شبان وشابات من أصحاب الإعاقات الجسدية يعملون بمشغل "منتدى المقعدين" لتأمين دخول لهم بشرق لبنان

أحد أفراد الجيش اللبناني يقف أمام إطار يستخدمه المتظاهرون لقطع الطريق عند مدخل مدينة طرابلس في لبنان

من على كرسيها المتحرك وبوجه بشوش وهمة عالية تمضي جانيت سعد عدة ساعات في تحضير وتزيين شموع الأعياد والنذور لمختلف المناسبات الدينية والأجتماعية.

جانيت واحدة من مجموعة شبان وشابات الذين جمعتهم الإعاقة الجسدية وسط مشغل شمع عائد لـ"منتدى المقعدين" بمدينة زحلة بوسط شرق لبنان.

هذه الفئة من المعاقين جسديا وأكثرهم من المقعدين، يجهدون من على كراسيهم المتحركة في انتاج وتزيين واستنباط نماذج جديدة ومتعددة للشموع .

جانيت ، وبينما كانت في حركة دائمة تتنقل على كرسيها المتحرك في جنبات المشغل تراقب العاملين وتتفحص انتاجهم، قالت لوكالة أنباء ((شينخوا)) "المقعدون هنا بارعون في تحضير الشموع المميزة ،لكن الوضع الاقتصادي وتدابير الوقاية من فيروس كورونا أثرا سلبا على عمل المشغل".

وأضافت كان المشغل يؤمن لأسواق المنطقة مختلف أنواع الشموع المتعددة الأشكال والأحجام والألوان لزوم مختلف المناسبات الدينية والاجتماعية.

وأشارت إلى أن قاعات المشغل كانت قبل أسابيع من عيد الفصح الذي يحل قريبا تغص بالأمهات والعائلات لحجز الشموع .

وأسفت جانيت للوضع الحالي حيث لا زحمة زبائن ولا تصريف لأنتاج الشمع، مشيرة إلى أن طلب مدينة زحلة من الشمع المزين هذا العام انخفض في عيد الفصح من الفين شمعة إلى 125 فقط .

وكان مشغل شمع "منتدى المقعدين" قد شيد على قطعة أرض تبرعت بها بلدية زحلة وتم تمويل البناء عبر قيام أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة بجمع التبرعات.

وقال أنطوان عبدو لـ ((شينخوا)) ، انه عمل وزملاء من المقعدين على جمع التبرعات من جمعيات محلية ودولية وأندية خيرية ومغتربين .

وأشار المقعد السبعيني فيليب خوري الذي كان قد أصيب بشلل نصفي خلال حادث مؤسف ، إلى أن المشغل يساهم في تأمين دخل محدود لعشرات المقعدين وذوي الإحتياجات الخاصة في منطقة البقاع بشرق البلاد.

وأضاف خوري لـ ((شينخوا)) " في ظل تردي وانهيار العملة المحلية المتزامن مع تفشي فيروس كورونا تراجع انتاج الشمع بنسبة 80 بالمئة لكننا نواصل عملنا بوتيرة خفيفة بانتظار تحسن الأوضاع الأقتصادية".

من جهتها أوضحت مسؤولة المشغل مهى عبيد لـ ((شينخوا)) بأن انتاج المشغل توقف في العام الماضي بالكامل بسبب قرارات الإقفال المتكررة التي اتخذت لمواحهة تفشي كورونا.

في الصورة الملتقطة يوم 16 مارس 2021، صبي يبيع الزهور على طريق أغلقته مظاهرة احتجاجية بالعاصمة اللبنانية، بيروت. (شينخوا)

ولفتت إلى أن الحركة هذه السنة أفضل من السنة الماضية، لكنها أسوأ بكثير من السنوات السابقة.

وأشارت مهى عبيد إلى تراجع إنتاجية المشغل بنسبة 75 الى 80 في المئة عن العام 2019 وما قبله نتيجة تردي الوضع المعيشي وإجراءات الوقاية من فيروس "كورونا" التي حظرت في كثير من الأوقات التجمعات في المناسبات الدينية.

وقالت إن هبوط الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي أدى إلى ارتفاع ثمن كيلوجرام الشمع الخام من 4500 ليرة لبنانية إلى حوالي 45 الف ليرة مما دفع بالقيمين على المشغل إلى التخلي عن نسبة كبيرة من مدخولهم وبيع الأنتاج بما يوازي كلفته.

وأعربت عن أملها في وضع خطة مستقبلية تهدف لتطوير العمل بالمشغل من خلال تعديل قائمة الأشغال والحرف وإطلاق أفكار وأشغال جديدة متميزة ومتنوعة أضافة لإقامة معرض لمنتجات المشغل وتسويقها عبر شبكة الإنترنت لرفع الانتاج وتعزيز دخل المقعدين.

بدوره دعا المقعد رالف (65عاما) كافة الجهات المعنية لدعم المشغل باعتباره ملجأ للمقعدين الذين تضاعفت معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي تمربها البلاد بشكل عام.

وأشارت مسؤولة مكتب وزارة الشؤون الأجتماعيبة في زحلة كريستين رياشة لـ ((شينخوا)) إلى أن مشغل منتدي المقعدين يتلقى بشكل دوري مساعدات عينية ومادية من وزارة الشؤون الأجتماعية ولكن في ظل الظروف الحالية التي يمر بها البلد هناك تأخر في التقديمات.

ويبلغ عدد ذوي الأحتياجات الخاصة في لبنان بحسب آخر إحصاء لوزارة الشؤون الأجتماعية أكثر من 120الف مواطن تمنحهم الوزارة بطاقة خاصة يتمتعون بموجبها بتسهيلات توفرها القوانين والأنظمة النافذة عبر الهيئة الوطنية لشؤون المعوقين.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - بيروت (شينخوا)