نقدر ونثمن عالياً مواقف السيد علي السيستاني

بقلم: رامز مصطفى

رامز مصطفى
  • رامز مصطفى
  • كاتب فلسطيني

اللقاء اذي جمع سماحة السيد علي السيستاني والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس دولة الفاتيكان ، خلال زيارته إلى العراق والتي وصفت بالتاريخية ، بغض النظر عما حمله البابا في جعبته من رسائل إلى القيادة العراقية ، ولربما من خلالها إلى إيران ، من دول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً بعد الهجمات التي تعرضت لها قوات التحالف عموماً ، والأمريكية على وجه التحديد ، كقوات احتلال غير شرعية ، بعد قرار البرلمان العراقي إلغاء الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة ، وإنهاء تواجد القوات الأجنبية إلغاء طلب المساعدة من التحالف الدولي ، أو استخدام أراضيه ومجاله الجوي ومياهه لأي سبب .
 وذلك رداً على اغتيال الجنرال الشهيد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس من قبل الولايات المتحدة أوائل كانون ثاني 2020 . في تقديري كانت في المقابل رسائل من الجانب العراقي إلى كل من يعينهم الأمر ، والتي كان من أبلغها وأوضحها تلك الرسائل التي حمّلها سماحة السيد السيستاني إلى البابا فرنسيس خلال لقائهما في النجف الأشرف ، حيث كانت تلك الرسائل من الوضوح والشفافية بحيث لا تقبل إخضاعها للتأويل أو التفسير .
 سبع لاءات تمحورت حول ، رفض الظلم ، والقهر ، والفقر ، ورفض كبت الحريات الدينية ، أو غياب العدالة الاجتماعية ، ورفض الحصار ، والتطبيع . حيث ذهبت بشكل مباشر نحو تناول قضايا جوهرية تمس الإنسان والإنسانية جمعاء ، وعلى وجه التحديد شعوب المنطقة من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي ، وعمليات تهجير وغيرها .
هنا جاءت الرسالة الأبلغ التي أراد السيد السيستاني أن يحملها البابا إلى المجتمع الدولي الأصم والأعمى ، بأنّ هناك شعب فلسطيني تُحتل أرضه من قبل كيان غاصب يرتكب أبشع الجرائم بحقه وحق أرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية على حدٍ سواء . عندما خصّ سماحته ذكر الشعب الفلسطيني من بين شعوب المنطقة التي تعاني بسبب القوى العظمى التي تُغلّب مصالحها أولاً ، على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة . وثانياً ، على لغة العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب .
سماحة السيد علي السيستاني بلاءاته ومواقفه المعلنة أمام الحبر الأعظم البابا فرنسيس ينبغي أنها قد وصلت إلى كل من يعنيهم الأمر ، وأبناء فلسطين من ضمن من وصلتهم رسالة من تلك الرسائل ، ومفادها أنّ شعب فلسطين وقضيته الأعدل والأوضح ، كانت وستبقى القضية المركزية لأمتنا ، ولن تسقط لا بتقدام الزمن ولا بالتنازل أو التفريط ، ولا بصفقاتِ قرنٍ أو ضّم .
الشعب الفلسطيني بقواه ونخبه وهي تتلقى ما أعلنه سماحة السيد السيستاني من مواقف منحازة إلى جانب قضيته في مواجهة عدوٍ غاصبٍ قاتلٍ ومجرم ، هي مواقف مقدرة ومثمنة عالياً ، كما سائر المواقف التي عبرت وتعبر عن مساندتها ودعمها لقضيته ومقاومته حتى دحر الاحتلال الصهيوني عن أرضه فلسطين .

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت