- كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
إعادة انتاج المنتج المستهلك الذي ثبت فساده وانتهاء صلاحيته لن يتقبله الناس ، والجثث المتعفنة التي فاحت ريحتها لن تعود مقبولة لو تم إغراقها بكل معطرات العالم ، وهذه الجثث الفاسدة مكانها تحت التراب وليس فوق المنصات وخلف المكاتب وفي الواجهة ،
هذه الأفعال الغير مدروسة والغبية تكن مادة دسمة للخصوم والمزاودين والكارهين للنيل من الفكرة ،
فغبي من يعطي خصومه المبرر بالتصرفات الخاطئة ليتمكن من المزاودة والنيل منه ،
سياسة التحشيد ونظام الفزعات لن يبني مؤسسة ولن يجمع أصوات انتخابية ولن يزيد من الفرص في صندوق الاقتراع ، فهذه الفزعات هي حالة مؤقتة تنتهي بانتهاء أسبابها ودوافعها ، فمن أراد أن يبني فكرة فعليه بإقناع الناس بالأشخاص وبالعمل والأداء والإيمان بالفكرة وليس بالتجمعات والحشودات والتصوير والماكنات الاعلامية الواهمة ،
الفكرة الطاهرة بحاجة لأشخاص طاهرون كطهارتها وليس لوجوه عفنة فاسدة سقطت عنها كل الأقنعة الزائفة ، فذاكرة الناس قوية ولا تنسي ، وواهم من يظن أن الناس قد تنخدع بأسماء ووجوه مجرد رؤيتها أو ذكرها تنفر الناس بل تشمئز منها ، وتعيد لذاكرتهم فساد وانتهازية ودجل وكذب هؤلاء ،
فكفي غباءاً وتدميراً للبناء وحرف البوصلة عن النهج الصحيح ، فليس هكذا تُبني الأوطان وليس بهؤلاء الفاسدين تصلُح الامور ، فالفاسدين أداة تدمير وتخريب ولن يثق الناس بهم مهما تم محاولة إعادة انتاجهم بأي طرق وأساليب ،
القضية وطن وكرامة وتاريخ وتحدي ، القضية كبيرة ومقدسة وبحاجة لرجال يحملوها يعملون كثيراً ويتحدثون قليلاً ، يثبتون بالعمل والأداء مصداقية الشعارات ،
القضية ليس استقبالات ومجاملات وحشودات وألبوم صور ، وليس أعياد ميلاد واحتفالات وتوزيع ابتسامات ،
القضية وطن وحقوق ومعركة عنوانها إسقاط الفساد والفاسدين من أجل حماية الوطن وإعادة الحقوق للشعب بالعدالة والتخلص من ديكتاتورية وظلم وظلام المراحل السابقة وبناء وتأسيس مرحلة وطنية تعيد للوطن كرامته وللشعب قيمته وحقوقه ،
المفروض أن يكون عنوان هذه المرحلة الصعبة هو التخلص من كل أوباش المراحل السابقة ،
وعدم إعادة إنتاجهم ، لعدم إعادة إنتاج الفساد والدجل والكذب ،
الناس فاهمة الصحيح ويدققون جيداً بكل كلمة وعمل ، الناس واعية وعارفة كل شيء ، الناس تعلمت من تجاربها السابقة وما عاد ينطلي عليهم دغدغة العواطف بالشعارات ، من الأخر الناس قرفانة وليس من السهل أن يثقوا بأحد ، فلتكونوا علي قدر طموح الناس ،
كل ما يحدث ليس لمصلحة الوطن والشعب ، فالفصائل والقيادات والمستوزرين يلهثون خلف مصالحهم بعد أن تحولوا من فصائل وحركات إلي تجار وشركات ، وبعد أن أدمنت القيادات التخمة في ظل تجويع الناس ، والغني الفاحش في ظل إفقار الناس ، وأدمنوا طوابير السيارات والمواكب في ظل طوابير شعبهم المنتظرين كابونة أو فتات الشنطة ، كل ما يحدث هو تقاسم دم الناس وتوزيع الامتيازات ، وشرعنة سرقة حقوق الشعب تحت مسمي لقاءات واجتماعات وتوافق فصائلي أو حتي انتخابات ،
وعلي قول غسان كنفاني : " أتعرفين ما هو الوطن يا صفية ؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله"
ألا يحدث كل هذا ...
7-3-2021
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت