ضمن الأنشطة والفعاليات التي تُبذل من اجل مساندة كبار السن في ظل جائحة الكورونا قام برنامج أجيال في كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة وبدعم من مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات – كايسيد" بإنتاج حلقة تلفزيونية حوارية بعنوان : "كبار السن في زمن الكورونا" .
تتضمن الحلقة لقاءات حوارية مع عدد من المسنين من محافظة بيت لحم ، حيث تحدثوا عن تجاربهم الشخصية منذ بدء الجائحة وكيف أثرت على مجريات حياتهم اليومية ، كما تطرقوا للحديث حول مخاوفهم ، تحدياتهم ، آلامهم وآمالهم . بالإضافة الى مقابلة مع د.توفيق سلمان - استشاري طب نفسي في المحافظة حيث تحدث عن وضع المسنين بشكل عام وخص بالذكر المتغيرات الحالية وما تحويه من تحديات جديدة لكبار السن حاثاً السلطات والأشخاص الذين في مواقع صنع القرار للتحرك الفوري لمساندة هذه الفئة في ظل هذه الظروف الصعبة .
الجدير بذكره أن كافة المقابلات قد قامت بها الإعلامية رنا أبو فرحة من شبكة وكالة تلفزيون معاً الإخبارية . الهدف من هذا المنتج التلفزيوني هو تسليط الضوء على أكثر فئة مستضعفة ، مهمشة في المجتمع ومعرضة للإصابة بالمرض ووباء الكورونا وما يترتب عليه من تعريض صحتهم العامة للمخاطر والمضاعفات التي في بعض الاحيان قد تعرض حياتهم لخطر الموت . ونعني بالصحة العامة هي الصحة النفسية ، الذهنية ، الجسدية والعاطفية خاصة ان نسبة كبيرة منهم يعيشون بمفردهم دون معيل بسبب ازدياد نسبة الهجرة بين الشباب الفلسطيني بحثاً عن قوت عائلاتهم تاركين والديهم خلفهم يواجهون تحديات الحياة بمفردهم .البعض الآخر لديهم أبناء في المحيط ولكن بسبب العزلة والحجر الصحي الذي فرضه الوباء أصبحوا وحيدين يواجهون مخاوف التعرض للمرض وتامين احتياجاتهم اليومية بمفردهم ودون سند يدعمهم ويعتني بهم . .
من خلال المقابلات المختلفة تبين لنا ان وباء الكورونا والذي اجتاح محافظة بيت لحم بداية شهر آذار من عام 2020 قد أثّر وبشكل مباشر على كافة فئات الشعب إلا ان المسنين كانوا الاكثر رعباً وتساءلا عما سيلحق بهم من أذى وبالاخص بعد التصريحات من قِبل وزارة الصحة الفلسطينية وهيئات مسؤولة أن كبار السن هم الاكثر عرضة للإصابة بالمرض وتداعيات الفيروس . كما ان التصريحات الإعلامية بكافة انحاء العالم دعمت هذه الفرضية وعززتها . مما سبب لهم صدمة شديدة والتي بدورها انعكست سلباً على صحتهم النفسية والجسمانية وأصبحوا يتوهمون اعراض المرض دون الحصول على دعم واستشارة مهنية تهديء من روعهم وتخفف من مخاوفهم ... فلقد باتوا محاصرين في بيوتهم منعزلين عن بقية العالم من كلتا الجهتين ، فمن جهة الخوف من الوباء والمرض ومن جهة اخرى الخوف على أبنائهم واحبائهم المغتربين ، كما شكّل هاجس تلبية احتياجاتهم الغذائية ، الدوائية والطبية تحدياً آخر غير قادرين على مواجهته والتعامل معه . تحدٍ آخر لكبار السن وهو اختلاف نمط الحياة عليهم ، فالعديد منهم كانوا أعضاء في نوادي وبرامج خاصة بهم مثل برنماج أجيال ،يلتقون مع اترابهم واصدقائهم ويمارسون بعض الانشطة التي تشحذ هممهم وتنشط ذاكرتهم ... حيث يتبادلون الاحاديث والنقاشات ، يحضرون محاضرات تثقيفية توعوية وطبية ، يمارسون الرياضة البسيطة لتمرين عضلاتهم الهزيلة ، يتشاركون بوجبات طعام صحية غنية بالعناصر المفيدة لفئتهم العمرية ، يقومون بنزهات للترويح عن النفس وقضاء بعض الاوقات الممتعة مع بعضهم البعض ..
كل هذا وغيره لم يعد بامكانهم القيام به بعد جائحة الكورونا . فباتت حياتهم بلا حياة ، منعزلين خلف جدران منازلهم يترقبون الاخبار على مدار الساعة وليس من بارقة امل تبرق بأي جديد . فبعد الحياة المفعمة والنشيطة عادوا لحياة الرتابة الفارغة والمملة لا لون لها ولا طعم لا يعلمون كيف يتعاملون ويتأقلمون مع الوضع الجديد . هذه المواضيع وغيرها يمكنكم سماعها والتعرف عليها من المسنين انفسهم من خلال متابعة الرابط التالي :
من الجدير بالذكر ان أجيال هو البرنامج المسكوني الأول في فلسطين ، يستهدف كبار السن ليستجيب لإحتياجاتهم المختلفة والتي تشمل النواحي : الصحية ، النفسية ، الإقتصادية ، الوظيفية والروحية ، بحيث يشارك المسنون انفسهم في التخطيط ، التنفيذ والتقييم للبرامج والأنشطة المختلفة لتلبية كافة هذه الإحتياجات ، عبر لجان مختلفة من أعضاء البرنامج ، وذلك بهدف المساعدة في الأنشطة المختلفة ، ولمساعدة الأعضاء الآخرين الذين بحاجة لمن يساندهم ويرافقهم في الحضور والمشاركة .