انتخبت حركة حماس يحيى السنوار قائدا للحركة في قطاع غزة لدورة انتخابية جديدة مدتها 4 سنوات، وذلك بعد منافسة شديدة مع نزار عوض الله القيادي بالحركة.
وقالت مصادر لصحيفة "القدس" الفلسطينية إن"نسبة الحسم بالأصوات رجحت كفة السنوار على عوض الله، وذلك بعد أن أُعيدت الانتخابات اليوم، بعد أن أخفقت بالأمس في تحديد فوز أيٍّ منهما لرئاسة المكتب السياسي بغزة."
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الحركة قوله:" إن السنوار حصد 167 صوتاً من أصل 280 صوتاً".
وبذلك يكون السنوار قائدا لحماس في قططاع غزة لجولة ثانية، ووفقًا للقوانين الداخلية للحركة فإنه لن يُسمح له بالانتخاب لجولة ثالثة بعد 4 سنوات، مع إمكانية عودته لرئاسة الحركة بغزة في جولة لاحقة، ويكون له حق الترشح لرئاسة الحركة بشكل عام.
وشهدت الانتخابات أمس 3 جولات إعادة بسبب الاحتدام في المنافسة التي وصفتها حماس بـ "الودية" و"الأخوية".
وقال مصدر مطلع لوكالة "الأناضول"، إن نتائج الانتخابات الداخلية لحركة حماس في قطاع غزة أسفرت عن إعادة انتخاب يحيى السنوار (59 عاما)، رئيسًا للحركة في القطاع.
ونقلت "الأناضول" عن المصدر قوله إن "الانتخابات التي بدأت في 18 فبراير/شباط الماضي، أسفرت عن فوز السنوار برئاسة الحركة في قطاع غزة، ليشغل هذا المنصب، للمرة الثانية على التوالي."
وأصدر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية تصريح صحفي حول انتخاب رئيس الحركة في قطاع غزة قال فيه :" ونحن نتنسم عبير ليلة الإسراء والمعراج وبركة الذكرى، ونستلهم دروسها، ونستحضر فيها الميراث الخالد في قدسنا وأقصانا وواجبنا نحو تحريرها من أيدي الغزاة المحتلين، وفي ظلال ذكرى استشهاد القائد المفكر إبراهيم المقادمة، فقد سجلت اليوم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" محطة سامية في تاريخها وهي تختار قياداتها في غزة بشكل يعكس أصالة وشورية راسخة، ففي غزة، عرين المقاومة أبدع أبناء الحركة وكوادرها وهم ينهون المرحلة تلو الأخرى في التصعيد القيادي من خلال سلوك حضاري عكسه قادة أفذاذ حملوا اللواء ورسخوا بثباتهم وإيمانهم مسيرة الدعوة والجهاد."
وأضاف هنية "وإنني اليوم إذ أحيي أبناء الحركة في مختلف مستوياتهم، ومن موقعي في رئاسة الحركة، وباسم قيادتها في الداخل والخارج أخاطبهم.. لكم أن تفخروا بحركتكم وميراثها وتقاليدها وانتخاباتها الداخلية كنموذج رائد بين الفصائل والأحزاب الفلسطينية والعربية، وأنتم تتمسكون بهذه القيم رغم الاحتلال والحصار، ورغم الضغط الأمني والاقتصادي، كما أتوجه بتحية تقدير وإجلال لقيادات وكوادر الحركة الذين دشنوا هذه المرحلة المتقدمة من انتخابات غزة."
وقال هنية " إن رسالة اليوم والأيام الماضية التي حملتها الانتخابات التي أجرتها الحركة وما زالت مستمرة، بأننا جميعًا رابحون بهذا المشهد الصلب المتماسك، والفوز هو للحركة التي تشرفنا بالانتماء لها، ففي حماس يتساوى في الرأي والاختيار القادة والجند، وفيها يتقدم القادة للتضحية قبل الجند."
واعتبر هنية أن" متابعة انتخابات الحركة من قبل أبناء شعبنا وأمتنا بل وحتى من قبل دوائر صناعة القرار لدى العدو الصهيوني" يحمل ثلاث دلالات مهمة:
- أولًا: عكست الانتخابات موقع ومكانة الحركة في الخارطة السياسية الفلسطينية كشريك في قيادة المشروع الوطني.
- وثانيًا: إن انتخابات الحركة التي يشارك فيها عشرات الآلاف من الإخوة والأخوات وفق لوائح ونظم داخلية وتحت إشراف لجان انتخابية ورقابة قضائية هي انتخابات حقيقية وليست صورية.
- وثالثًا: إن التزام الحركة بدورية انتخاباتها الداخلية كل أربعة أعوام يؤكد الإيمان العميق بمبدأ تداول السلطة والاحتكام للصندوق، ما يؤكد جدية الحركة في الانتخابات التشريعية القادمة والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني، وإن قرار الحركة هو العمل مع الكل الوطني على إنجاح هذه الانتخابات والمضي بها حتى النهاية بشفافية ونزاهة ويقبل بنتائجها الجميع."
وقال هنية "لقد بدأ العرس الانتخابي للحركة في غزة وسبقه في السجون ويواكبه في الضفة والخارج، لهو تأكيد على مؤسسية الحركة رغم توزعها الجغرافي في الداخل والخارج، وتكامل الأجيال وتوريثهم فقه القيادة والمسؤولية."
وختم قائلا :"وإننا إذ نبارك للأخوين المجاهدين يحيى السنوار وم.نزار عوض الله وجميع الإخوة الذين نالوا ثقة إخوانهم، لأدعو المولى سبحانه أن يوفق الأخ الحبيب المجاهد أبو إبراهيم يحيى السنوار في مهمته في قيادة غزة الأبية، وأن يعينه وإخوانه على أداء مهامهم الحركية والوطنية ومع إخواننا في الضفة والخارج في مختلف المستويات لتحقيق أهداف وتطلعات شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال."
نبذ عن شخصية يحيى السنوار :
ولد السنوار عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين، لعائلة لاجئة، تعود أصولها إلى مدينة المجدل، الواقعة جنوب الأراضي المحتلة عام 1948.
وانضم منذ صغره لجماعة الإخوان المسلمين، التي تحول اسمها أواخر عام 1987، إلى حركة حماس.
ودرس السنوار في الجامعة الإسلامية بغزة، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية.
وخلال دراسته الجامعية، ترأس "الكتلة الإسلامية"، الذراع الطلابي لجماعة الإخوان.
وأسس السنوار الجهاز الأمني لجماعة الإخوان، الذي عُرف باسم "المجد"، عام 1985.
وكان عمل الجهاز يتركز على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ومكافحة المتعاونين معه من الفلسطينيين.
وفي عام 1982، اعتقل الجيش الإسرائيلي السنوار لأول مرة، ثم أفرج عنه بعد عدة أيام، لتعاود اعتقاله مجدّدًا في العام ذاته، وحينها حكمت عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بتهمة المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل.
واعتقلت إسرائيل السنوار في 20 يناير/كانون الثاني 1988، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، أربع مرات، بالإضافة إلى ثلاثين عامًا، بعد أن وجهت له تهمة تأسيس جهاز المجد الأمني، والمشاركة بتأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة، المعروف باسم "المجاهدون الفلسطينيون".