- رشيد شاهين
قبل ان نبدأ لا بد من الإشارة إلى أن المقصود هنا هي الأحزاب والفصائل التي اصبحت معروفة على أساس انها "يسارية" والمقصود هنا الجبهتين الشعبية والديمقراطية، حزب الشعب وحركة فدا والمبادرة.
لم يكن غريبا فشل ما يسمى "اليسار "بالوصول إلى أي نوع من انواع الصيغ الوحدوية من أجل الخروج للجمهور الفلسطيني بقائمة موحدة لخوض العملية الانتخابية أمام طرفي الانقسام- فتح وحماس-.
هذا "اليسار" برأينا قد فَوت العديد من الفرص للوحدة أو اتخاذ مواقف وحدوية أهمها فشله في تشكيل "جبهة عريضة" ضد الانقسام، وظل خلال تلك الأعوام يراوح مكانه حتى لا نقول "يتراجع" وكان أكثر ما ابتكرته قوى "اليسار" هو مزيد من البيانات ضد الانقسام الذي ما زال يترسخ ويزداد عمقا بغض النظر عن كل الاضاليل التي نسمعها.
كان البعض يراهن على وحدة "اليسار" برغم اننا قلنا منذ البداية انه لن يكون هناك قائمة موحدة "لليسار" لمعرفتنا بالكيفية التي يفكر كل من اطرافه، وأنه يعتقد أنه الأقوى والأهم على الساحة.
عندما تجلس هذه القوى سوية من أجل التفاوض فإنها "تجتر" كل رواسب الماضي وتستحضرها في ذهنها وهذا ما يؤدي إلى الفشل الذريع.
كل ما يقال عن انفتاح على الآخر واستعداد للتعاون، ليس سوى شعارات براقة تذهب ادراج الرياح عندما يبدأ الحديث في العمق، فلا هذا يقر بحجمه الطبيعي في الشارع ولا ذاك يقر بمدى تأثيره على الجماهير، الجميع يعتقد أنه "ابو اليسار" وأنه بدونه لا وجود لقوى من هذا النوع.
ما هي الحصيلة التي سنحصل عليها نتيجة تفتت هذه القوى، اعتقد انها لن تكون افضل من المرة السابقة، بعضها سيحصل على نسبة الحسم زائد مقعد او اثنان وبعضها لن يتجاوز نسبة الحسم، في احسن الأحوال ثمانية مقاعد بالكثير.
أما لو أنها دخلت في قائمة موحدة فإن هذا كان سيؤدي إلى وضع مختلف تماما، حيث ستكون ثالث أكبر تكتل بعد فتح وحماس، وهذا ما سيدفع كل " اليساريين الديمقراطيين والتقدميين" إلى دعم هكذا تكتل لان هؤلاء سيعتبرونه أفضل الموجود، ونعتقد انه كان لهكذا قئمة ان تحصد ما لا يقل عن 12 الى 15 مقعدا.
اما وطالما بقيت حالة التشرذم فإن الكثير من جمهور "اليسار" سيستنكف ويمتنع عن المشاركة بالتصويت لانه يعلم أن لا فائدة من قوى متفسخة وغير موحدة تحت قبة البرلمان.
ما يدعى باليسار بات في الحقيقة مجرد وهم يعيش البعض على اطلاله ويتغنى ببطولاته التي أصبحت من الماضي السحيق.
عظم الله اجركم في يساركم، والبقاء لقوى الانقسام تاجا على رؤوسكم المتكلسة.
28-3-2021
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت