وجه نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين رسالة مفتوحة إلى نساء العالم، في الثامن من آذار، اليوم العالمي للمرأة، هنأهن فيها بهذه المناسبة، و رأى أن اعتماد المجتمع الدولي يوماً عالمياً للمرأة، شكل منعطفاً تاريخياً، دفعت مقابله المرأة، لتحقيقه، الكثير من التضحيات والمعاناة والتعرض للعنف المعنوي والجسدي، وكل أشكال التهميش والإقصاء والتمييز في الحقوق الاجتماعية والسياسية، والمفاهيم وقيم المواطنة.
وقال حواتمة إن تكريم المرأة والاعتراف بحقوقها السياسية والاجتماعية كاملة، يجب ألا يقتصر على يوم واحد في العام، بل يتوجب أن يكون سياسة ومنهجاً، ومشروعاً نضالياً، لكل القوى الوطنية والديمقراطية، رجالاً ونساء، لتعزيز موقع المرأة في المجتمع، ولتتمتع بكامل حقوق المواطنة، دون أي انتقاص أو تمييز.
والمرأة – أضاف حواتمة- تشكل نصف المجتمع ، ولا يمكن أن تتقدم مجتمعاتنا، في السياسة والاجتماع، والثقافة والفكر، والفن، والتربية وكل أشكال العلوم، ونصف هذه المجتمعات يتعرض للإقصاء والتهميش والحجر وراء القوانين الجائرة، تحت ذرائع مختلفة، لا تنتمي إلى روح العصر، وثوراته الصناعية والفكرية بأية صلة.
وأضاف حواتمة أن شعبنا الفلسطيني، في هذا اليوم، من حقه أن يفخر بالدور النضالي الذي تحتله المرأة الفلسطينية في المعارك الوطنية ضد الاحتلال والاستيطان والضم، وفي الدفاع عن م.ت.ف، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وعن برنامجها الوطني، برنامج العودة وتقرير المصير والاستقلال والسيادة التامة.
وكذلك الدور النضالي الذي تحتله المرأة الفلسطينية في المعارك الاجتماعية، ضد التمييز في حقوق المواطنة، وضد الاستغلال الرأسمالي للعمال، وضد ما تتعرض له نساء فلسطين، في الوطن والشتات من أشكال العنف الجسدي والمعنوي، بما في ذلك الحرمان من التعليم، والحرمان من الأجر المساوي للعمل المساوي، والضمانات النقابية والصحية والاجتماعية، والزواج المبكر، وغير ذلك من العادات والتقاليد والأمراض، التي مازالت أمامنا، كقوى تقدمية وديمقراطية ويسارية، أشواط من النضال نخوضها لتعزيز دور المرأة، ومكانتها وصولاً إلى المساواة التامة في المواطنة.
ووجه حواتمة التحية إلى المرأة الفلسطينية في الوطن، التي تحتل الآن دوراً مهماً في العمليات الانتخابية حيث سجلت المرأة في سجلات الناخبين حوالي 50% من المجموع العام للناخبين، ما يؤكد أنها ستكون كتلة انتخابية كبرى، لا تقل على الإطلاق عن كتلة الذكور أهمية، داعياً نساء فلسطين إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات، ترشيحاً واقتراعاً، داعياً إلى رفع نسبة تمثيل المرأة في القوائم الانتخابية إلى 30% كحد أدنى، مع الاعتراف بحقها في التمثيل مناصفة.
كذلك وجه حواتمة التحية إلى نساء شعبنا في الشتات، في وقوفهن على الدوام في مقدمة الصفوف في الدفاع عن حق العودة، مشيداً بدور الذي تحملن مسؤولياته في لبنان وسوريا في الأزمات الاجتماعية التي حلت بالبلدين الشقيقين خاصة جائحة كورونا وتداعياتها.
وقال حواتمة في اليوم العالمي للمرأة، مؤكداً أن النصر سيكون بلا شك حليف شعبنا في نضاله الوطني والاجتماعي، مشدداَ على أن شعباً تقف نساؤه في مقدمة الصفوف، سيكون النصر حليفه دون أدنى شك.
وختم حواتمة رسالته بالتحية إلى الأسيرات الفلسطينيات والعربيات في سجون الاحتلال، مؤكداً أن فجر الحرية لا بد أن يبزغ ليبدد ظلام الاحتلال.
كما وجه تحية الإجلال والإكبار لأرواح شهداء شعبنا نساء ورجالاً، شباناً وشابات، مؤكداً أن الوفاء لتضحياتهم يملي علينا جميعاً التمسك بكافة الحقوق الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف أو المساومة أو المقايضة.■