أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق وسط مدينة الخليل، يوم الجمعة، خلال قمع جيش الاحتلال الاسرائيلي مسيرة لإحياء الذكرى 27 لمجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف.
وأطلق جيش الاحتلال قنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع تجاه المواطنين، عقب خروجهم في مسيرة انطلقت من أمام مسجد علي البكاء وسط المدينة إحياء لذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي وتنديدا باجراءات واعتداءات الاحتلال على الحرم، ما أدى لإصابة العشرات منهم بحالات اختناق.
ورفع المشاركون في المسيرة علم فلسطين وصورا للحرم والشهداء، ورددوا الشعارات المنددة بجرائم الاحتلال والمستوطنين.
يذكر أن مجزرة الحرم الإبراهيمي نفذت يوم الجمعة الخامس والعشرين من شباط/ فبراير 1994، الخامس عشر من رمضان، بيد المستوطن الإرهابي باروخ غولدشتاين، الذي دخل إلى الحرم الإبراهيمي وأطلق النار على المصلين، ما أسفر عن استشهاد 29 مصليا، وإصابة 150 آخرين. وقد أغلق جنود الاحتلال الإسرائيلي المتواجدون في الحرم أبواب المسجد لمنع المصلين من الخروج، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وفي وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وأثناء تشييع جنازات الشهداء، ما رفع مجموعهم إلى 50 شهيدا، 29 منهم استشهدوا داخل المسجد.
ومنعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، يوم الجمعة، بحجة احتفال المستوطنين بمناسبة عيد المساخر "بوريم" لدى الشعب اليهودي، وسلمت موطنا بلاغا لمقابلة مخابراتها.
وقال مدير الحرم ورئيس سدنته الشيخ حفظي أبو سنينة، إن سلطات الاحتلال منعت رفع الأذان من مغرب أمس الخميس وسيبقى المنع حسب ما ورد إلينا حتى أذان عشاء غد السبت، بزعم تأمين احتفال المستوطنين بما يسمونه عيد المساخر.
واعتبر أبو سنينة هذه الإجراءات تعديا على حرية العبادة التي كفلتها كافة الشرائع السماوية والقوانين الدولية.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين استهداف الاحتلال المتواصل للمقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة، بما فيها الاجراءات والتدابير والتقييدات التعسفية التي تفرضها سلطات الاحتلال تباعا وبشكل متصاعد لمنع المصلين من الوصول إلى دور العبادة ومحاولة السيطرة عليها وأسرلتها في انتهاك صارخ لحرية العبادة.
في سياق ذو صلة أدانت الوزارة في بيان لها، إقدام دولة الاحتلال، يوم الجمعة، على عرقلة وصول المصلين الى المسجد الاقصى المبارك عبر منع حملة هوية الضفة الغربية من الدخول للمسجد، والعمل على تكريس ذلك، كما ادانت بشدة إقدام الاحتلال على منع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي الشريف بحجة احتفالات المستوطنين بعيد المساخر، علما بأن سلطات الاحتلال اقدمت على منع الأذان بالحرم الابراهيمي عشرات المرات، ومنعت لجنة اعمار الخليل من استكمال اعمال الترميم والصيانة للمسجد، وأغلقته أكثر من مرة وفرضت تقييدات تعسفية للحد من أعداد المصلين فيه، هذا بعد أن قامت بتقسيمه وسط محاولات تهويد واسعة النطاق ومتواصلة للبلدة القديمة في الخليل، والعمل على طرد وتهجير المواطنين الفلسطينيين منها.
وحملت الوزارة، الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تلك الانتهاكات ونتائجها وتداعياتها، وتعتبرها بمثابة دعوة صريحة للحرب الدينية بهدف إخفاء الطابع السياسي للصراع، في خرق فاضح للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف ومبادئ حقوق الإنسان وفي مقدمتها حقه في حرية العبادة والوصول إلى دور العبادة واداء الشعائر الدينية بحرية تامة.
وطالب الوزارة المجتمع الدولي والمنظمات والمجالس الاممية المختصة وفي مقدمتها مجلس حقوق الانسان واليونسكو بتحمل مسؤولياتها القانونية والاخلاقية في حماية المقدسات من تغول الاحتلال الإسرائيلي، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات الكفيلة بإجباره على الانصياع للقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها