صدرت مؤخَّراً رواية "يس" للشَّاعر الرِّوائي أَحمد أَبو سليم، وهي روايته الخامسة، بعد رواياته الحاسَّة صفر، وذئاب منويَّة، وكوانتوم، وبروميثانا، وبعد خمس مجموعات شعريَّة.
تعيد الرِّواية إلى الأَذهان التَّفاصيل المروِّعة لمجزرة دير ياسين، على لسان بطلها ياسين، الَّذي ولد في الأَوَّل من نيسان عام 1948، واعتبر حياته كذبة متواصلة، حيث كان النَّاجي الوحيد من مجموعة من الأَطفال تمَّ قتلهم يوم المجزرة، ثمَّ ليكتشف الأَطبَّاء وهو في السَّابعة من عمره أَنَّه مصاب بورم في الدِّماغ يجعله يرى الأَشياء بشكل مقلوب، ما يشكِّل لديه وعياً مختلفاً عن البشر، ويجعله فيما بعد يحاول فلسفة المجزرة والواقع بطريقة مختلفة.
ومن الجدير ذكره أَنَّ الشَّاعر مراد السُّوداني، رئيس الاتِّحاد العام للكتَّاب والأُدباء الفلسطينيِّين قدَّم للرِّواية على الغلاف الخلفيِّ قائلاً" : في رائعته يس يؤثِّث الرِّوائي أَحمد أَبو سليم لسياق البطولة الممتدِّ على اتِّساع المعنى والفجيعة، إذ يحضر عميقاً في جوهر مذبحة دير ياسين فيجوس في التَّفاصيل وممرَّات الحزن ومتون الوجع والعذابات الصَّارخة الَّتي تلفَّعت بها قرية دير ياسين على حفاف القدس المحتلَّة. أَكثر من مئتين وخمسين زهرة اقتلعها النَّقيض من حديقة دير ياسين، موت، استباحة، فظائع، نهب، ومحو، ودمار، حتَّى لم تعد دير ياسين هي هي، باتت "جفعات شاؤول" حتَّى مقبرة القرية أُزيلت، ثمَّة عدوٌّ يستهدف حتَّى الغياب!! ويعمِّمون القبح في كلِّ المكان اسماً هجيناً أَسود .
أَحمد أَبو سليم في روايته يؤصِّل لمعنى أَدب المقاومة، في أَتمِّ تجلِّياته لفضح رواية النَّقيض وزيوفه، فهو يكتب المكان بكلِّ ما فيه وعليه إعلاء لمقولة الحياة، والعناد، والفعل المقاوم، كاشفاً عن وجه العدوِّ الحقيقيِّ الَّذي ما زال على يديه دم فلسطين. رواية تنهض على جذر المواجهة وتحدِّي القاتل، وتفكيك عتمة السِّجن، والإصرار على العلم طريقاً للنَّصر أَو النَّصر، رواية فيها من الرُّعب الكثير، وفيها عناد شعبنا وإصراره على الحريَّة، ومنازلة النَّقيض الصُّهيونيِّ، هنا يدوِّن ويوثِّق أَبو سليم تفاصيل المذبحة حيث يصرخ دم أَهلنا في وجه الغزاة. ومن يكتب ينتصر. "