صدر في منتصف مارس الجاري 2021 في العاصمة الفرنسية باريس كتاباً نقدياً باللغة الفرنسية عن دار نشر (لا فواليه دي مير) للكاتبة والناقدة السينمائية الفلسطينية رابعة حموّ الأستاذة المُحاضِرة في معهد الآداب الشرقية وجامعة السوربون في باريس بعنوان "سينما إيليا سليمان : بوستر كيتون الناصرة".
ويقع الكتاب في 360 صفحة من القطع المتوسط. تناولت في الناقدة ثلاثية أفلام الممثل والمخرج الفلسيطيني إيليا سليمان : ( سجل إختفاء 1996، الزمن الباقي 2009، لا بدّ أنها الجنة 2019).
ويقوم الكتاب على قسمين رئيسين، حمل الأول عنوان : (التاريخ وجمالية الغياب L’HISTOIRE ET L’ESTHÉTIQUE DE L’ABSENCE)، أما القسم الثاني فحمل عنوان : (جمالية المرونة والتكّيف L’ESTHÉTIQUE DE LA RÉSILIENCE).
وقُسم القسم الأول : (التاريخ وجمالية الغياب L’HISTOIRE ET L’ESTHÉTIQUE DE L’ABSENCE) إلى ثلاثة فصول رئيسية. الأول يحمل عنوان : "السينما في خدمة التاريخ"، أما الفصل الثاني فحمل عنوان : "التشظي وسيلة من وسائل الغياب والإختفاء". بينما حمل الفصل الأخير من القسم الأول العنوان: "إلاطار السينمائي مرآة لعالم متشظي".
أما القسم الثاني من الكتاب : (جمالية المرونة والتكّيف L’ESTHÉTIQUE DE LA RÉSILIENCE)، فحمل الفصل الأول عنوان " المرونة والتكيّف سلاح للعُزل والمسالمين". أما الفصل الثاني فحمل عنوان "التكيّف سلاحاً ساخراً من العدو". أما الفصل الأخير فحمل عنوان "الصمت سلاحٌ آخر للمقاومة".
ويعتبر هذا الكتاب الأول من نوعه في اللغة الفرنسية مكرساً لسينما إيليا سليمان وأفلامه الروائية الطويلة. التي تتسم بطابع مميز في السينما الفلسطينية التي يعتمد فيها سليمان على الصمت والصور الرمزية والسخرية والكوميديا السوداء التي شبهتها الناقدة كما سلفوها من النقاد السينمائين الغربين والعرب بأسلوب باستر كيتون المخرج والممثل الأمريكي في عصر الأفلام الصامتة.
وكما تميزت أعمال كيتون بشجاعته في طرح مواضيع مثيرة ضمن قالب كوميدي كفيلمه كوميديا سوداء (1926) حول الحرب الأهلية الأمريكية. أيضا دقته في صناعة الموقف/ الطرفة، وأسلوبه التمثيلي الذي يعتمد على التحرك في المشهد بينما تندر تعابير الوجه في حيادية واضحة للتعامل مع الموقف، كذلك يعتمد سليمان على القصة والحبكة وطريقة الحركة في المشهد.