- كتب: محمد بسام جودة
في الوقت الذي ينشغل فيه الفلسطينيون بالتجهيز والتحضير للانتخابات التشريعية القادمة من خلال اعداد القوائم الانتخابية وتسجيلها لدي لجنة الانتخابات المركزية لخوض غمار هذا الاستحقاق الوطني ، ينتشر وباء كورونا بشكل متسارع وسط الجماهير الفلسطينية ، ليضرب هذا الفايروس اللعين مرة أخري ويقتحم مجددا المجتمع الفلسطيني الذاهب نحو الانتخابات ويزيد من حالة التفشي بين المواطنين .
لاشك أن حمي الانتخابات الفلسطينية في الوقت الحالي نحو اعداد وتجهيز القوائم الانتخابية أمر مهم يشغل بال الكثيرين في الساحة الفلسطينية للتنافس في هذه الانتخابات ، خاصة أنه خلال أسبوع من الآن تقريباً ستغلق أبواب الترشح للقوائم للانتقال للمرحلة التالية الخاصة بتقديم الطعونات والاعتراضات من قبل الجماهير الفلسطينية علي هذه القوائم ومرشحيها إن وجدت ، لننتقل بعدها لمرحلة الدعاية الانتخابية والتي سيكون فيها تحرك أوسع وأشمل لمرشحي هذه القوائم بين مختلف فئات شعبنا من أجل استقطاب الناخبين وتحصيل أصواتهم ، مما سيترتب علي هذا الأمر احتكاك مباشر بالجماهير ، من خلال تنظيم اللقاءات والمهرجانات الواسعة معهم لتحقيق الهدف المنشود من ذلك وهو كسب الاصوات والمنافسة في مجتمع الناخبين ، إلا أن ذلك وفي ظل تصاعد وتزايد انتشار فايروس كورونا وتفشيه ، ربما سيصل بالمجتمع الفلسطيني ليصبح مجتمعا موبوء ،إن لم يتم أخذ الاحتياطات واقصي درجات الحيطة والحذر من قبل المرشحين والناخبين علي حد سواء .
إن حالة التراخي والتباطؤ في أخذ اجراءات وقرارات أكثر التزاماً وصرامة للتعامل مع هذا الوباء ، سيكون له عواقب وخيمة علي المجتمع الفلسطيني بأسره ، لاسيما في قطاع غزة الذي يفتقد لأجهزة فحص السلالة الجديدة من فايروس كورونا والتي هي أشد وأكثر فتكاً وخطرا بالمواطن من السلالة الاولي التي انتشرت في المجتمع الفلسطيني قبل نحو عام ولازالت حتي اللحظة .
لذلك ورغم أهمية المرحلة التي نعيشها من الولوج نحو اجراء الانتخابات ، هذه الانتخابات التي تعطلت نحو خمسة عشر عاماً ، وانتهت خلالها صلاحية الشرعيات الفلسطينية ، وأصبح فيها النظام السياسي الفلسطيني عاجزاً علي القيام بدوره ووظيفته ، ومع اقتراب اللحظة التي انتظرها شعبنا طويلاً ليعيد تجديد الشرعيات المتآكلة واعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني من خلال انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة ستقرع طبولها يوم 22/ مايو/2021 , من العام الحالي ، علي حكومة محمد اشتيه في الضفة الغربية وحكومة الأمر الواقع في غزة ، ضرورة إعادة النظر في الاجراءات المعمول بها في شقي الوطن للتعامل مع انتشار وتفشي هذا الوباء قبل فوات الآوان ، وهنا لابد من التذكير والاستفادة من تجربة الانتخابات البرلمانية في الاردن، التي جرت في النصف الثاني من العام الماضي ، والتي تفشي فيها الوباء بشكل غير مسبوق يوم الانتخابات وبين الناخبين والمرشحين علي السواء، نتيجة حالة الاستهتار وعدم أخذت الاجراءات المناسبة وفي الوقت المناسب من قبل حكومة المملكة الاردنية الشقيقة.
ختاماً أعتقد أن أخذ اجراءات وقرارات حكيمة استباقية قبل أن يصبح المجتمع الفلسطيني مجتمع موبوء بفايروس كورونا ، وقبل حلول شهر رمضان المبارك ، والذي ستتخلله مرحلة الدعاية الانتخابية ومن ثم اجراء الانتخابات ، لهو أمر في غاية الأهمية والضرورة لتجنيب شعبنا ويلات تفشي هذا الوباء ، ورأفة بأوضاعه وامكانياته الصحية ، ومن أجل أن تجري الانتخابات وصيرورتها بسلاسة وأمان في المجتمع الفلسطيني ، لابد من إعادة النظر في الاجراءات والقرارات وحالة اللامبالاة التي نراها بين المواطنين حتي لا ندخل في كارثة صحية جراء هذا الوباء ، ولضمان اجراء الانتخابات بشكل آمن وأجواء صحية وسليمة تجنب شعبنا المعاناة.
عزاء واجب : أتقدم بإسمي وبإسم عائلتي بخالص العزاء والمواساة لأبناء شعبنا بوفاة المناضل الوطني المرحوم محمود بكر حجازي "أبو بكر" ، كما أتقدم بالتعزية القلبية الحارة لأولاده وزوجته ، سائل المولي عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت