- بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
في الوقت الذي بدأت فيه دولة الكيان الصهيوني الغاصب للأراضي العربية الفلسطينية المحتلة منذ العامن 1948م الشعور بالأمن والسلام وهدوء الجبهات, وتراخي العاصفة العربية الثورية الرافضة لوجودها الغريب في قلب الوطن العربي "(فلسطين) بعد أن ملئت الأرض بالدماء الزكية الطاهرة المسالة في كل بقاع الأرض العربية عبرحروب الإبادة والمجازر التي إرتكبتها أمام ناظري المجتمع الدولي, حالة الصمت والسكون المريب الذي أصابت أمتنا في صميمها وتحديداً بعد العدوان الدولي الإمبريالي على العراق الشقيق بهدف تحييد خطره على الكيان اللقيط المصطنع , ووجوده الإستنكاري في الجسد العربي .. وتالياً إنكشاف ظهير منظمة التحرير الفلسطينية, حيث شكل اّنذاك العراق مظلةً لكل الثائرين الأحرار وكل القوى العربية المناضلة ضد الإحتلال والإستعمار والإستبداد وفي المقدمة منها الثورة الفلسطينية التي إحتضنها العراق تماماً , وبالتالي أدى غيابه القصري عن المشهد العربي لجنوح منظمة التحرير نحو خيار ما يسمى بالسلام المزعوم والتوقيع على إتفاق أوسلو المشؤوم , ظناً منها بتحصيل ولو القليل من الحقوق الوطنية والقومية للشعب العربي الفلسطيني عبر ما يسمى ماراثون التفاوض السلمي العبثي في ظل الحالة العربية المتردية ,
وكذلك التراجع الملحوظ في مسيرة النضال القومي العربي وتباعاً النضال الوطني الفلسطيني الذي تراخى وترنح نتيجة عوامل ذاتية وموضوعية , وإنحصار العمل والجهد الفلسطيني بالنشاط السياسي والدبلوماسي الناعم , وقليلاً من الفعاليات الوطنية الشعبية السلمية الخجولة, التي أعطت إشارات أمن وطمأنينة بليغة وقوية لدولة الإحتلال الصهيوني التي راحت تمارس تغولها الإستيطاني والتهويدي في الجزء القليل المتبقي من الأراضي العربية المحتلة بوتيرة عالية , والتي يجري التفاوض أساساً عليها في سبيل ترسيخ السلام والأمن في المنطقة جلها , وحل الصراع العربي الصهيوني الذي يؤسس للأمن والإستقرار والإزدهار في الشرق الأوسط عموماً , وليس كما اّلت اليه الأمور حيث تفشي قوى اليمين العنصرية الفاشية الصهيونية على حساب القوى الصهيونية اليسارية التي تؤمن الى حد ما بالدولة العلمانية والمدنية , وترسل إشارات سلام وأمن للفلسطينيين والعرب الذين رزحوا تحت نير الإحتلال والجريمة الصهيونية عشرات السنين ليس حباً بالفلسطينيين وإنما لإعتقادهم الجازم أن السلام مع الفلسطينيين يشكل جسراً لمنجاة وجودهم الاّيل للزوال بسبب غربته في الجسد العربي والمحيط الإسلامي الواسع .
وعطفاً على ما سبق فقد غدت الساحة الإسرائيلية تشهد صراعاً حاداً ومزيداً من الإنقسام بين قوى اليمين العنصري الفاشي وقوى اليسار الصهيوني الأقل تطرفاً وإيغالاً في العنصرية والجريمة, وتعمقت الأزمة السياسية هناك أكثر فأكثر وتحديداً منذ عامين ونصف العام, حيث يجري تشكيل حكومة تسيير وتصريف أعمال مؤقته تشرف على إعادة الجولات الإنتخابية في دولة الكيان والتي جرى منها حتى الاّن أربع جولات متتالية في المدة الزمنية الاّنفة الذكر , والتي لم تفضي حتى الاّن للخروج من النفق والحسم لصالح أي من الأطراف المتنازعة , بل وراحت تلك القوى تنتظر طوق النجاة من القوى العربية الصغيرة الممثلة في الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) وتداعب مصالحها ومطالبها في سبيل منحها ثقتها التي تمكن أحد طرفي الأزمة في دولة الكيان من كسر قاعدة الجمود والحصول على أصوات الأكثرية التي تمكنه من تشكيل الحكومة المستندة لأصوات نصف أعضاء الكنيست زائد واحد.
وفي ظل إنشغال عدو العرب المركزي بأزمته الداخلية التي تنذر بزوال كيانه اللقيط والغريب في الجسد العربي ... فإنه حري بالقوى الوطنية والقومية والإسلامية والتقدمية الفلسطينية والعربية إعادة ترتيب أوضاعها وأولوياتها بما يخدم مسيرة النضال الفلسطيني والعربي على طريق دحر الإحتلال وكنس مستوطنيه وتحرير كافة الأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف , والعمل على تحقيق وبناء الكيان العربي الحر الديمقراطي الموحد من المحيط الى الخليج, بما يضمن مستقبلاً اّمناً وزاهراً لأبنائنا وأجيالنا العربية القادمة تتجلى فيه قيم الخير والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص عوضاً عن الرجعية وقوى الإستغلال والدكتاتورية التي تمعن خراباً في الحالة العربية بما ينسجم مع مخططات وأهداف القوى الإمبريالية والإستعمارية التي تريد شراً للأمة العربية المجيدة .
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي بيت فوريك – فلسطين المحتلة اّذار - 2021
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت