أعرب القاضي السابق وعضو الملتقى الوطني الديمقراطي، المرشح للانتخابات التشريعية عن قائمة "الحرية" عزت الراميني عن أسفه الشديد لما اسماها "الحملة الظالمة" التي بدأها البعض لدوافع سياسية وانتخابية، بعد تصريح الدكتور ناصر القدوة المتعلق بالإسلام السياسي.
وقال الراميني لموقع تلفزيون "وطن" المحلي ان "ما جاء في تصريح القدوة يتعلق بموقف ثابت من "خلط الدين بالسياسة الذي الحق اضرارا بالغة بالسياسة والدين معا، كما ان هذا الخلط تسبب في كوارث دمرت بلدان عربية وساهم في إشعال حروب أهلية".
وأوضح الراميني ان "ما طرحه القدوة ينسجم مع تيارات إسلامية كبرى تقود حكومات، لكنها لم تكتف بالطرح النظري بل مارسته بفصل الدين عن السياسة، لأنهم أدركوا ان تجربة الإسلام السياسي فاقمت الانقسام في المجتمعات العربية وقدمت الذرائع لنهج الاستبداد والتسلط"."
وشدد الراميني على "الموقف المبدئي والثابت، في رفض الإقصاء والتخوين والتكفير في حق حركتي حماس والجهاد الاسلاميتين، وفي المشاركة في الحياة السياسية الفلسطينية بكل الهياكل الوطنية سواء المجلس الوطني، والمجلس المركزي واللجنة التنفيذية على أسس وقواسم مشتركة في إطار المشروع الوطني الفلسطيني تؤسس لإنهاء الانقسام والتنافس الشريف والنزيه لكسب ثقة الجمهور وعبر صندوق الاقتراع ."
وتابع الراميني "كنا ومازلنا نقف على الدوام برفض إدراج حركة حماس والجهاد الإسلامي على قوائم الإرهاب".
واكد الراميني " إننا نتطلع في المستقبل القريب للتعاون والتنسيق مع كل القوى الإسلامية والوطنية واليسارية من أجل بناء نظام سياسي تعددي وديمقراطي سواء في موقعنا في الحكومة او المعارضة البناءة".
ورفضت فصائل فلسطينية بشدة تصريحات القيادي المفصول من حركة فتح د.ناصر القدوة التي قال فيها إن "الكل لديه مشكلة مع الإسلاموية السياسية".
حركة حماس اعتبرت تصريحات ناصر القدوة "خطيئة سياسية وطنية"، وقالت إنها تأتي "منسجمة تماماً مع المواقف والقرارات الصهيوأمريكية الهادفة إلى تمزيق شعبنا وإطالة أمد الانقسام، علاوة على أنها تحرف البوصلة الوطنية، وتضعف الحالة الفلسطينية في وقت أحوج ما يكون فيه شعبنا إلى التكاتف وتحقيق الوحدة في مواجهة التحديات." كما قالت
وأضافت حماس في بيان صدر عنها "شعبنا الفلسطيني صاحب تاريخ نضالي كفاحي طويل، قائم على التعددية السياسية، والتناقض الوحيد فقط مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل ليل نهار لتهويد القدس وتدنيس المقدسات وضم أراضي الضفة الغربية المحتلة وحصار قطاع غزة الصامد."
عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الدكتور أنور أبو طه، قال إن "حركات المقاومة الفلسطينية، إسلامية وطنية تسعى لتحرير فلسطين، وليس لإقامة سلطة موهومة."
وأضاف أبو طه في رد على تصريحات القدوة، : نحن نقول له، حركات المقاومة ليست "إسلاموية سياسية" تسعى لإقامة سلطة موهومة، بل إسلامية وطنية مقاومة تسعى لتحرير فلسطين".
وتابع بالقول: الأجدر بمن سمّاهم "الكل" أن تكون مشكلتهم مع كيان الاحتلال، العدو المركزي لشعبنا، وليس مع أي طرف آخر داخل الشعب وهو من يزعم حرصه على الوحدة الوطنية".
لجان المقاومة في فلسطين اكدت رفضها لتصريحات ناصر القدوة واعتبرتها "تصب في خانة التصريحات التوتيرية الهادفة لتوتير السحة الفلسطينية وخلخلة حالة التوافق التي تسود الساحة الفلسطينية هذه الايام ."
واعتبرت لجان المقاومة في بيان صدر عنها "تصريحات ناصر القدوة المرشح للمجلس التشريعي القادم خروجا عن حالة التوافق الوطني التي شهدتها الساحة الفلسطينية في الاونة الاخيرة وبمثابة دعوة لاستمرار الانقسام ."
ودعت لجان المقاومة في فلسطين "كافة المرشحين للانتخابات وجميع قادة الفصائل الفلسطينية الى نبذ مثل هذه المواقف والتصريحات البغيضة ولفظها وتعرية اصحابها والتمسك بحالة التوافق الوطني والدعوة الى وحدة شعبنا لتجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني المرابط ."
حركة المقاومة الشعبية في فلسطين اعتبرت تصريحات القدوة "إساءة لمسيرة الكفاح الفلسطيني, بكافة أطيافه وخصوصا الاسلامية، من خلال تقديم أوراق خاسرة للغرب، بالهجوم على الحركات الإسلامية في فلسطين التي قدمت التضحيات الكبيرة في الدفاع عن شعبنا."
وقالت المقاومة الشعبية في بيان لها "كان الأولى على القدوة تقديم أوراق ترشحه وبرنامجه السياسي لشعبه والسعي نحو خدمته وتطويره بدلاً من الهجوم على ركن أصيل من الحالة الوطنية، في تخلي واضح عن إرث خاله الرئيس الراحل ياسر عرفات في الالتصاق بشعبه وتعزيز أواصر الوحدة بين مكونات شعبنا." كما قالت
وأضافت "نأسف لأن يكون الى جوار قائد وطني كبير مثل مروان البرغوثي شخص يثير الفتنة والنعرات وهو ما يستوجب رداً فورياً واعتذاراً عاجلاً من القدوة، والانسحاب من الحياة السياسية الفلسطينية، لأن مؤشرات برنامجه السياسية قد بانت." حسب قولها
ودعت الحركة كافة القوائم المرشحة للانتخابات الى عدم تجاوز مهامها ووظائفها التي جاءت من أجلها، لأن شعبنا لن يكافئ من يمس ثوابته وقيمه الدينية والوطنية.
عضو المجلس الثوري لحركة فتح حاتم عبد القادر، اعتبر أن تصريحات ناصر القدوة حول "الإسلام السياسي"، تعبِّر عن وجهة نظره فقط، ولا تعبّر عن وجهة نظر القائد مروان البرغوثي.
وقال عبد القادر في تصريحات "إننا وإن كنا نختلف مع "الإسلام السياسي" في الأفكار والتوجهات إلا أننا نحترمه، ونعتبره جزءاً أساسياً من الحالة الوطنية الفلسطينية، وشريكاً في معركة التحرر الوطني".
ونوه عبد القادر المقرب من مروان البرغوثي إلى أن الساحة الفلسطينية تتسع لكافة التنوعات والتلاوين السياسية من وطنية ودينية ويسارية، وهذه ظاهرة صحية، تؤكد بأن الشعب الفلسطيني يتنفس بأكثر من رئة واحدة.
الأسير المحرر فخري البرغوثي أعتبر أن تصريحات ناصر القدوة "إساءة" لن يسمح بها.
وعبر البرغوثي عن رفضه الشديد لتلك التصريحات، محذراً من تشتيت قضايا الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال.
وشدد المحرر البرغوثي على ضرورة أن يكون هناك مراجعات داخلية لتصريحات القدوة المسيئة.
ودعا الى احترام القوى الوطنية التي تحمل هدف واحد وهو انهاء الاحتلال عن أرض فلسطين، مؤكداً أن كل الوسائل مشروعة لمواجهة العدو.
ودعا البرغوثي لاحترام الشعب الفلسطيني وأطيافه وأن يبحث المتحدثون عن الكلام الجيد الذي يليق بتضحياته.
ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها، أحوج ما يكون إلى الوحدة والتكاتف والنأي بالنفس عن التجاذبات الإقليمية.
وكان د.ناصر القدوة قد قال ان كل قوائم حركة فتح لها مشاكل كبيرة مع "الحركات الاسلامية او الاسلاموية السياسية" على حد تعبيره، مضيفا انه "دائما مع الوحدة الوطنية".
في مقابلة مع قناة فرانس 24 أكد القدوة الذي يترأس قائمة "الحرية" الانتخابية بالتحالف مع القيادي البارز في حركة فتح الأسير مروان البرغوثي، أنه لا يملك برنامجا مختلفا عن حركة فتح، وقال : "إذا تعاونت قوائم حركة فتح قد تصب كل الأصوات في مصلحة الحركة، وكل هذه الأطراف لها مشكلة مع الإسلام السياسي أو "الإسلاموية السياسية"، كما قال