مع الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني... التجربة الصينية نموذج ملهم لدول العالم

بقلم: أحمد محمد جابر

أحمد محمد جابر، القائم بالأعمال بالانابة بسفارة الجمهورية اليمنية لدى بكين
  • بقلم السفير /أحمد محمد جابر، القائم بالأعمال بالانابة بسفارة الجمهورية اليمنية لدى بكين

بكين 4 مارس 2021 (شينخوا) مع تزامن انعقاد دورتي المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي، والمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني مع الاحتفالات بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، يمكننا القول إن الصين استطاعت أن تخلق تجربة فريدة في انتهاجها للنظام الشيوعي سياسيا واقتصاديا من خلال سياسة الإصلاح والانفتاح مع تركيزها على التنمية كمنطلق لمحاربة الفقر والبطالة والفساد وتحسين جودة الحياة لشعبها.

لقد أدهشت التجربة الماركسية الصينية العالم أجمع من خلال الرؤية المستقبلية المبنية على الحداثة ومواكبة وضخ روح العصر في نظريات وتعاليم الماركسية، الأمر الذي انعكس على اقتصاد وأمن الصين بجعلها قوى عالمية كبرى.

وفي حين فشلت التجربة الشيوعية في بلدان كثيرة، نجحت في الصين التي استطاعت إخراجها من التنظير إلى التطبيق العملي، والأهم من ذلك أنها نجحت في خلق توازن بين التقاليد والموروثات الماركسية وبين الانفتاح الاقتصادي على العالم الخارجي، والاعتدال في سياستها، كما أنها حافظت على ثوابت الشيوعية بجعل الحاكم والمحكوم على قلب واحد ومصلحة واحدة هي الأمة العظيمة.

والشيء الأكثر ادهاشا بأننا نشاهد بأم أعيننا يوما بعد يوم كيف أصبحت الصين قوة صاعدة وفي مختلف المجالات والتي تفوقت فيها كالاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا المتطورة وفي العديد من المجالات الجيوأستراتيجية، فالصين تتطور بصمت في مختلف المجالات وأن السياسة الصينية قامت على نظام المحاسبة الذاتية من خلال محاربة الفساد والمراجعة والإصلاح ضمن فروع الحزب ذاته ومؤسسات الدولة، الأمر الذي أتاح الإمكانية أمام التطوير والتجديد وضخ دماء الحداثة في كافة مجالات الحياة، ما يؤكد أهمية التصدي للفساد الداخلي لمواجهة كافة المعوقات والصعوبات، فالصين لم تصل إلى هذه المرحلة من القوة العالمية ببساطة وحظ، بل إنها قامت ببناء الدولة من حالة التدهور بعد الحرب ومواجهة المخاطر العالمية والتهديدات والمنافسة حتى وصلت إلى هذه الحالة من الاستقرار.

وتعزيزا لأهمية هذه السياسة وانتهاج القيادة السياسية الصينية لها أطلق الحزب الشيوعي الصيني مؤخرا حملة تعلُم وتعليم تاريخ الحزب بين جميع أعضائه برئاسة شي جين بينغ الرئيس الصيني والأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، الذي شدد على ضرورة دراسة تاريخ الحزب الشيوعي الصيني بالتزامن مع استعداد الحزب للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيسه.

لقد كان لي شرف متابعة هذا التطور منقطع النظير منذ العام ١٩٩٣حينما قدمت إلى هذا البلد المذهل كممثل لبلدي اليمن الذي تربطه بالصين علاقات تاريخية متينة وحافلة بالتعاون والعطاء، وتربطني على المستوى الشخصي علاقة احترام ومودة مع الكثير من العوائل والأصدقاء الصينيين، ولدي معرفة كبيرة بالعادات والتقاليد الأصيلة لهذا الشعب العظيم والاستثنائي، وأحترم وأعز تلك الموروثات الثقافية التي تسير بتوازن مع التطورات العلمية والتكنولوجية والحداثية، إذ ما يزال الشعب الصيني العريق محافظا على هويته الثقافية، وتماسكه الاجتماعي ووحدته الوطنية.

وإنه لمن دواعي سروري أن أحتفل مع الصين حكومة وشعبا بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، متشرفا بنقل تهاني وتبريكات قياداتنا السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى القيادة الصينية بهذا المناسبة العظيمة، متمنين دوام الاستقرار والنماء والتطور والحياة الرغيدة للأمة الصينية، شاكرين ومقدرين كل ما قدمته وتقدمه الصين للشعب اليمني من دعم سخي في كافة جوانب الحياة.. وفي الختام شكرا للصين التي لم تخذل بيوم اليمن.

بكين / (شينخوا)

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت