شابات فلسطينيات من ذوي الإعاقة السمعية يصنعن رسوم متحركة للتعبير عن واقعهن في غزة

شابة فلسطينية من ذوي الإعاقة السمعية تصنع رسوما متحركة للتعبير عن الواقع الصعب في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ منتصف عام 2007. (شينخوا)

تنشط شابات فلسطينيات من ذوي الإعاقة السمعية في صنع رسوم متحركة للتعبير عن واقعهن الصعب في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ منتصف عام 2007.

وسعت الشابة هبة أبو جزر (24 عاما) من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كثيرا للحصول على فرصة عمل لكن إعاقتها التي ولدت بها، وقفت أمامها عائقا بحسب ما تقول لوكالة أنباء (شينخوا).

وتشير أبو جزر خريجة قسم تكنولوجيا المعلومات من إحدى الجامعات المحلية في غزة، من خلال مترجم لغة الإشارة، إلى أن الحصول على فرصة عمل حاليا في القطاع الذي يعاني أوضاعا صعبة أشبه "بحلم".

وتقول إن اليأس والإحباط سيطرا عليها طويلا وجعلاها منطوية على نفسها بعد أن شعرت أن الأشخاص ذوي الإعاقة خاصة الذين يعانون من فقدان السمع مهمشين.

وتم تحويل قصة الشابة أبو جزر إلى فيلم رسوم متحركة قصير بعنوان "لماذا لا" عملت على إنتاجه بنفسها مع سبعة آخرين من الصم الذين تخرجوا من نفس الجامعة.

والفيلم هو أحد أعمال مشروع نفذته مؤسسة غير حكومية تدعى مركز "همة الشباب" في مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة.

وتقول حنين كراز منسقة المشروع لـ((شينخوا))، إن المشروع يهدف إلى مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في التعبير عن إحباطهم من الواقع المؤلم عبر صناعة أفلام الكرتون.

وتضيف كراز (35 عاما)، أن المؤسسة "استهدفت ثماني شابات موهوبات يعانين من فقدان السمع ورسمن أفكارهن على الورق".

في الصورة الملتقطة في 7 مارس 2021، شابة فلسطينية من ذوي الإعاقة السمعية تصنع رسوما متحركة للتعبير عن الواقع الصعب في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ منتصف عام 2007. (شينخوا)

وفي محاولة لدمجهن في المجتمع، شمل المشروع أيضا ثماني نساء أسوياء كان عليهن تعلم لغة الإشارة ليتمكن من التواصل مع زملائهن.

وتوضح كراز "علمنا هذا المشروع الفريد أن الأشخاص الذين يعانون من الإعاقة يعانون من عدم قبول مجتمعهم ويجدون صعوبة في التواصل مع من حولهم والمثير أيضا أننا اكتشفنا أن الرسوم المتحركة ساعدت المجموعتين على التعبير عن أنفسهم".

وتشير إلى أن "عملية الإنتاج تمت على أربع مراحل، الأولى كان رسم الشخصيات الكرتونية، والثانية التقاط صورا لرسوماتهن باستخدام هواتفهن، والثالثة كان عملية الرسوم المتحركة فيما المرحلة الأخيرة كانت الدبلجة".

ويوجد في غزة ما يقرب من 49 ألف شخص من ذوي الإعاقة، أي حوالي 2.4 في المائة من إجمالي سكانها، يعيشون في "ظروف صعبة يصعب تحملها من قبل نظرائهم في مجتمعات أخرى في العالم"، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين.

ومن إجمالي عدد الأشخاص ذوي الإعاقة، هناك 2364 شخصًا يعانون من فقدان السمع.

وبحسب كراز، فإن بعض النساء اللواتي "شاركن في المشروع حصلن على وظائف بالقطعة مع شركات محلية للإنتاج الإعلامي"، معربة عن أملها في تنفيذ المزيد من المشاريع من هذا النوع التي من شأنها مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة.

وتقول الشابة أبو جزر بينما كانت تتفقد المقطع النهائي لفيلمها: إن "الإرادة والعزيمة والتصميم غير المحدود هو المفتاح للنجاح، ومن خلال التمسك به يمكننا تحقيق ما نتطلع إليه".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة (شينخوا)