اتفقت كوادر قوى اليسار الرئيسية في الساحة الفلسطينية على ضرورة تشكيل أوسع "تحالف يساري ديمقراطي" لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة .
جاء ذلك في مذكرة قاعدية صدرت عن كوادر قوى اليسار(الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحزب الشعب ) خلال اجتماع عقدته مساء الجمعة في مدينة بيت ساحور بعنوان (الانتخابات التشريعية المقبلة تحدي وجودي لليسار الفلسطيني).
وشددت كوادر قوى اليسار في المذكرة على ضرورة تذليل كافة العقبات التي تقف في طريق قيام أوسع تحالف يساري ديمقراطي وقالت "لا نرى أي بديل أو خيار آخر عن هذا التحالف وعليه يجب وبالضرورة تذليل كافة العقبات التي تقف في طريقه ولو كانت على حساب فصائلنا وسيحملكم التاريخ المسؤولية في حالة فشلكم في انجاز هذا التحالف."
وفيما يلي نص المذكرة كما وردت لـ"وكالة قدس نت للأنباء":
مذكرة قاعدية من كوادر قوى اليسار
الانتخابات التشريعية المقبلة تحدي وجودي لليسار الفلسطيني
الرفاق الأعزاء
لسنا اليوم أمام مشروع وحدة اليسار الفلسطيني رغم ضرورته الإستراتيجية . وبالتالي نحن لسنا في مرحلة النقاش الايدولوجيا أو الإطار الفكري والنظري والطبقي . نحن أمام استحقاق انتخابات المجلس التشريعي الذي أعلنت رسميا كافة القوى والفصائل – باستثناء حركة الجهاد الإسلامي – المشاركة فيها .
لسنا في وارد مناقشة صواب أو خطأ قرار المشاركة , فالقرار تم اتخاذه , والنقاش يدور هنا على قاعدة الالتزام .
أسئلة بديهة تطرح نفسها بفظاظة لا يمكن معها التجاهل وعدم الإجابة . هل الانتخابات جاءت استجابة لحاجة ضرورية موضوعية فلسطينية, أم أنها استجابة لشروط خارجية وتهيئة لاستمرار الرهانات البائسة المعهودة ؟؟هل فعلا الهدف من الانتخابات أن تكون خطوة باتجاه تجديد البرنامج الوطني واستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام وإعادة بناء م.ت.ف , أم أن الهدف منها إعادة تجديد شرعية السلطة بجناحيها ( فتح وحماس ) ؟؟
لو كانت هذه الانتخابات استجابة لحاجة ضرورية موضوعية فلسطينية خالصة , لما احتاجت الاستجابة إلى 14 عاما من ويلات الانقسام وأثاره المدمرة على القضية الوطنية وشعبنا الفلسطيني . كان يكفي الاتفاق على انتخابات والسلام .والسؤال الأهم , لماذا تم ترحيل كافة قضايا ومفاصل البرنامج الوطني التحرري ودفعها إلى المؤخرة , فيما المنطق الوطني السليم يوجب أن يتم حسم هذا الموضوع والتوافق علية لتكون الانتخابات تتويجا لهذا التوافق واستعادة الوحدة الوطنية . من الواضح أن حركة فتح تسعى فقط لتجديد شرعية سلطتها , وحماس هي الأخرى لذات الهدف تقاسما مع فتح مضافا على ذلك مكاسب رفع / تخفيف الحصار عنها وعن قطاع غزه .
لعل أهم الدروس المستفادة من تجربة الأعوام 1994 وحتى الانتخابات التشريعية الثانية عام 2006 , كانت أن الشعب قد حاسب حركة فتح وأوقع عليها حسابه في تلك الانتخابات نتيجة بؤس خياراتها السياسية وفساد سلطتها , وبالمقابل أعطى حركة حماس المستندة إلى خيار المقاومة ورصيدها في ذلك , لكنه أعطاها صوته الانتخابي أيضا تطلعا إلى نموذج سلطوي آخر يعيد الاعتبار للبرنامج الوطني التحرري من جهة , ويحارب الفساد الذي تحول إلى مؤسسة داخل السلطة من جهة ثانية , وليس فقط لاعتبارات دينية أو ايدولوجية كما قد يعتقد البعض .أما ثاني الدروس التي كشفت عنها نتائج تلك الانتخابات , ما قد حصده اليسار الفلسطيني من خيبة كبيرة مظهرها الرئيس التراجع حد التلاشي أو يكاد عند البعض من فصائله .
واليوم , وفي ضوء تجربة 14 عاما من الانقسام وأداء السلطة بجناحيها فتح وحماس , بكل ويلاتها وبؤسها وفسادها ونتائجها المدمرة على المجتمع الفلسطيني كما على المشروع التحرري ببعديه الوطني والديمقراطي , نرى أن اليسار الفلسطيني بدل أن يكون قد استعاد عافيته وغادر أزمته وشرع في شق طريقة كتيار ثالث بديل , نراه يعيش بؤس ذات الأزمة ,وانه لا يعيش حالة التراجع , فالتراجع قد يكون ظرفيا وعابرا , بل يعيش حالة سقوط قد تكون نتائج الانتخابات المقبلة هي دوي هذا السقوط . لذلك , فاليسار اليوم هو في معركة الوجود أو عدمه , معركة إما البقاء وإما الفناء . لقد بلغت درجة الكفر بمشروع السلطة بجناحيها فتح وحماس في الحس الشعبي وفقدان الثقة وسقوط الرهانات عليهما ما يمكن قراءته في العزوف الشعبي وتشكل الحركات الشعبية التي أعلنت عن نفسها مؤخرا والحبل على الجرار.
ختاما . هذه الانتخابات هي تحدي لليسار وربما تشكل فرصة تاريخية لتوحيد اليسار والتيار الديمقراطي. خوضها فرادى لقياس الوزن الانتخابي وقياس مدى جماهيرية الحزب , إنما هي مغامرة صبيانية مراهقة لا تقود إلا إلى مقتل, انه خيار انتحاري . فيما قائمة واحدة منفتحة على الوطنيين المستقلين يساريين وديمقراطيين , والمؤسسات الأهلية والتجمعات المهنية ..الخ دون النظر إلى حجم وعدد مرشحين الحزب وترتيبهم في القائمة .اليوم المعركة ليست بعدد المقاعد وحجم التمثيل . هي معركة وجود وبقاء . إن مثل هكذا تحالف وهكذا قائمة إنما هو الخيار الوحيد والممر الإجباري الواقعي والممكن والضروري .وعليه ,وضمن هذه الرؤيا فان المرونة ومغادرة العصبوية والحسابات التنظيمية الضيقة باتت ضرورة هي الأخرى ولا ندم على أي تنازل يقدمه هذا الحزب أو ذاك وأي ثمن يتم دفعه في هذا السياق إنما هو زهيد أمام ثمن السقوط المدوي , أمام خيار الوجود والاستمرار والبناء أو التلاشي والانتهاء . وإلا فعند صندوق الاقتراع يكرم الحزب أو يهان .
وفي اجتماع كادر اليسار ( الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحزب الشعب ) المنعقد في بيت ساحور مساء اليوم الجمعة الموافق 5\3\2021 حيث تم الاتفاق على:
ضرورة قيام أوسع تحالف يساري ديمقراطي ولا نرى أي بديل أو خيار آخر عن هذا التحالف وعليه يجب وبالضرورة تذليل كافة العقبات التي تقف في طريقه ولو كانت على حساب فصائلنا وسيحملكم التاريخ المسؤولية في حالة فشلكم في انجاز هذا التحالف.
كوادر حزب الشعب – الجبهة الديمقراطية – الجبهة الشعبية