينكن إلى أن الولايات المتحدة "لا تزال تلتزم معارضة الإجراءات غير العادلة والمتحيزة ضد إسرائيل في الساحة المتعددة الأطراف".
وأبدى الفلسطينيون الكثير من الأمل بإمكانية إطلاق مؤتمر دولي للسلام، بعد إعادة الولايات المتحدة طرح خطة حل الدولتين، وعودتها إلى الرباعية الدولية.
وعلق عزام الأحمد، عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لعبت دوراً أساسياً في عودة وضع حل الدولتين على الطاولة، وعادت لحضور اجتماعات الرباعية الدولية، بعد مقاطعة الإدارة السابقة. وأكد للتلفزيون الفلسطيني الرسمي، أن "كل شيء بعد رحيل إدارة ترمب تغير واختلف في العالم كله، وحتى داخل أميركا. بايدن لعب دوراً في تبني طرف أميركي لقضية حل الدولتين، ونحن نريد أن نبني على هذا التغيير".
وشدد المسؤول الفلسطيني، على أن "الفلسطينيين يريدون إضافة دول إلى جانب الرباعية، من أجل رعاية مفاوضات السلام إذا ما حصل تقدم حقيقي، مثل مصر الأردن والسعودية، إذا أمكن، وأيضاً دول غير عربية مثل ألمانيا والصين". ويأمل الفلسطينيون أن توافق الولايات المتحدة على هذا الطرح الذي يلقى قبولاً لدى أطراف الرباعية الأخرى.
ويمثل التركيز على حل الدولتين انقلاباً على موقف إدارة ترمب بشأن هذه المسألة. وفي المكالمة مع أشكنازي، أشار بلينكن أيضاً إلى التزام الولايات المتحدة بـ"معارضة الإجراءات غير العادلة والمتحيزة ضد إسرائيل في الساحة متعددة الأطراف"، في إشارة كما يبدو إلى الحكم الصادر هذا الشهر عن الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية، والذي أعطى المحكمة حرية فتح تحقيق جنائي ضد إسرائيل والفلسطينيين في جرائم حرب.
وطالب وزير الخارجية الأميركي، إسرائيل، بضرورة التعاون مع الجانب الفلسطيني في مكافحة جائحة كورونا، لا سيما فيما يتعلق بتقديم ونقل اللقاحات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة. وتعتقد إدارة بايدن أن الكفاح المشترك في مجال وباء كورونا، يمكن أن يكون أساساً لتحسين العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين. وتأتي المطالبة الأميركية عقب الاتهامات الفلسطينية والدولية، لإسرائيل بعدم تقديم المساعدة للفلسطينيين؛ كونها قوة محتلة مسؤولة دولياً عن تقديم تلك المساعدات للشعب الواقع تحت الاحتلال.
ولم تعقب الحكومة الإسرائيلية على موقف الولايات المتحدة من حل الدولتين، لكن منافس نتنياهو جدعون ساعر المنشق عن حزب الليكود، رئيس حزب "الأمل الجديد"، أكد أنه يعارض "حل الدولتين لشعبين"، وفقاً لما أوردته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (مكان).
وقال ساعر في مؤتمر عبر شبكة الإنترنت نظمه من واشنطن معهد "بروكينغز" للبحوث في مجال العلوم الاجتماعية "الفلسطينيون رفضوا كل الاقتراحات من هذا النوع في الماضي، وذلك يعود إلى رغبتهم في إبادة إسرائيل بدلاً من إنهاء الصراع معها".
وكشف المندوب الدائم لدولة فلسطين المراقبة لدى الأمم المتحدة، رياض منصور لـ"الشرق الأوسط"، عن أن المجموعة العربية في المنظمة الدولية، بدأت مشاورات مكثفة مع ممثلي الدول الفاعلة، من أجل عقد اجتماع جديد لـ"الرباعية الدولية"، تكون مهمته تيسير مؤتمر السلام الدولي، الذي يطالب به الرئيس محمود عباس بدعم من جامعة الدول العربية.