قال نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الخارجية والشؤون الدولية، يوم السبت، إنه يرى بعض التقدم بشأن مسار عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، في ظل الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس جو بايدن، مشيراً إلى أن بلاده تتطلع لمزيد من الدعم عبر حثّ تل أبيب، على العودة إلى الالتزام بالقانون الدولي.
وأوضح شعث، في تصريحات لـتلفزيون "الشرق"، أنه يرى "بعض التقدم بشأن عملية السلام، إذ أن هناك موقف أميركي يتمسك بحل الدولتين، ولا يؤيد الاستيطان، ويطالب إسرائيل بالالتزام بعملية السلام، على عكس ما كانت عليه الأمور في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب".
يأتي ذلك تعقيباً على تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، لنظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، الجمعة، والتي تضمنت ضرورة أن يتمتع الإسرائيليون والفلسطينيون بـ"إجراءات متساوية" في ما يتعلق بالحرية والأمن والازدهار والديمقراطية.
وعكست تصريحات بلينكن تركيزاً على الفلسطينيين بشكل أكبر من السياسة المؤيدة لإسرائيل، التي انتهجها الرئيس السابق دونالد ترمب، وهو ما أوضحه بلينكن خلال الاتصال الهاتفي مع أشكنازي.
وأشار وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق، إلى أن الولايات المتحدة "بدأت في إعادة الدعم المالي للشعب الفلسطيني، ووعدت بالمزيد"، لكنه أضاف: "نريد استعادة مكاتبنا في الولايات المتحدة، نريد موقفاً أميركياً رافضاً لصفقة القرن، وما تقوم به إسرائيل من استيطان وتدمير لبيوت الفلسطينيين وللحصار على غزة، يسعى لبناء عملية سلام متوازنة".
وتابع: "الآن نرى موقفاً أقرب إلى الموقف الأميركي السابق لعهد ترمب، والذي من الممكن أن يؤدي في المستقبل إلى ظروف أفضل.. لكننا ننتظر مواقف مستمرة تعيد الولايات المتحدة لموقف يمكنها من أن تلعب دوراً حقيقياً في تحقيق عملية السلام القائمة على حل الدولتين".
وفي معرض حديثه عن توقعات بلاده بشأن إدارة بايدن الجديدة، قال شعث: "نتوقع من واشنطن العمل على إنهاء الفترة المشؤومة التي حكم خلالها ترمب، إذ أن في عهده كانت هناك عملية فرض وقمع، وليست سلام".
ولفت مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الخارجية والشؤون الدولية، إلى رغبة بلاده في أن تعود الولايات المتحدة "إلى موقف أكثر توازناً كما أسمته إدارة بايدن، ودفع إسرائيل إلى عملية سلام حقيقة. نرى إمكانية لاستعادة هذا الموقف في عهد بايدن".
وأردف قائلاً: إسرائيل تعيش على الولايات المتحدة.. أمنها واقتصادها وحراكها السياسي قائم على التحالف معها، لذلك لا تستطيع أن تخالف واشنطن في حال أصرت الأخيرة على تنفيذ التزامات القانون الدولي فيما يخص عملية السلام".
وبسؤاله عما إذا كانت نتيجة الانتخابات الإسرائيلية المقبلة قد تؤثر في مسار عملية السلام، قال شعث: "اليمين المتطرف سيكون في الحكم في كل الأحوال، سواء كان بقيادة (رئيس الحكومة الحالي) بنيامين نتنياهو، أو (الوزير السابق جدعون) ساعر أو غيرهما، فلم يعد هناك يسار أو حتى وسط إسرائيلي. إلا أنه مع ذلك، فإن اليمين الإسرائيلي لا يستطيع أن يخالف الولايات المتحدة، إذا أصرت على موقف متوازن ملتزم بالقانون الدولي".
ومنذ تسلم إدارة بايدن السلطة في يناير الماضي، انتهجت سياسة مختلفة عن الإدارة السابقة في التعامل مع الملف الفلسطيني، إذ أعادت استئناف العلاقات الدبلوماسية مع فلسطين، وقدمت مساعدات للشعب الفلسطيني، إضافة إلى رفعها العقوبات التي فرضها ترمب على مسؤولين في المحكمة الجنائية الدولية، قبل ساعات من الاتصال.