يلا نحكي: حكومة اشتية الفاشلة... آن رحيلها

بقلم: جهاد حرب

جهاد حرب
  • جهاد حرب

أكد بيان وزارة الصحة مساء اليوم، ما خشينا منه، حصول المتنفذين أعضاء الحكومة وحراساتهم ومن بقربهم بالحصول على لقاح كورونا دون أولوية واحتياج سوى حماية أرواح المسؤولين دون غيرهم وبما يخالف تعليمات الصحة العالمية، وما صرح به رئيس الحكومة ووزيرة الصحة والناطق باسم الحكومة. إن مخالفة رئيس الحكومة والوزراء للمعايير توجب عليهم الاستقالة والرحيل دون تأخير.

إن الوصف الادق لهذه الحكومة أنها حكومة الفشل الذريع لإدارة أزمة كورونا؛ فلا هي قدمت إجراءات قادرة على المواجهة، ولم تعلن خطة واضحة لتوزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، ولم تعلن عن الخطوات المزعومة التي تقول عنها، وفي ظني انه لا وجود لمثل هكذا خطة بالأصل، بل أنها تلاعبت باللقاحات التي حصلت عليها لغايات شخصية وسياسية.

على مدار الأشهر الماضية طلَ علينا رئيس الحكومة ومعاونيه والناطق باسمة يشبعونا كلام الانتصارات من حسابات الأشهر الأولى لجائحة كورونا (مارس الماضي)، التي طالبونا بالصبر والصلاة لتجنب هذا الفيروس، وحكمة الحكومة في تدابيرها واجراءاتها على طريقة جاهلية الإدارة في النظم الاستبدادية البائدة. لكن الحقيقة تلك الإجراءات أجلت من انتشار الفيروس في البلاد. في المقابل لم تقم الحكومة بعمل تهيئة للمواجهة الصحية التي انفلتت من عقالها وباتت الإصابات بالآلاف، فيما تركت الحكومة المواطنين في هوان العوز والجوع ولم تقدم لهم الا ما تيسر من تبرعات داخلية وخارجية لا تسمن ولا تغني من جوع.

فشلت هذه الحكومة في الحفاظ على حقوق المواطنين بالعيش لتقاعسها عن جلب اللقاحات لحماية أرواح الناس، بل أن حكومة اشتية مسؤولة عن موت العشرات من المواطنين الذي قضوا بفيروس كورونا منذ بداية العام الحالي، ومسؤولة عن وآلام ومعاناة الآف المصابين التي قاصوها اثناء الحجر بسبب عدم تلقيهم اللقاحات اللازمة لحمايتهم من الإصابة أو تخفيف معاناتهم. فوزارة الصحة تتصل بك بعد الفحص لتعلمك "بأن عليك الحجر لمدة عشرة أيام، وافراد اسرتك لاثني عشر يوما" ولا تعاود الاتصال لا تقديم إرشادات أو السؤال عن احتياجات العائلة من أي جهة حكومية أخرى.

حكومة اشتية الفاشلة تستمر بمنهج التغاضي عن شفافية المعلومات المتعلقة بخطة توزيع لقاحات كورونا وعن قائمة أسماء الذين حصلوا على اللقاح سواء من الجهاز الطبي أو من خارجه، وعدم الإعلان عن الآليات والإجراءات وأماكن التوزيع ما يوحي أن الحكومة ووزارة الصحية تخفي حالات الواسطة والمحسوبية وتمتنع عن اتخاذ إجراءات بحق من أخطأوا، وتقف عاجزة عن محاسبة بعض المتنفذين الذين حصلوا على كميات من هذا اللقاح.

حكومة اشتية الفاشلة توحي بإمكانية الافراد والجماعات تهريب اللقاحات أو شراء بطرق غير شرعية من جهات دولية أو اسرائيلية علنا ما يخالف جميع البروتوكولات الطبية التي تفرض إجراءات صارمة على ادخال الادوية من جهة ومنع احتكار مثل هكذا تطعيمات التي تحتاج الى تبريد لمستويات منخفضة جدا.

إن إخفاء الحكومة لكيفية جلب اللقاءات وعدم اعلان الاتفاقيات مع أي شركات وحجم اللقاحات في كل اتفاق وعدم معرفة المواعيد المحددة وإطلاق مواعيد لا تفي بها، يشير الى أن حكومة اشتية لم تقم بواجبها لإنقاذ الشعب الفلسطينيين من فيروس كوفيد-19 وأنها تنتظر العطف الدولي بتوفير اللقاحات؛ ليقف الشعب الفلسطيني طوابير على أبواب المؤسسات الدولية الطلب اللقاحات ما يعيد للأذهان صور طوابير اللاجئين الفلسطينيين على أبواب مكاتب وكالة الغوث الدولية. وليحط من قيمة الانسان الفلسطيني وصورة دولة فلسطين بين الأمم.

أو انها تنتظر الوصول الى مناعة القطيع، الدراسة التي أعلنت عنها وزيرة الصحية تقول إن 40% من المواطنين لديهم اليوم مناعة ويحملون أجساد مضادات ما يعني انهم أصيبوا وتعافوا دون علم الحكومة، إن سياسة الحكومة غير المعلنة بالمتعلقة بمناعة القطيع تعني الضحية بأعز ما نملك "احبتنا وأمهاتنا واباءنا وجداتنا وأجدادنا وابناءنا وبناتنا.

ان استمرار هذه الحكومة بهكذا منهج حتماً لن ينجي أحدا من الموت سواء بالعجز الطبي وعدم جلب اللقاحات بفيروس، أو شفافية اداءها في توزيعه، أو بإجراءاتها التي تدمر الاقتصاد الوطني وتحارب الملتزمين بالإجراءات أصلا. ولم تعد مطالبة هذه الحكومة بفتح تحقيق بهذه القضية أو تلك بل بات المطلوب رحيل هذه الحكومة من مقر الحكومة ورئاستها لأنها ملأت البلاد بالفشل والفشل وفقط .

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت