أعلن رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع ، أن نحو 321 سفينة تنتظر في المجرى الملاحي لقناة السويس، الذي تم تعليق العمل به جراء جنوح سفينة الحاويات البنمية العملاقة "إيفر جفين".
وقال ربيع، في مؤتمر صحفي ، إن هيئة قناة السويس تقدم كل الخدمات اللوجستية التي تطلبها هذه السفن، التي فضلت الانتظار في القناة على التحرك عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
وتابع المسؤول المصري، "نحن لا نمنع أحدا إذا أراد (مغادرة القناة إلى رأس الرجاء الصالح)، لكن السفن فضلت الانتظار عدة أيام في القناة، لأن هذا سيكون أقصر من المرور عبر رأس الرجاء الصالح".
ووصف موقف سفينة إيفر جفين، التي جنحت صباح الثلاثاء الماضي، وأغلقت المدخل الجنوبي للقناة، بأنه صعب في ظل ضخامة حجمها وحمولاتها.
لكنه أشار إلى "بوادر إيجابية" لإنهاء الأزمة، حيث بدأت السفينة تتجاوب لأعمال الإنقاذ، بعد أن عادت رفاصات ودفة السفينة للعمل.
وأردف "سنكمل نفس السيناريو، ويمكن (للأزمة) أن تنتهي اليوم أو غدا، طبقا لاستجابة السفينة للسحب والشد، وإذا فشل هذا السيناريو سنلجأ لسيناريو آخر، ونحن جهزنا كل السيناريوهات".
وواصل "لقد تم الانتهاء من عمليات التكريك أسفل السفينة الجانحة، وتم الدفع بـ 14 قاطرة وتوزعت بشكل جيد حول السفينة لتعويمها".
وأوضح أن نجاح خطة تحريك السفينة مرتبط بعاملي المد والجزر في المجرى الملاحي للقناة، مشيرا إلى أن طبيعة التربة واتجاه الرياح وحجم السفينة من الصعوبات التي تواجه عملية الإنقاذ.
ورفض تحديد موعد لانتهاء الأزمة، ورهنه باستجابة السفينة، لكنه قال "قريبا جدا ستنتهي الأزمة، وسيعود العمل بشكل طبيعي في المجرى الملاحي".
وأشار إلى أن الدولة متكاتفة وتعمل على إنهاء هذه الأزمة، لأنها "مشكلة دولة وسمعة مصر".
وعزا ربيع، جنوح السفينة إلى "سرعة الرياح والعاصفة الترابية"، قبل أن يضيف أن "هذا ليس السبب الوحيد والأساسي، لأن الحادث مركب، وله أكثر من سبب".
وتابع "قد يكون هناك خطأ فني في المركب أو شخصي من المرشد أو القبطان، وهذا ما ستوضحه التحقيقات بشكل حاسم"، ونوه بأن هيئة القناة طلبت من قبطان السفينة الجانحة التحفظ على كل الوثائق الموجودة على السفينة من أجل التحقيقات.
واستطرد أن "التحقيقات ستبدأ عقب الانتهاء من تعويم السفينة، والشغل الشاعل الآن هو خروج السفينة، ولا نقلق بخصوص التحقيقات، ومصر ستأخذ حقها".
وأشار إلى أن السفينة الجانحة، التي تبلغ حمولتها 224 ألف طن، سبق لها أن عبرت قناة السويس، التي شهدت مرور سفن أكبر، إحداها كانت تقل 240 ألف طن، دون أن يحدث شئ.
وأكد أن الحادث لم يسفر عن وقوع "إصابات أو وفيات أو حتى تلوث بالزيت أو الوقود" من السفينة الجانحة.
وعن تأثير الحادث على القناة مستقبلا، رأى ربيع أنه "حادث عارض غير مؤثر، يحدث في كل العالم".
وأضاف أن "قناة السويس كممر ليس لها دخل بالحادث، فهو غير متعمد وغير مقصود، ولن نفقد عملاءنا أو أي من الخطوط الملاحية، التي يمكن أن نقدم لها حوافز"، مشيرا إلى أن "القناة مازالت الممر الملاحي الأفضل والآمن والأسرع".