أصدرت المبادرة المسيحية الفلسطينية - كايروس فلسطين بيانا حول الانتخابات الفلسطينية، طالبت فيه جميع المرشحين، الذين سيضع الشعب بين أيديهم مسؤولية مصيره، أن "يبنوا مجتمعنا الفلسطينيّ على أسس حديثة عصرية".
وفيما يلي نص البيان كما ورد لوكالة قدس نت للأنباء:
جاء مرسوم الرئيس لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني استجابة موضوعية لحاجة ملحة في المجتمع الفلسطيني، وفرصة للقيام بالإصلاحات المطلوبة، لكي نبدأ مرحلة جديدة في تاريخنا. نحن شعب تحت الاحتلال، يطالب بحريته واستقلاله. ولنتمكن من النجاح في صراعنا مع الخارج، يتوجب علينا أن نصارع أنفسنا أولا، كل فلسطيني، الراعي والرعية، المسؤولون والشعب، كل واحد يصارع نفسه، ليحرر نفسه من كل ما يعيق استرجاع حريته ممن سلبوه إياها.
قد تكون الانتخابات فرصة لإعادة بناء وترتيب الأوضاع الفلسطينية، بالرغم من الانقسام الذي طال فيها، وأنواع الفساد التي تسربت بين صفوفنا. هذه الانتخابات يمكن أن تجدد الأمل فينا، في أننا قادرون على إصلاح مؤسساتنا الوطنية لتقوم بدورها في خدمة الشعب الفلسطيني، في حياته اليومية، وفي مواجهة قضيته الوجودية.
إننا نوجه نداءنا هذا إلى كل فلسطيني يهمه بناء فلسطين اليوم وغدا. المبادرة المسيحية الفلسطينية ليست حزبا سياسيا، بل تتوجه إلى جميع الأحزاب، لتتحمل مسؤوليتها وتقوم بواجبها لخلق فلسطين قادرة أن تتحرر من القيود المفروضة عليها. وقادرة على ان تسلم المسؤولية إلى الأجيال الجديدة ليبدأوا مرحلة جديدة. نحن نقول لكل الأحزاب وكل المرشحين أن يدركوا مسؤوليتهم تجاه أنفسهم وتجاه كل فلسطيني. ونحن نرى أننا قادرون على ذلك، بالرغم من كل الصعاب التي تحيط بنا من الخارج، ومن الداخل.
نحن نطالب جميع المرشحين، الذين سيضع الشعب بين أيديهم مسؤولية مصيره، أن يبنوا مجتمعنا الفلسطينيّ على أسس حديثة عصرية وأن يتعهدوا بالتالي:
- عدم التنازل عن أي من الثوابت الفلسطينية الوطنية والتمسك بالقانون الدولي سبيلا لإحترام حق الفلسطينيين في تقرير المصير.
- خلق دولة مدنية ديمقراطية يحكمها القانون تحترم حقوق الانسان وإحترام الرأي والرأي الأخر وتضمن حرية الضمير والفكر والتعبير والعمل السياسي وتضمن الامان والامن، الشخصي، والاقتصادي والصحي بما في ذلك التأمين الصحي الشامل لكافة المواطنين من أجل بناء مجتمع متين.
- خلق دولة المواطنة الكاملة المتساوية للجميع وفي جميع المجالات، من دون تمييز لا من حيث الدين ولا الجنس ولا أي اعتبارات أخرى.
- مكافحة الفساد الذي تسرب إلى مؤسساتنا وبعض المسؤولين أو المنفذين.
- مراجعة كافة القوانين الفلسطينية التي أقرت في غياب المجلس التشريعي وتعديلها وضمان تطبيقها على الجميع دون تمييز بما يحقق العدالة للشعب، وإقرار قوانين جديدة عصرية تلبي طموحات الشعب الفلسطيني وصون كرامته وتضمن حقوق ومساواة المرأة، واقرار قوانين خاصة لحماية الأسرة من العنف وحماية البيئة ومحاربة جميع أنواع الفلتان الأمني ونشر السلم الأهلي.
- ضمان فصل السلطات وخلق جهاز قضائي نزيه بعيد عن كل تأثير سياسي أو فساد أفراد.
نحن نناشد المسيحيين، وكل الفلسطينيين في دولة فلسطين، الانخراط في الهم العام وعدم الانزواء وقد تكون الانتخابات القادمة الوسيلة المناسبة للتغيير. الانتخاب حق لهم وواجب عليهم، خصوصا في هذه الأيام العصيبة. كل واحد مسؤول. لا يتهرب أحد من مسؤوليته. وكل واحد له أثره في الإصلاح المطلوب.
مررنا بأيام صعبة. وما زلنا نعيش أياما صعبة. ولهذا لا يجوز لنا أن نسمح لأنفسنا، بأي تهاون أو فساد. في الأيام الصعبة كل شيء يُحمَل على محمل الجد وكل مسؤول ومواطن يلتزم بالنزاهة والأصول. الذين يتم انتخابهم والذين يتسلمون السلطة، يجب أن يدركوا أن الإصلاح يطلب، لا حكاما بل خداما للشعب الذي انتخبهم وسلمهم السلطات. ونحن نقول إننا قادرون على تجاوز كل الصعاب. وعلى بدء مرحلة جديدة، بأجيال جديدة، لاسترجاع حريتنا، ولبناء مجتمع فلسطيني جديد قوي مدرك يعرف ما يريد، ويقدر أن ينفذ ما يريد.
إننا نضع ثقتنا في المنتخِبين وفي جميع المرشَّحين. نطالبهم أن يدركوا مسؤوليتهم وجدية المرحلة التاريخية التي نمر بها. اليوم، كل فرد في خدمة الجماعة، لا يطلب أحد ما لنفسه، بل ما للجماعة، حتى تكون الجماعة غدا خادمة للجميع، وبداية حياة جديدة للجميع.
"ليكن سلام عادل ومساواة واستقرار في هذه الارض المقدسة"
غبطة البطريرك ميشيل صباح السيدة نورا قرط
سيادة المطران عطالله حنا السيدة هند خوري
القس الدكتور متري الراهب الدكتورة منى مشحور
الأب الدكتور جمال خضر الآنسة لوسي ثلجية
القس الدكتور فادي دياب السيد نضال أبو الزلف
القس الدكتور منذر اسحق السيد يوسف ضاهر
الأب بشار فواضلة السيد عمر حرامي
السيد رفعت قسيس